القراءات اليومية بحسب الطقس اللاتيني” 3 فبراير – شباط 2021 “
الأربعاء الرابع من زمن السنة
تذكار إختياريّ للقدّيس بلاسيوس، الأسقف الشهيد
تذكار إختياريّ للقدّيس أنسغاريوس، الأسقف
الرسالة إلى العبرانيّين 13-11.7-4:12
أَيُّها ٱلإِخوَة، إِنَّكُم لَم تُقاوِموا بَعدُ حَتّى بَذلِ ٱلدَّمِ في مُجاهَدَةِ ٱلخَطيئَة.
قَد نَسيتُم تِلكَ ٱلعِظَةَ ٱلَّتي تُخاطِبُكُم، كَما تُخاطِبُ بَنيها، فَتَقول: «يا بُنَيّ، لا تَحتَقِر تَأديبَ ٱلرَّبّ، وَلا تَضعَف نَفسُكَ إِذا وَبَّخَكَ.
فَإِنَّ ٱلرَّبَّ يُؤَدِّبُ مَن يُحِبُّهُ، وَيَجلِدُ كُلَّ ٱبنٍ يَرتَضيه».
فَمِن أَجلِ ٱلتَّأديبِ تَتَأَلَّمون، وَإِنَّ ٱللهَ يُعامِلُكُم مُعامَلَةَ ٱلبَنين. وَأَيُّ ٱبنٍ لا يُؤَدِّبُهُ أَبوه؟
إِنَّ كُلَّ تَأديبٍ لا يَبدو في وَقتِهِ باعِثًا عَلى ٱلفَرَح، بَل عَلى ٱلغَمّ. غَيرَ أَنَّهُ يَعودُ بَعدَ ذَلِكَ عَلى ٱلَّذينَ رَوَّضَهُم بِثَمَرِ ٱلبِرِّ وَما فيه مِن سَلام.
«فَأَقيموا أَيدِيَكُمُ ٱلمُستَرخِيَة، وَرُكَبَكُمُ ٱلمُلتَوِيَة»
وَٱجعَلوا سُبُلًا قَويمَةً لِخُطاكُم، فَلا يَنحَرِفَ ٱلأَعرَج، بَل يَبرَأ.
سفر المزامير 18a-17.14-13.2-1:(102)103
مَجِّدي، يا نَفسِيَ ٱلمَولى
وَيا أَعماقَ وِجداني
مَجِّدي ٱسمَهُ ٱلقُدّوس
مَجِّدي، يا نفسيَ ٱلمَولى
وَلا تَنسَي كُلَّ ما أَتاكِ مِن إِنعام
كَرَأفَةِ ٱلوالِدِ بِأَبنائِهِ
يَرأَفُ ٱلمَولى بِأَتقِيائِهِ
لِأَنَّه عارِفٌ مِمّا جُبِلنا
وَيَذكُرُ أَنَّنا تُراب
غَيرَ أَنَّ وَدادَ ٱلرَّبِّ لِخائِفيهِ
أَزَلِيٌّ يَدومُ أَبَدَ ٱلآبِدين
وَكَرَمَهُ يَبقى لِأَبناءِ ٱلبَنين
لِمَن يَحفَظونَ عَهدَهُ
إنجيل القدّيس مرقس 6-1:6
في ذَلِكَ ٱلزَّمان، جاءَ يَسوعُ إِلى وَطَنِهِ يَتبَعُهُ تَلاميذَهُ.
وَلّما أَتى ٱلسَّبت، أَخَذَ يُعَلِّمُ في ٱلمَجمَع، فَدَهِشَ كَثيرٌ مِنَ ٱلَّذينَ سَمِعوه، وَقالوا: «مِن أَينَ لَهُ هَذا؟ وَما هَذِهِ ٱلحِكمَةُ ٱلَّتي أُعطِيَها، حَتّى إِنَّ ٱلمُعجِزاتِ ٱلمُبينَةَ تَجري عَن يَدَيه؟
أَما هُوَ ٱلنَّجّارُ ٱبنُ مَريَم، أَخو يَعقوبَ وَيوسى وَيَهوذا وَسِمعان؟ أَوَ لَيسَت أَخَواتُهُ عِندَنا هَهُنا؟» وَكانَ لَهُم حَجَرَ عَثرَة.
فَقالَ لَهُم يَسوع: «لا يُزدَرى نَبِيٌّ إِلّا في وَطَنِهِ وَأَقارِبِهِ وَبَيتِهِ».
وَلَم يَستَطِع أَن يُجرِيَ هُناكَ شَيئًا مِنَ ٱلمُعجِزات، سِوى أَنَّهُ وَضَعَ يَدَيهِ عَلى بَعضِ ٱلمَرضى فَشَفاهُم.
وكانَ يَتَعَجَّبُ مِنْ إِيمانِهم. ثُمَّ سارَ في القُرى المُجاوِرَةِ يُعَلِّم.
التعليق الكتابي :
الكردينال جوزف راتزنغر(بِندِكتُس السادس عشر، بابا روما من 2005 إلى 2013)
مقدّمة عن المسيحيّة (Einführung in das Christentum)
« مِن أَينَ لَهُ هَذا؟ وَما هَذِهِ ٱلحِكمَةُ ٱلَّتي أُعطِيَها، حَتّى إِنَّ ٱلمُعجِزاتِ ٱلمُبينَةَ تَجري عَن يَدَيه ؟ »
“نؤمن بربّ واحد، يسوع المسيح، ابن الله الوحيد” (قانون الإيمان). يرى الإيمان المسيحي في يسوع الناصري الإنسان المثالي – وقد تكون هذه أفضل طريقة لفهم فكرة القديس بولس عن أن الرّب يسوع هو “آدمُ الآخِرُ” (1كور 15: 45). ولكن الرّب يسوع يسمو فوق حدود الإنسان بالتّجديد باعتباره الإنسان الأفضل، الإنسان المثالي. وبهذا السمّو فقط يكون الرّب يسوع الإنسان المثالي الحقّ؛ فالإنسان لا يكون ذاته الحقّة إلا في الحدود التي يكون فيها قريبًا من الآخر؛ ولا يجد نفسه إلا إذا تركها؛ ولا يجد ذاته إلا من خلال شخصٍ آخر… وفي تحليلٍ أخير فإن الإنسان مرتّب وفقًا… لذلك الّذي هو آخَرٌ حقًّا، أي الله … وهو يحقق كليّته عندما يتوقف عن البقاء في ذاته، عن التقوقع على ذاته، وعن فرض ذاته، أي عندما ينفتح انفتاحًا خالصًا على لله.
ولكن لكي يُحقّق الإنسان إنسانٍيته الكاملة، يجب على الله أن يصبح إنسانًا. وعندها فقط يتحقق العبور من “بشريّ” إلى “رُوحَانِيّ” (راجع 1كور 15: 44) بصورة قاطعة… وعندها فقط يستطيع المخلوق من التراب أن يرفع نظره إلى أبعدِ من ذاته ويمكنه حتّى أن يخاطب الله بغير كلفة وبعبارة “أنت”. وهذا الانفتاح على اللامتناهي هو الذي يصنع الإنسان… وهاهنا الإنسان الأسمى، آدم الحقيقي… والذي هو ليس فقط على اتصالٍ مع اللامتناهي بل يشكّل مع اللامتناهي وحدة واحدة: الرّب يسوع المسيح.
إن كان الجوهر الحقيقي للإنسان، كما صمَّمه الله يتجلّى في الرّب يسوع بالكامل، فلا يمكن أن يشكّل الرّب يسوع استثناءً مطلقًا أو نموذجًا فريدًا … بل إنّ وجوده يؤثر في البشرية جمعاء … فهو سوف يجمع حوله الجنس البشري بأسره، وعليه أن “يجذب إليه النّاس أجمعين: (راجع يو 12: 32) ليشكّل ما يسمّيه القديس بولس “جسد المسيح”.