القراءات اليومية بحسب الطقس اللاتيني ” 11 أبريل – نيسان 2020 “
يوم السبت المقدَّس ( قراءات العشيّة الفصحيّة )
تذكار القدّيس ستانسلاس، الأسقف الشهيد
سفر الخروج 1a:15.31.29-15:14
في تلك الأَيَّام: قالَ الرَّبُّ لِموسى: «ما بالُكَ تَصرُخُ إِلَيَّ؟ قُلّ لِبَني إِسْرائيلَ لِيَرحَلوا.
وَأَنتَ ٱرفَع عَصاكَ، وَمُدَّ يَدَكَ عَلى ٱلبَحرِ فَشُقَّهُ. فَيَدخُلَ بَنو إِسرائيلَ في وَسَطِهِ عَلى ٱليَبَس.
وَها أَنا مُقَسٍّ قُلوبَ ٱلمِصِريّين، فَيَدخُلونَ وَراءَهُم. وَأُمَجَّدُ بِفِرعَونَ وَجَميعِ جُنودِهِ، وَبِمَراكِبِهِ وَفُرسانِهِ.
فَيَعلَمُ ٱلمِصرِيّونَ أَنَّني أَنا ٱلَرَّبّ، إِذا مُجِّدتُ بِفِرعَونَ وَمَراكِبِهِ وَفُرسانِهِ».
فانتَقَلَ مَلاكُ الله، السَّائِرُ أَمامَ عَسكَرِ إِسْرائيل، فصارَ وَراءَهم، وانتَقَلَ عَمودُ الغَمامِ مِن أَمامِهم فوقَفَ وَراءَهم،
ودَخَلَ بَينَ عَسكَرِ فِرعونَ وعَسكَرِ إِسْرائيل، فكانَ مِن هُنا غَمامًا مُظلِمًا، وكانَ مِن هُناكَ يُنيرُ اللَّيل، فلَم يَقتَرِبْ أَحَدُ الفَريقَيْنِ مِنَ الآخَرِ طَوالَ اللَّيل.
ومَدَّ موسى يَدَه على البَحر، فأَرسَلَ الرَّبُّ عَلى البَحرِ ريحًا شرقيَّةً شديدةً طَولَ اللَّيل، حتَّى جَعَلَ في البَحرِ جَفافًا، وقدِ انشَقَّ الماء.
وَدَخَلَ بَنو إِسرائيلَ في وَسَطِ ٱلبَحرِ عَلى ٱليَبَس، وَٱلماءُ لَهُم سورٌ عَن يَمينِهِم وَعَن يَسارِهِم.
وَتَبِعَهُم ٱلمِصرِيّون، وَدَخَلَوا وَراءَهُم، جَميعُ خَيلِ فِرعَونَ وَمَراكِبُهُ وَفُرسانُهُ، إِلى وَسَطِ ٱلبَحر.
وَكانَ في هَجيعِ ٱلصُّبحِ أَنَّ ٱلرَّبَّ ٱطَّلَعَ عَلى عَسكَرِ فِرعَونَ مِن عَمودِ ٱلنّارِ وَٱلغمام، وَأَقلَقَهُم.
وخلَّعَ دَواليبَ المَراكِب، فساقوها بِمَشَقَّة. فقالوا: «نهرُب».
فَقالَ ٱلرَّبُّ لِموسى: «مُدَّ يَدَكَ عَلى ٱلبَحر، فَيَرتَدَّ ٱلماءُ عَلى جَيشِ فِرعَون، عَلى مَراكِبِهِم وَفُرسانِهِم».
فَمَدَّ موسى يَدَهُ عَلى ٱلبَحر. فَٱرتَدَّ ٱلبَحرُ عِندَ ٱنبِثاقِ ٱلصُّبح، إِلى ما كانَ عَلَيه، وَرِجالُ فِرعَونَ هارِبونَ تِلقاءَهُ، فَغَرِقوا في وَسَطِ ٱلبَحر.
وَرَجَعَتِ ٱلمِياه، فَغَطَّت مَراكِبَ وَفُرسانَ جَميعِ جَيشِ فِرعَونَ ٱلدّاخِلينَ وَراءَهُم في ٱلبَحر، وَلَم يَبقَ مِنهُم أَحَد.
وَسارَ بَنو إِسرائيلَ عَلى ٱليَبَس، في وَسَطِ ٱلبَحر، وَٱلماءُ لَهُم سورٌ عَن يَمينِهِم وَشِمالِهِم.
وَشاهَدَ إِسرائيلُ ٱلقُوَّةَ ٱلعَظيمَة، ٱلَّتي صَنَعَها ٱلرَّبّ، فَخافَ ٱلشَّعبُ ٱلرَّبَّ وَآمَنوا بِهِ وَبِموسى عَبدِهِ.
حينَئِذٍ سَبَّحَ موسى وَبَنو إِسرَائيلَ هَذِهِ ٱلتَّسبِحَةَ لِلرَّبِّ وَقالوا:
سفر الخروج 18.6a-5.4-3.2-1b:15
لِنُسَبِّحُ ٱلرَّبَّ: إِنَّهُ قَد تَعَظَّمَ بِٱلمَجد
أَلفَرَسُ وَراكِبُهُ طَرَحَهُما في ٱلبَحر
أَلرَّبُّ عِزّي وَتَسبيحي :لَقَد كانَ لي خَلاصًا
هَذا إِلَهي، فَإِيّاهُ أُمَجِّد
إِلَهُ أَبي، فَإِيّاهُ أُعَظِّم
أَلرَّبُّ صاحِبُ الحُروب، أَلرَّبُّ ٱسمُهُ
مَراكِبُ فِرعَونَ وَجُنودُهُ طَرحَها في ٱلبَحر
وَنُخبَةُ قُوّادِهِ غَرِقوا في بَحرِ ٱلقُلزُم
غَطَّتهُمُ ٱللُّجَج فَهَبَطوا في ٱلأَعماقِ كَٱلحِجارَة
يَمينُكَ، يا رَبُّ، عَزيزَةُ ٱلقُوَّة
أَلرَّبُّ يَملِكُ إِلى ٱلدَّهرِ وَٱلأَبَد
رسالة القدّيس بولس إلى أهل رومة 11-3:6
أَيُّها الإِخوة: أَتَجهَلونَ أَنَّنا، وقَدِ اَعتَمَدْنا جَميعًا في يسوعَ المسيح، إِنَّما اعتَمَدْنا في مَوتِه
فدُفِنَّا مَعَه في مَوتِه بِالمَعمُودِيَّةِ لِنَحْيا حَياةً جَديدة كما أُقيمَ المَسيحُ مِن بَينِ الأَمواتِ بِمَجْدِ الآب؟
فإِذا اتَّحَدْنا بِه وصِرْنا على مِثالِه في المَوت، فكَذلِكَ سنَكونُ على مِثالِه في القِيامةِ أَيضًا.
ولنَعلَمْ أَنَّ إِنسانَنا القَديمَ قد صُلِبَ معَه لِيَزولَ هذا البَشَرُ الخاطِئ، فلا نَظَلَّ عَبيدًا لِلخَطيئَة،
لأَنَّ الَّذي ماتَ تَحرَّرَ مِنَ الخَطيئَة.
فإِذا كُنَّا قَد مُتْنا مع المسيح، فإِنَّنا نُؤمِنُ بِأانَّنا سنَحْيا معَه.
ونَعلَمُ أَنَّ المسيح، بَعدَما أُقيمَ مِن بَينِ الأَموات، لن يَموتَ بعدَ ذلِك ولن يَكونَ لِلمَوتِ علَيه مِن سُلطان،
لأَنَّه بِمَوتِه قد ماتَ عنِ الخَطيئَةِ مَرَّةً واحِدَة، وفي حَياتِه يَحْيا لله.
فكَذلِكَ احسَبوا أَنتُم أَنفُسَكم أَمواتًا عنِ الخَطيئَة أَحْياءً للهِ في يسوعَ المسيح.
إنجيل القدّيس متّى 10-1:28
ولمَّا انقَضى السَّبتُ وطَلَعَ فَجرُ يَومِ الأَحد، جاءَت مَريمُ المِجدَلِيَّة ومَريمُ الأُخرى تَنظُرانِ القَبْر.
فإِذا زِلزالٌ شديدٌ قد حَدَثَ. ذلك بِأَنَّ مَلاكَ الرَّبِّ نَزَلَ مِنَ السَّماءِ وجاءَ إِلى الحَجَرِ فدَحرَجَه وجلَسَ علَيه.
وكانَ مَنظرُه كالبَرْق ولِباسُه أَبيضَ كالثَّلْج.
فارتَعَدَ الحَرَسُ خَوفًا مِنه وصاروا كالأَموات.
فقالَ الملاكُ لِلمَرأَتَين: «لا تخافا أَنتُما. أَنا أَعلَمُ أَنَّكُما تَطلُبانِ يسوعَ المَصْلوب.
إِنَّه ليسَ هَهُنا، فقَد قامَ كما قال. تَعالَيا فَانظُرا المَوضِعَ الَّذي كانَ قد وُضِعَ فيه.
وأَسرِعا في الذَّهابِ إِلى تَلاميذِه وقولا لَهم: إِنَّهُ قامَ مِن بَينِ الأَموات، وها هُوذا يَتَقَدَّمُكم إِلى الجَليل، فهُناك تَرونَه. ها إِنِّي قد بلَّغتُكما».
فتَركَتا القَبرَ مُسرِعَتينِ وهُما في خوفٍ وفَرحٍ عَظيم، وبادَرتا إِلى التَّلاميذِ تَحمِلانِ البُشْرى.
وإِذا يسوعُ قد جاءَ لِلِقائِهما، فقالَ لهما: «السَّلامُ علَيكُما!» فتَقَدَّمَتا وأَمسَكَتا قَدَمَيه ساجِدَتَينِ له.
فقالَ لَهما يسوع: «لا تَخافا! إِذْهَبا فَقُولا لِإِخوَتي، يَمضوا إِلى الجَليل، فهُناكَ يَرَونَني».
التعليق الكتابي :
القدّيس خروماتيوس (؟ – 407)، أسقف أقيلا
العظة الأولى لعشيّة عيد القيامة الكبرى
« كانَت لَيلَةَ سَهَرٍ لِلرَّبّ، لإِخراجِهم مِن أَرضِ مِصْر » (خر 12: 42)
إنّ جميع السهرات التي نحتفل بها تكريمًا للربّ هي مرضيّة في نظر الله وتنال موافقته، ولكن هذه العشية تفوق كل شبيهاتها. لذلك سميّت هذه الليلة خصّيصًا “ليلة سهر للربّ”. وكذا نقرأ : فلَيلَةُ السَّهَرِ هذه يَحفَظُها لِلرَّبِّ بَنو إِسْرائيلَ جَميعُهم مَدى أَجْيالِهم” (خر 12: 42). وهذه الليلة تحمل حقًّا عنوانها لأنّ الربّ استيقظ حيًّا بحيث لا نبقى نائمين في الموت. والحقّ أنّه قد قاسى آلام نومة الموت من خلال سرّ آلامه، ولكنّ نوم الربّ هذا تحوّل إلى ليلة سهر للعالم أجمع، لأنّ موت المسيح طرد عنّا نوم الموت الأبدي. وهو يعلنه من خلال النبي: “فعِندَئِذٍ استَيقَظتُ ورَأَيتُ وقد لَذَّ لي نَومي” (إر 31: 26). ونوم الرّب يسوع المسيح هذا الذي أعادنا من مرارة الموت إلى حلاوة الحياة، لا يكون إلاّ لذيذًا.
وقد كتب سليمان: “إِنِّي نائِمَةٌ وقَلْبي مُستَيقِظ” (نش 5: 2). وهذه الكلمات تُظهر من دون أيّ شكّ سرّ ألوهيّة الربّ وطبيعته البشريّة. فهو بحسب طبيعته البشريّة ينام في الجسد، ولكنّ ألوهيّته تبقى متيّقظة، لأنّ الألوهيّة لا تستطيع النوم… وأضاف: “ها إِنَّ حارِسَ إسرائيلَ لا يَغْفو ولا يَنام” (مز. 121[120]: 4). كان ينام في الجسد، ولكنّ ألوهيّته كانت تزور العالم السفلي بحثًا عن الإنسان الذي كان محتجزًا به، فربّنا ومخلّصنا أراد أن يزور جميع الأماكن حتّى تصل الرحمة إلى الجميع. فانحدر من أعالي السماء إلى الأرض ليزور العالم؛ ونزل أيضًا من الأرض إلى الجحيم ليحمل النور إلى أولئك الذين كانوا أسرى فيه، بحسب كلمة النبي، “الشَّعبُ السَّائِرُ في الظُّلمَةِ أَبصَرَ نوراً عَظيماً والمُقيمونَ في بُقعَةِ الظَّلام أَشرَقَ علَيهم النُّور” (إش 9: 1).
ولذلك، فإنّ الملائكة في السماء، والبشر على الأرض، وأرواح المؤمنين في مقرّ الأموات يحتفلون بهذه الليلة، ليلة السّهر للربّ… وإذا كانت توبة خاطئٍ واحد، كما نقرأ في الكتاب المقدّس، مدعاة فرحٍ بين الملائكة في السماء (لو 15: 7)، فكيف الحال إذًا في خلاص العالم؟… وهذه الليلة ليست فقط عيدًا للبشر والملائكة، بل أيضًا للربّ الآب والابن والروح القدس، لأنّ خلاص العالم هو فرح الثالوث.