القراءات اليومية بحسب الطقس اللاتيني” 28 ديسمبر – كانون الأول 2019 “
اليوم الرابع من ثمانيّة الميلاد – عيد الأطفال الشهداء
رسالة القدّيس يوحنّا الأولى 2-1:2.10-5:1
أَيُّها الأَحِبَّاء: إِليكمُ البَلاغَ الَّذي سمِعناهُ مِنه، ونَكْشِفُهُ لَكم: إِنَّ اللهَ نورٌ لا ظَلامَ فيه.
فإِذا قُلْنا: «إِنَّنا نُشارِكُه» ونحنُ نَسيرُ في الظَّلام، كُنَّا كاذِبين، ولَم نَعمَلْ لِلحَقّ.
وأَمَّا إِذا سِرْنا في النُّور، كما أَنَّه هو في النُّور، فَقَد شارَكَ بَعضُنا بَعْضاً، ودَمُ يسوعَ ابنِه يُطَهِّرُنا مِن كُلِّ خَطيئَة.
إِذا قُلْنا: «إِنَّنا بِلا خطيئة»، خَدَعْنا أَنفُسَنا، ولَم يَكُنِ الحقُّ فينا.
وإِذا اعتَرَفْنا بِخَطايانا، فإِنَّه أَمينٌ عادِلٌ يَغفِرُ لَنا خَطايانا وُيطَهِّرُنا مِن كُلِّ إِثْم.
وإِذا قُلْنا: «إِنَّنا لم نَخْطَأْ» جَعَلْناهُ كاذِبًا، ولَم يَكُنْ كَلامُه فينا.
إِنَّه كَفَّارةٌ لِخَطايانا لا لِخَطايانا وحْدَها بل لِخَطايا العالَمِ أَجمعَ.
سفر المزامير 8-7b.5-4.3-2:(123)124
لَو لَم يَكُنِ ٱلمَولى مَعَنا
حينَ تَأَلَّبَ ٱلنّاسُ عَلَينا
لَٱبتَلَعونا وَنَحنُ أَحياء
عِندَما ٱستَشاطَ غَيظُهُم عَلَينا
وَلَأَغرَقَنا ٱلماء
وَلَبَلَغَ ٱلسَّيلُ ٱلجارِفُ نُفوسَنا
وَطَغَتِ ٱلمِياهُ فَغَمَرَت أَرواحَنا
أَلفَخُّ قَد تَحَطَّمَ
وَٱنطَلَقنا فَنَجَونا
إِنَّ عَونَنا إِسمُ ٱلرَّبّ
خالِقِ ٱلسَّماءِ وَٱلأَرض
إنجيل القدّيس متّى 18-13:2
وكان بَعدَ انصِرافِ المَجوس، أَنْ تَراءَى مَلاكُ الرَّبِّ لِيوسُفَ في الحُلمِ وقالَ له: «قُم فَخُذِ الطِّفْلَ وأُمَّه، واهرُبْ إِلى مِصْر، وأَقِمْ هُناكَ حَتَّى أُعْلِمَك، لأَنَّ هيرودُسَ سَيَبْحَثُ عنِ الطِّفلِ لِيُهلِكَه».
فقامَ فأَخَذَ الطِّفْلَ وأُمَّه لَيلاً ولَجَأَ إِلى مِصر.
فأَقامَ هُناكَ إِلى أَنْ تُوُفِّيَ هيرودُس، لِيَتِمَّ ما قالَ الرَّبُّ على لِسانِ النَّبِيّ: «مِن مِصرَ دَعَوتُ ابني».
فلَمَّا رأَى هيرودُسُ أَنَّ المَجوسَ سَخِروا مِنه، استَشاطَ غَضَبًا وأَرسَلَ فقَتلَ كُلَّ طِفلٍ في بَيتَ لحمَ وجَميعِ أَراضيها، مِنِ ابنِ سَنَتَيْنِ فما دونَ ذلك، بِحَسَبِ الوَقْتِ الَّذي تَحقَّقَه مِنَ المَجوس.
فتَّم ما قالَ الرَّبُّ على لِسانِ النَّبِيّ:
«صُراخٌ سُمِعَ في الرَّامة، بُكاءٌ ونَحيبٌ شَديد. راحيلُ تبكي على بَنيها، وقَد أَبَتْ أَن تَتَعزَّى، لأَنَّهم زالوا عنِ الوُجود».
التعليق الكتابي :
القدّيسة تيريزيا – بينيديكت الصليب (إيديث شتاين) (1891 – 1942)، راهبة كرمليّة وشهيدة وشفيعة أوروبا
سرّ الميلاد (Das Weihnachtsgeheimnis)
القدّيسون الأبرياء، رفاق الحمل : « يَتبَعونَ الحَمَلَ أَينَما يَذهَب » (رؤ 14: 4)
نحن لا نعرف إلى أين سيقودنا الطفل الإلهي على هذه الأرض، ويجب ألاّ نسأل عن ذلك قبل الأوان. من المؤكّد أنّ “جَميعَ الأشياءِ تَعمَلُ لِخَيْرِ الَّذينَ يُحِبُّونَ الله” (رو 8: 28)، وأنّ الطُرُق التي رسمَها ربّنا تقود إلى أبعد من هذه الأرض. من خلال تجسّده، منحَنا خالِقُ الجنس البشريّ ألوهيّتَه. صار الله بشرًا كي يصير البشر أبناءً لله. يا له من تبادل رائع!
أن نكونَ أبناء الله يعني أن ندعَ يد الله تقودُنا، وأن نعملَ إرادة الله لا إرادتنا، وأن نضعَ بين يديّ الله كلّ همومنا وكلّ رجائنا، وألاّ نقلقَ بشأن أنفسنا وبشأن مستقبلنا. على هذا الأساس ترتكز حريّة أبناء الله وفرحهم…
صارَ الله إنسانًا كي نستطيع المشاركة في حياته… لقد سمحَتْ الطبيعة البشريّة التي أخذَها الرّب يسوع المسيح أن يتألّم وأن يموت… ينبغي على كلّ إنسانٍ أن يتألّم وأن يموت؛ لكن كعضو حيّ في جسد الرّب يسوع المسيح، فإنّ ألمه وموته يكتسبان قوّةً مُخلِّصة بفضل ألوهيّة رأس الجسد… في ليل الخطيئة، يلمعُ نجم بيت لحم. وعلى النور المُشعّ المُنبثق من المغارة، يُرخي الصليبُ بظلّه. ينطفئُ النور في ظلمات الجمعة العظيمة، لكنّه ينبثقُ لامعًا أكثر من شمس النعمة في فجر القيامة. بالصليب والألم، مرّتْ طريق ابن الله المُتجسّد نحو مجد القيامة. وللوصول إلى مجد القيامة مع ابن الإنسان، فإنّ الطريقَ تمرّ بالألم وبالموت، لكلِّ واحد منّا وللبشريّة جمعاء.