القراءات اليومية بحسب الطقس اللاتيني ” 22 يونيو – حزيران 2021 “
الثلاثاء الثاني عشر من زمن السنة
تذكار إختياريّ للقدّيس بولينُس النوليّ، الأسقف
وتوما مور، الشهيدَين
سفر التكوين 18a-5.2:13
كانَ أَبرامُ غَنِيًّا جِدًّا بِٱلماشِيَةِ وَٱلفِضَّةِ وَٱلذَّهَب.
وَكانَ أَيضًا لِلوطَ ٱلسّائِرِ مَعَ أَبرامَ غَنَمٌ وَبَقَرٌ وَخِيام.
فَلَم يَحتَمِل ضيقَ ٱلأَرضِ أَن يُقيما فيها مَعًا، إِذ كانَ مالُهُما كَثيرًا، فَلَم يُمكِنهُما ٱلمُقامُ مَعًا.
فَكانَت خُصومَةٌ بَينَ رُعاةِ ماشِيَةِ أَبرامَ وَرُعاةِ ماشِيَةِ لوط، وَٱلكَنعانِيّونَ وَٱلفَرِزِّيونَ حينَئِذٍ مُقيمونَ في ٱلأَرض.
فَقالَ أَبرامُ لِلوط: «لا تَكُن خُصومَةٌ بَيني وَبَينَكَ، وَلا بَينَ رُعاتي وَرُعاتِكَ، إِنَّما نَحنُ رَجُلانِ ٱخَوان.
أَلَيسَتِ ٱلأَرضُ كُلُّها بَينَ يَدَيك؟ إِعتَزِل عَنّي، إِمّا إِلى ٱلشِّمالِ فَأَتَيامَنَ عَنكَ، وَإِمّا إِلى ٱليَمينِ فَأَتَياسَر».
فَرَفَعَ لوطٌ طَرَفَهُ، وَرَأى كُلَّ بُقعَةِ ٱلأُردُنّ، فَإِذا جَميعُها سِقيٌ، قَبلَ أَن دَمَّرَ ٱلرَّبُّ سَدومَ وَعَمورَة، كَجَنَّةِ ٱلرَّبّ، مِثلَ أَرضِ مِصرَ حَتّى تَنتَهي إِلى صوعَر.
فَٱختارَ لوطٌ لِنَفسِهِ كُلَّ بُقعَةِ ٱلأُردُنّ. وَٱرتَحَلَ إِلى ٱلمَشرِق، وَٱعتَزَلَ كُلُّ واحِدٍ صاحِبَهُ.
فَأَقامَ أَبرامُ في أَرضِ كَنعان، وَأَقامَ لوطٌ في مُدُنِ ٱلبُقعَة، وَخَيَّمَ إِلى سَدوم.
وَأَهلُ سَدومَ أَشرارٌ خاطِئونَ أَمامَ ٱلرَّبِّ جِدًّا.
وَقالَ ٱلرَّبُّ لِأَبرام، بَعدَما فارَقَهُ لوط: «إِرفَع طَرفَكَ وَٱنظُر مِنَ ٱلمَوضِعِ ٱلَّذي أَنتَ فيه، شَمالًا وَجَنوبًا وَشَرقًا وَغَربًا.
إِنَّ جَميعَ ٱلأَرضِ ٱلَّتي تَراها، لَكَ أُعطيها، وَلِنَسلِكَ إِلى ٱلأَبَد.
وَأُصَيِّرُ نَسلَكَ كَتُرابِ ٱلأَرض، حَتّى إِن أَمكَنَ أَن يُحصِيَ إِنسانٌ تُرابَ ٱلأَرض، فَنَسلُكَ أَيضًا يُحصى.
قُم فَٱمشِ في ٱلأَرض، طولِها وَعَرضِها، فَإِنّي لَكَ أُعطيها».
فَٱنتَقَلَ أَبرامُ بِخِيامِهِ، حَتّى جاءَ وَأَقامَ في بَلّوطِ مَمرا ٱلَّتي بِحَبرون، وَبَنى هُناكَ مَذبَحًا لِلرَّبّ.
سفر المزامير 5ab-4c.4ab-3c.3ab.2:(14)15
نَزيهُ ٱلمَسلَكِ وَفاعِلُ ٱلبِرّ
وَٱلمُتَكَلِّمُ بِٱلحَقِّ في قَلبِهِ
ٱلَّذي لا يَغتابُ لِسانُهُ
وَلا يَفعَلُ بِصاحِبِهِ شَرّا
ٱلَّذي لا يُنزِلُ بِقَريبِهِ عارا
يَرى مَن رَذَلَهُ ٱلرَّبُّ حَقيرا
وَمَن يَخافُ ٱللهَ مُكَرَّما
يَحلِفُ، وَإن أَضَرَّ بِنَفسِهِ، وَيَبَرُّ قَسَمَهُ
وَلا يُقرِضُ مالَهُ بِٱلرِّبا
وَرَشوَةً عَلى ٱلبَريءِ يَأبى
إنجيل القدّيس متّى 14-12.6:7
في ذَلِكَ ٱلزَّمان، قالَ يَسوعُ لِتَلاميذِهِ: «لا تُعطوا ٱلكِلابَ ما هُوَ مُقَدَّس، وَلا تُلقوا لُؤلُؤَكُم إِلى ٱلخَنازير، لِئَلّا تَدوسَهُ بِأَرجُلِها، ثُمَّ تَرتَدَّ إِلَيكُم فَتُمَزِّقُكُم.
فَكُلُّ ما أَرَدتُم أَن يَفعَلَ ٱلنّاسُ لَكُم، إِفعَلوهُ أَنتُم لَهُم. هَذِهِ هِيَ ٱلشَّريعَةُ وَٱلأَنبِياء.
أُدخُلوا مِنَ ٱلبابِ ٱلضَّيِّق. فَإِنَّ ٱلبابَ رَحبٌ، وَٱلطَّريقَ ٱلمُؤَدِّيَ إِلى ٱلهَلاكِ واسِع، وَٱلَّذينَ يَسلُكونَهُ كَثيرون.
ما أَضيَقَ ٱلبابَ وَأَحرَجَ ٱلطَّريقَ ٱلمُؤَدِّيَ إِلى ٱلحَياة! وَٱلَّذينَ يَهتَدونَ إِلَيهِ قَليلون».
التعليق الكتابي :
أوريجينُس (نحو 185 – 253)، كاهن ولاهوتيّ
عظات حول سفر الخروج
« ما أَضْيَقَ البابَ وأَحرَجَ الطَّريقَ المُؤَدِّيَ إِلى الحَياة »
لننظر إلى ما قاله الله لموسى، وأي طريق اختارها… كنت تعتقد على الأرجح أنّ الطريق الذي يدلّنا عليه الله هو طريق واحد وسهل، لا وجود فيه لأي صعوبات أو آلام ولكن على العكس إنّه أشبه بطريق يتّجه صعودًا وهو مليء بالأشواك، لأنّ الطريق الذي يأخذنا إلى الفضائل لا يتّجه نزولاً بل صعودًا ويكون أشبه بطريق ضيّق وصعب. ولنسمع الربّ يقول في الإنجيل المقدّس: “ما أَضْيَقَ البابَ وأَحرَجَ الطَّريقَ المُؤَدِّيَ إِلى الحَياة”. انظر مدى التناغم بين الإنجيل والشريعة… أليس صحيحًا أنّ العميان يمكنهم أن يبصروا بوضوح أنّ روحًا واحدًا كتب الشريعة والإنجيل!
إنّ الطريق الذي نتقدّم فيه هو أشبه بطريق شائك يتّجه صعودًا… كم تحتوي الأعمال والإيمان على صعوباتٍ وآلام، لأنّ التجارب والعوائق الكثيرة تعترض الراغبين في سلوك طريق الربّ. وبالتالي، نجد دومًا آلامًا في الإيمان، إضافةً إلى الكثير من نقاط المناقشة والكثير من اعتراضات الهراطقة… اسمع ما قاله فرعون عندما رأى الطريق الذي سلكه موسى وشعب إسرائيل: “إِنهم تائِهونَ في الأَرض وإِنَّ البَرِّيَّة قد أَطبَقَت علَيهم” (خر 14: 3)، فبالنسبة إلى فرعون، تائه هو من يسلك طريق الربّ. طريق الحكمة كما قلنا شائك وفيه الكثير من المنعطفات والصعوبات والتحويلات. وبالتالي كم يبدو الاعتراف بالله الواحد، والتأكيد مع هذا الاعتراف أنّ الآب والابن والرُّوح القدس هم إله واحد، كم يبدو ذلك مسألة صعبة وشاقّة ومعقدّة لغير المؤمنين! وعندما نضيف إلى ذلك أنّ “ربّ المجد” قد صُلب (1كور 2: 8) وأنه ابن الإنسان لأنّه “ما مِن أَحَدٍ يَصعَدُ إِلى السَّماء إِلاَّ الَّذي نَزَلَ مِنَ السَّماء وهو ابنُ الإِنسان” (يو 3: 13)، كم يبدو ذلك شاقًّا وصعبًا أيضًا! من يسمع ذلك بدون إيمان يقول “إِنهم تائِهونَ”، إنّما أنت فكن حازمًا ولا تشكّك في هذا الإيمان، واعلم بأنّ الله هو من يدلّك على طريق الإيمان هذا.