stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

القراءات اليومية بحسب الطقس اللاتيني” 30 أكتوبر – تشرين الأول 2021 “

283views

السبت الثلاثون من زمن السنة

رسالة القدّيس بولس إلى أهل رومة 29-25.12-11.2a-1:11

أَيُّها ٱلإِخوَة، أَتُرى نَبَذَ ٱللهُ شَعبَهُ؟ حاشَ لَهُ! فَإِنّي أَنا إِسرائيِلِيٌّ مِن ذُرِيَّةِ إِبراهيمَ وَسِبطِ بَنيامين.
ما نَبَذَ ٱللهُ شَعبَهُ ٱلَّذي ٱختارَهُ بِسابِقِ ٱختِيارِهِ.
فَأَقولُ إِذًا: أَتُراهُم عَثَروا لِيَسقُطوا سُقوطًا لا قِيامَ بَعدَهُ؟ مَعاذَ ٱلله! فَإِنَّهُ بِزَلَّتِهِم أَفضى ٱلخَلاصُ إِلى ٱلوَثَنِيّينَ لِإِثارَةِ ٱلحَمِيَّةِ في إِسرائيل.
فَإِذا آلَت زَلَّتُهُم إِلى يُسرِ ٱلعالَم، وَنُقصانُهُم إِلى يُسرِ ٱلوَثَنِيّين، فَكَيفَ يَكونُ ٱلأَمرُ إذا تَقَبَّلوا ٱلإيمانَ بِكامِلِهِم؟
فَإِنّي لا أُريد، أَيُّها ٱلإِخوَة، أَن تَجهَلوا هَذا ٱلسِّرّ، لِئَلّا تَعُدّوا أَنفُسَكُم مِنَ ٱلعُقَلاء: إِنَّ قَساوَةَ ٱلقَلبِ، ٱلَّتي أَصابَت قِسمًا مِن إسرائيل، سَتَبقى إِلى أَن يَدخُلَ ٱلوَثَنِيّونَ جُملة.
وَهَكَذا يَنالُ ٱلخَلاصَ إِسرائيلُ بِأَجمَعِهِ، عَلى حَدِّ ما وَرَدَ في ٱلكِتاب: «مِن صِهيونَ يَأتي ٱلمُنقِذُ، وَيُزيلُ كُلَّ كُفرٍ عَن يَعقوب.
وَيَكونُ هَذا عَهدي لَهُم حينَ أَمحُوَ خَطاياهُم».
أَمّا مِن حَيثُ ٱلبِشارَة، فَهُم أَعداءُ ٱللهِ لِخَيرِكُم. وَأَمّا مِن حَيثُ ٱختِيارِ ٱلله، فَهُم أَحِبّاؤُهُ بِٱلنَّظَرِ إِلى ٱلآباء.
فَلا رَجعَةَ في هِباتِ ٱللهِ وَدَعوَتِهِ.

سفر المزامير 18-17.15-14.13a-12:(93)94

أَيُّها ٱلمَولى، طوبى لِلإِنسانِ ٱلَّذي تُؤَدِّبُهُ
وَبِشَريعَتِكَ تُهَذِّبُهُ
لِتُعطِيَهُ ٱلسَّلامَ في شَرِّ ٱلأَيّام

فَإِنَّ ٱلرَّبَّ لَيسَ لِشَعبِهِ خاذِلا
وَعَن ميراثِهِ لا يَتَخَلّى
وَيَعودُ ٱلحُكمُ عادِلا
فَيَتبَعُهُ كُلُّ ذي قَلبٍ سَليم

لَو لَم يَكُنِ ٱلرَّبُّ لي عاضِدا
لَأَقامَت نَفسي في مَهاوِيَ ٱلسُّكون
غَيرَ إِنّي لَم أَقُل: «زَلَّت قَدَمي»
إِلّا كانَ لُطفُكَ، يا رَبُّ، لي سَنَدا

إنجيل القدّيس لوقا 11-7.1:14

في ذَلِكَ ٱلزَّمان، دَخَلَ يَسوعُ يَومَ ٱلسَّبتِ بَيتَ أَحَدِ رُؤَساءِ ٱلفِرّيسِيّينَ لِيَتَناوَلَ ٱلطَّعام، وَكانوا يُراقِبونَهُ.
وَضَرَبَ لِلمَدعُوّينَ مَثَلًا، وَقَد رَأى كَيفَ يَتَخَيَّرونَ ٱلمَقاعِدَ ٱلأَولى، فَقالَ لَهُم:
«إِذا دُعيتَ إِلى عُرس، فَلا تَجلِس في ٱلمَقعَدِ ٱلأَوّل، فَلَرُبَّما دُعِيَ مَن هُوَ أَكرَمُ مِنكَ.
فَيَأتي ٱلَّذي دَعاكَ وَدَعاهُ فَيَقولُ لَكَ: أَخلِ ٱلمَوضِعَ لِهَذا. فَتَقومُ خَجِلًا وَتَتَّخِذُ ٱلمَوضِعَ ٱلأَخير.
وَلَكِن إِذا دُعيتَ فَٱمَضِ إِلى ٱلمَقعَدِ ٱلأَخير، وَٱجلِس فيه، حَتّى إِذا جاءَ ٱلَّذي دَعاكَ، قالَ لَكَ: قُم إِلى فَوق، يا أَخي. فَيَعظُمُ شَأنُكَ في نَظَرِ جَميعِ جُلَسائِكَ عَلى ٱلطَّعام.
فَمَن رَفَعَ نَفسَه وُضِع، وَمَن وَضَعَ نَفسَهُ رُفِع».

التعليق الكتابي :

دِيادوكُس الفوتيكي (حوالى 400 – ؟)، أسقف
عن الكمال الروحي

إعطاء الله المكان الأوّل

مَن يحبّ نفسه لا يمكن أن يحبّ الله؛ لكن مَن لا يحب نفسه بسبب ثروات المحبّة الإلهيّة السامية، فهذا يحبّ الله. لهذا، لا يقوم هكذا إنسان بالبحث عن مجده الخاص، بل عن مجد الله، لأنّ من يحبّ نفسه يبحث عن مجده الخاص. أمّا مَن يحبّ الله، فهو يحبّ مجد خالقه. في الواقع، إنّه لمن ميزة النفس الداخليّة والصديقة لله أن تبحث دومًا عن مجد الله في جميع الوصايا التي تنفّذها وأن تُسرّ بتواضعه، لأنّ المجد يليق بالله نتيجة عظمته، والتواضع بالإنسان؛ بهذه الطريقة، يصبح أقرب إلى الله. إن تصرّفنا هكذا، مسرورين بمجد الربّ، يُصبح بإمكاننا أن نُردّد بدون توقّف، على مثال يوحنّا المعمدان: “لا بُدَّ له مِن أَن يَكبُر. ولا بُدَّ لي مِن أن أَصغُر” (يو 3: 30).

أعرف أحدًا يحبّ الله كثيرًا رغم أنّه يئنّ لأنّه يشعر بأنّه لا يحبّه كما يودّ، وبأنّ نفسه تحترق باستمرار شوقًا برؤية الله الممجّد بداخله وبرؤية نفسه كأنّه غير وجود. لا يعرف هذا الرجل مكانته، حتّى لو مدحناه بالكلمات؛ لأنّه نتيجة رغبته الشديدة في الانخفاض، ما عاد يُفكّر بكرامته الخاصّة. هذا الرجل كرّس نفسه للخدمة الإلهيّة، كما يتوجّب على كلّ كاهن، لكنّه في تكرّسه التامّ لحبّ الله، تخلّى عن ذكرى كرامته الخاصّة في هاوية محبّته لله، خافيًا المجد الذي قد يناله خلف الأفكار المتواضعة. في كلّ الأوقات، وبنظره، هو لا يرى نفسه سوى خادم عديم الفائدة؛ فإنّ رغبته في الانخفاض تجرّده، بشكلٍ من الأشكال، من كرامته الخاصّة. هذا ما علينا نحن أيضًا أن نفعله، بحيث نهرب من كلّ فخر ومجد، نظرًا للثروة الفائضة من محبّة ذاك الذي أحبّنا كثيرًا.