stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

القراءات اليومية بحسب الطقس اللاتيني” 4 مارس – أذار 2020 “

644views

الأربعاء الأوّل من الزمن الأربعينيّ

تذكار القدّيس كسميرس

سفر يونان 10a-1:3

كانَت كَلِمَةُ ٱلرَّبِّ إِلى يونانَ ثانِيَةً، قائِلًا:
«قُمِ ٱنطَلِق إِلى نينَوى ٱلمَدينَةِ ٱلعَظيمَة، وَنادِ عَلَيها ٱلمُناداةَ ٱلَّتي أَنا مُكَلِّمُكَ بِها».
فَقامَ يونانُ وَٱنطَلَقَ إِلى نينَوى بِحَسَبِ كَلِمَةِ ٱلرَّبّ. وَكانَت نينَوى مَدينَةً عَظيمَةً لله، مَسيرَةَ ثَلاثَةَ أَيّام.
فَٱبتَدَأَ يونانُ يَدخُلُ ٱلمَدينَةِ مَسيرَةَ يَومٍ واحِد وَنادى، وَقال: «بَعدَ أَربَعينَ يَومًا تنقَلِبُ نينَوى».
فَآمَنَ أَهلُ نينَوى بِٱلله، وَنادَوا بِصَومٍ وَلَبِسوا مُسوحًا مِن كَبيرِهِم إِلى صَغيرِهِم.
وَبَلَغَ ٱلكَلامُ مَلِكَ نينَوى، فَقامَ عَن عَرشِهِ، وَأَلقى عَنهُ حُلَّتَهُ وَٱلتَفَّ بِمِسحٍ وَجَلَسَ عَلى ٱلرَّماد.
وَأَمَرَ أَن يُنادى وَيُقالَ في نينَوى بِقَضاءِ ٱلمَلِكِ وَعُظَمائِهِ: «لا يَذُق بَشَرٌ وَلا بَهيمَةٌ وَلا بَقَرٌ وَلا غَنَمٌ شَيئًا، وَلا تَرعَ وَلا تَشرَب ماء.
وَليَلتَفَّ ٱلبَشَرُ وَٱلبَهائِمُ بِمُسوح، وَليَصرُخوا إِلى ٱللهِ بِشِدَّة، وَيَتوبوا كُلُّ واحِدٍ عَن طَريقِهِ ٱلشِّرّيرِ وَعَنِ ٱلظُّلمِ ٱلَّذي بِأَيديهِم،
لَعَلَّ ٱللهَ يَرجِعُ وَيَندَمُ وَيَعودُ عَن ٱضطِرامِ غَضَبِهِ، فَلا نَهلِك».
فرَأَى اللهُ أَعْمالَهم أًنَّهم تابوا عن طَريقِهم الشَّرِّير.

سفر المزامير 19-18.13-12.4-3:(50)51

إِرحَمني، يا أَللهُ، عَلى قَدرِ رَحمَتِكَ
وَعَلى قَدرِ رَأفَتِكَ أُمحُ مَآثِمي
إِغسِلني كَثيرًا مِن إِثمي
وَمِن خَطيئَتي طَهِّرني

قَلبًا نَقِيًّا أُخلُق فِيَّ، يا أَلله
وَروحًا مُستَقيمًا جَدِّد في أَحشائي
لا تَطرِحني مِن قُدّامِ وَجهِكَ
وَروحَكَ ٱلقُدّوسَ لا تَنزِعهُ مِنّي

لإِنَّكَ لا تُريدُ ٱلذَّبيحَةَ
وَأُقَرِّبُ ٱلمُحرَقاتِ فَلا تَسُرُّكَ
فَٱلذَّبيحَةُ للهِ روحٌ مُنسَحِق
أَلقَلبُ ٱلخاشِعُ ٱلمُتَواضِعُ لا يَرذُلُهُ ٱلله

إنجيل القدّيس لوقا 32-29:11

في ذَلِكَ ٱلزَّمان، ٱحتَشَدَتِ ٱلجُموع، فَأَخَذَ يَسوعُ يَقول: «إِنَّ هَذا ٱلجيلَ جيلٌ فاسِدٌ يَطلُبُ آيَة، وَلَن يُعطى سِوى آيَةِ يونان.
فَكَما كانَ يونانُ آيَةً لِأَهلِ نينَوى، فَكَذَلِكَ يَكونُ ٱبنُ ٱلإِنسانِ آيَةً لِهَذا ٱلجيل.
مَلِكَةُ ٱلتَّيمَنِ تَقومَ يَومَ ٱلدَّينونَةِ مَعَ رِجالِ هَذا ٱلجيلِ وَتَحكُمُ عَلَيهِم، لِأَنَّها جاءَت مِن أَقاصي ٱلأَرضِ لِتَسمَعَ حِكمَةَ سُلَيمان، وَهَهُنا أَعظَمُ مِن سُلَيمان.
رِجالُ نينَوى يَقومونَ يَومَ ٱلدَّينونَةِ مَعَ هَذا ٱلجيلِ وَيَحكُمونَ عَلَيه، لِأَنَّهُم تابوا بِإِنذارِ يونان، وَهَهُنا أَعظمُ مِن يونان.

التعليق الكتابي :

القدّيس هيرونيمُس (347 – 420)، كاهن ومترجم الكتاب المقدّس وملفان الكنيسة
حول يونان، الجزء الثاني 2، 5، 6، 11

يونان يمثّل صورة مسبقة عن الرّب يسوع المسيح

إن كان يونان يمثّل صورة مسبقة عن المسيح، ويذكّرنا، من خلال إقامته ثلاثة أيام وثلاث ليال في بطن الحوت، بآلام المخلّص، فإنّ صلاته هي أيضًا تعبير عن صلاة الرّب يسوع.

“إِنِّي طُرِدتُ مِن أَمامِ عَينَيكَ لكِنِّي سأَعودُ أَنظُرُ هَيكَلَ قُدسَكَ”(يون 2: 5). حين كنتُ معَك وأتمتّع بنورِكَ لم أكن أقول: أنا منبوذ. أمّا حين أصبحتُ في قاع البحر، في جسد إنسان، أخذتُ أشعر بعواطف إنسان، وقلت: أنا منبوذ من أمام عينيك. هذا ما قُلتُه كإنسان، وما بَقِيَ، سأقوله كإله، أنا الّذي في صورتك، لم أعدّ مساواتي لك غنيمة (راجع في 2: 6)، لأنّي أردتُ أن أرفع نحوَك الجنس البشري. “لكِنِّي سأَعودُ أَنظُرُ هَيكَلَ قُدسَكَ”. هذا ما يعلنه نصّ الإنجيل:”فمَجِّدْني الآنَ عِندَكَ يا أَبتِ بِما كانَ لي مِنَ المَجدِ عِندَكَ قَبلَ أَن يَكونَ العالَم” (يو 17: 5). فيجيب الآب: “قد مجّدتُ وسأمجّد أيضًا”(يو 12: 28). إنّ الربّ الأوحد ذاته يسأل كإنسان ويَعِد كإله، وهو أكيد من المُلك الذي كان خاصّته دومًا.

“قد غَمَرَتْني المِياهُ إِلى حَلْقي وأَحاطَ بِيَ الغَمر” (يون 2: 6). فلا يَسجُنني الجحيم! ولا يرفض خروجي منه! طوعًا نزلتُ إليه، فلأصعد منه طوعًا! جئت وأنا أسيرٌ متطوّع، فعليّ أن أحرّر الأسرى كَي تتمّ هذه الآية: “صَعِدَ إِلى العُلى فأَخَذَ أَسْرى وأَعْطى النَّاسَ العَطايا “( أف 4: 8؛ راجع مز 68[67]: 19). في الواقع، إن الذين كانوا أسرى في الموت، قد رَبِحَهم هو للحياة.

“فأَمَرَ الرَّبُّ الحوتَ، فقَذَفَ يونانَ إِلى اليابِسَة” (يون 2: 11). اذًا طُلب إلى هذا الحوت الضخم، كما إلى الهاوية والحجيم إعادة المخلّص الى الأرض. فهكذا إنّ الذي قد مات كي يحرّر المقيّدين برِباط الموت، يستطيع أن يقود معه جمهورًا من الناس الى الحياة.