stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

القراءات اليومية بحسب الطقس اللاتيني ” 17 سبتمبر – أيلول 2019 “

639views

الثلاثاء الرابع والعشرون من زمن السنة

تذكار إختياريّ للقدّيس روبرتو بلَّرمينو، الأسقف ومعلّم الكنيسة

 

رسالة القدّيس بولس الأولى إلى طيموتاوس 13-1:3

أَيُّها ٱلحَبيب، إِنَّهُ لَقَولُ صِدقٍ أَنَّ مَن رَغِبَ في ٱلأُسقُفِيَّةِ تَمَنّى عَمَلًا شَريفًا.
فَعَلى ٱلأُسقُفِ أَن لا يَنالَهُ لَوم، وَأَن يَكونَ زَوجُ ٱمرَأَةٍ واحِدَة، وَأَن يَكونَ مُعتَدِلًا رَزينًا مُهَذَّبًا مِضيافًا، أَهلًا لِلتَّعليم.
غَيرَ مُدمِنٍ لِلخَمرِ وَلا عَنيفًا، بَل حَليمًا يَكرَهُ ٱلخِصامَ وَلا يُحِبُّ ٱلمال.
يُحسِنُ تَدبيرَ بَيتِهِ، وَيَحمِلُ أَوَلادَهُ بِٱلحُسنى عَلى ٱلخُضوع.
فَكَيفَ يُعنى بِكَنيسَةِ ٱلله، مَن لا يُحسِنُ تَدبيرَ بَيتِهِ؟
وَيَنبَغي أَن لا يَكونَ حَديثَ ٱلإيمان، لِئَلّا تُعمِيَهُ ٱلكِبرِياء، فَيَنزِلَ بِهِ ٱلعِقابُ ٱلَّذي نَزَلَ بِإِبليس.
وَعَلَيهِ أَيضًا أَن يَشهَدَ لَهُ ٱلَّذينَ في خارِجِ ٱلكَنيسَةِ شَهادَةً حَسَنَةً لِئَلّا يَقَعَ في ٱلعارِ وَفي فَخِّ إِبليس.
وَليَكُنِ ٱلشَمامِسَةُ كَذَلِكَ مِن أَهلِ ٱلصَّلاح، لا ذَوي لِسانَين، وَلا مُفرِطينَ في شُربِ ٱلخَمر، وَلا حِراصًا عَلى ٱلمَكاسِبِ ٱلخَسيسَة.
وَليُحافِظوا عَلى سِرِّ ٱلإيمانِ في ضَميرٍ طاهِر.
وَليُختَبَروا هَؤُلاءِ أَيضًا أَوَّلَ ٱلأَمر، وَيُقاموا بَعدَ ذَلِكَ شَمامِسَة، إِذا لَم يَنَلهُم لَومٌ في شَيء.
وَلتَكُنِ ٱلنِّساءُ كَذَلِكَ مِن أَهلِ ٱلصَّلاح، غَيرَ نَمّامات، مُعتَدِلاتٍ أَميناتٍ في كُلِّ شَيء.
وَعَلى ٱلشَمامِسَةِ أَن يَكونَ ٱلواحِدُ مِنهُم زَوجَ ٱمرَأَةٍ واحِدَة، وَأَن يُحسِنوا رِعايَةَ أَبنائِهِم وَبُيوتِهِم.
فَإِنَّ ٱلَّذينَ يُحسِنونَ ٱلخِدمَة، يَنالونَ مَنزِلَةً رَفيعَةً وَجُرأَةً عَظيمَةً لِإيمانِهِم بِٱلمَسيحِ يَسوع.

سفر المزامير 6.5.3ab-2cd.2ab-1:(100)101

بِٱلإِنصافِ أَتَغَنّى وَٱلإِفضالَ
وَلَكَ أُنشِدُ، أَيُّها ٱلمَولى
أَسلُكُ بِٱلذَّكاءِ سَبيلَ ٱلكَمال
فَمَتى تَكونُ إِلَيَّ مُقبِلا؟

سِرتُ عَلى بَراءَةِ وِجداني
في داخِلِ بَيتي
لَم أَضع نُصبَ عَينَيَّ
ما كان أَمرًا ذَميما

أَمّا ٱلمُفتَري عَلى قَريبِهِ سِرّا
فَإِنّي سَأَتَوَلّى إِفحامَهُ
أَلمُستَعلي ٱلنّاظِرُ شَزرا
وَٱلَّذي يُصَعِّرُ خَدَّهُ ٱستِكبارا
لا أُطيقُ عَلَيهِما صَبرا

تَرمُقُ عَينايَ أُمَناءَ ٱلبِلاد
لِكَيما يُساكِنوني
وَمَن سَلَكَ سَبيلَ ٱلكَمال
فَهُوَ بِعَينِهِ يَخدُمُني

إنجيل القدّيس لوقا 17-11:7

في ذَلِكَ ٱلزَّمان، ذَهَبَ يَسوعُ إِلى مَدينَةٍ يُقالُ لَها نائين، وَتَلاميذُهُ يَسيرونَ مَعَهُ، وَجَمعٌ كَثير.
فَلَمّا ٱقَتَرَبَ مِن بابِ ٱلمَدينَة، إِذا مَيتٌ مَحمول، وَهُوَ ٱبنٌ وَحيدٌ لِأُمِّهِ وَهِيَ أَرمَلَة. وَكانَ يَصحَبُها جَمعٌ كَثيرٌ مِنَ ٱلمَدينَة.
فَلَمّا رَآها ٱلرَّبّ، أَخَذَتهُ ٱلشَّفَقَةُ عَلَيها، فَقالَ لَها: «لا تَبكي!»
ثُمَّ دَنا مِنَ ٱلسَّرير، فَلَمَسَهُ فَوَقَفَ حامِلوه. فَقال: «يا فَتى، أَقولُ لَكَ: قُم!»
فَجَلَسَ ٱلمَيتُ وَأَخَذَ يَتَكَلَّم، فَسَلَّمَهُ إِلى أُمِّهِ.
فَٱستَولى ٱلخَوفُ عَلَيهِم جَميعًا فَمَجَّدوا ٱلله، قائِلين: «قامَ فينا نَبِيٌّ عَظيم، وَٱفتَقَدَ ٱللهُ شَعبَهُ!»
وَٱنَتَشَرَ هَذا ٱلحَديثُ عَنهُ في شَأنِهِ في ٱليَهودِيَّةِ كُلِّها، وَفي جَميعِ ٱلنَّواحي ٱلمُجاوِرَة.

التعليق الكتابي :

المجمع الفاتيكانيّ الثاني
فرح ورجاء (Gaudium et spes)، دستور رعائي في “الكنيسة في عالم اليوم”

«فلَمَّا رآها الرَّبّ أَخذَتُه الشَّفَقَةُ علَيها، فقالَ لَها: لا تَبكي!»

إن الرّب يسوع المسيح “هو صُورَةُ اللهِ الَّذي لا يُرى وبِكْرُ كُلِّ خَليقَة” (كول 1: 15)؛ إنه الإنسان الكامل الذي رمَّمَ في ذرية آدم المثالَ الإلهي الذي شوَّهَته الخطيئة الأولى. لأنه هو الذي أخذَ الطبيعة البشرية دونَ أن يُلاشيها فرفَعَ هكذا طبيعتنا أيضاً إلى مرتبةٍ وكرامةٍ لا مثيلَ لهما. فبتجسُّدِهِ اتَّحَدَ ابن الله نوعاً ما بكلِّ إنسان. لقد اشتغل بيدي إنسانٍ وفكر كما يُفكر الإنسان وعمل بإرادة إنسانٍ وأحبَّ بقلبِ الإنسان. لقد وُلِدَ من العذراء مريم وصار حقاً واحداً منا شبيهاً بنا في كلِّ شيء ما عدا الخطيئة (عب 4: 15)

هو الحَمَلُ البريء الذي استحق لنا الحياةَ بدمِهِ الذي أراقه بملء الحرية. وبواسطته صالحنا الله مع ذاتِهِ ومع بعضِنا إذ انتزعنا من عبوديةِ الشيطان والخطيئة. إلى حدِّ أنه يمكن لكلٍّ منا أن يقول مع الرسول: إن ابن الله “أحبَّني وبذلَ ذاتَه لأجلي” (غل 2: 20) لقد تألَّمَ لأجلنا ولم يعطنا بذلك مثالاً فقط لنسير على خطاه بل شقَّ لنا طريقاً جديدةً: إذا تبعناها تتقدس الحياة ويتقدَّسُ الموت فيكتسبان معنى جديدًا.

وعندما يصبحُ المسيحي مطابِقًا لصورةِ الابن، البكر بين إخوةٍ كثيرين يقبلُ “بواكير الروح” (رو 8: 23) التي تمنحه القوة ليُتمِّمَ الشريعة الجديدة، شريعةَ الحبِّ. وبواسطةِ هذا الروح “عربون الميراث” (أف 1: 14) يتجدَّدُ الإنسان كلُّه باطنياً بانتظار “افتداء الجسد” (رو 8: 23) “وإن كان روحُ الذي أقام يسوعَ من بين الأموات ساكناً فيكم، فالذي أقامَ يسوع المسيح من بين الأموات يُحيي أيضاً أجسادكم المائتة، بروحه الساكن فيكم” (رو 8: 11).
هذه هي نوعيَّةُ سر الإنسان وعظمته. هذا السر الذي يوضحه الوحي المسيحي ويتلألأ أمام أعين المؤمنين. فبواسطةِ الرّب يسوع المسيح وفيه يتضح وينحل لغز الألم والموت، ذلك اللغز الذي يسحقُنا إن نظرنا إليه بمعزلٍ عن إنجيل الرّب يسوع المسيح. لقد قامَ الرّب يسوع المسيحُ وبموته غلب الموت وأعطانا الحياة بغزارةٍ (الليتورجيا البيزنطيّة) حتى، بعد أن أصبحنا أبناء في الابن، نصرخ في الروح: أَبا، أيها الآب (رو 8: 15).