stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

القراءات اليومية بحسب الطقس اللاتيني” 15 مارس – أذار 2020 “

818views

الأحد الثالث من الزمن الأربعينيّ

سفر الخروج 7-3:17

في تلك الأَيَّام: عَطِشَ الشَّعبُ إِلى الماء وتَذَمَّروا على موسى وقالوا: «لِما أَصعَدتَنا مِن مِصرَ؟ لِتَقتُلَنا وبَنِينا ومَواشِينا بِالعَطَش؟»
فصَرَخَ موسى إِلى الرَّبِّ قائلاً: «ما أَصنَعُ بِهؤلاءِ الشَّعْب؟ إِنَّهم عن قَليلٍ يرجُمونَني».
فقالَ له الرَّبّ: «مُرَّ أَمامَ الشَّعْب وخُذْ مَعكَ مِن شُيوخِ إِسْرائيلَ وعصَاكَ الَّتي ضَرَبتَ بِها النَّهر، خُذْها بِيَدِكَ وامض.
ها أَنا قائِمٌ أَمامَكَ هُناكَ على الصَّخرَةِ في حوريب فَتضرِبُ الصَّخَرة، فإِنَّه يَخرُجُ مِنها ماءٌ فيَشرَبُ الشَّعْب». فصَنَعَ موسى كذلكَ على مَشهَدِ شُيوخِ إِسْرائيل.
وسَمىَّ ذلكَ المَوضع «المِحنَةَ و الخُصومة» لِسَبَبِ مُخاصَمةِ بَني إِسْرائيلَ وامتِحانِهم لِلرَّبِّ قائلين: «أَبَيْنَنا الرَّبُّ أَم لا؟».

سفر المزامير 9-8.7-6.2-1:(94)95

هَلُمّوا نَتَغَنّى بِٱلمَولى
وَنَرفَعُ إِلى صَخرَةِ نَجاتِنا تَبجيلا
نَقرُبُ مِن حَضرَتِهِ شاكِرين
وَبِهِ نَهتِفُ مُنشِدين

هَلُمّوا نَنحَني وَنَركَعُ لَهُ
وَنَسجُدُ بَين يَدَيِّ ٱلرَّبِّ خالِقِنا
فَإِنَّما هُوَ إِلَهُنا
وَنَحنُ شَعبُ رَعِيَّتِهِ
وَٱلقَطيعُ ٱلَّذي يَقودُهُ بِيَدِهِ

لَعَلَّكُم ٱليَومَ صَوتَهُ تَسمَعون
يَقولُ: «لا تُقَسّوا قُلوبَكُم
كَما جَرى في مَريبا
يَوم مَسّا في ٱلبَرِّيَّة
هُناكَ جَرَّبَني أَجدادُكُم
إِمتَحَنوني وَقَد شَهِدوا ما أَتيتُ مِن فِعال»

رسالة القدّيس بولس إلى أهل رومة 8-5.2-1:5

أَيُّها الإِخوة: لَمّا نِلنا البِرَّ بالإيمان ، نَعِمنا بالسَّلامِ مع اللّه بِفَضلِ رَبِّنا يسوعَ المَسيح،
وبِفَضلِهِ أيضًا بَلَغَتْنا بِالإِيمانِ هذِه النِّعمَة، الَّتي فيها نَحنُ قائِمون. وَنَفْتَخِرُ بِالَّرجاءِ لِمَجْدِ الله.
أَيُّها الإِخوَة: الرَّجاءُ لا يُخَيِّبُ صاحِبَه، لأَنَّ مَحَبَّةَ اللّه أُفيضَت في قُلوبِنا بِالرُّوحَ القُدُس، الَّذي وُهِبَ لَنا.
أجَل، لَمَّا كُنَّا ضُعَفاء، ماتَ المسيحُ في الوَقْتِ المُحدَّدِ مِن أَجْلِ قَوْمٍ كافِرين،
ولا يَكادُ يَموتُ أَحَدٌ مِن أَجْلِ امرِئٍ بارّ، ورُبَّما جَرُؤَ أَحَدٌ أَن يَموتَ مِن أَجْلِ امرِئٍ صالِح.
أَمَّا اللهُ فقَد دَلَّ على مَحبتِّهِ لَنا بِأَنَّ المسيحَ قد ماتَ مِن أَجْلِنا إِذ كُنَّا خاطِئين.

إنجيل القدّيس يوحنّا 42-5:4

في ذلك الزمان: وَصَلَ يَسوعُ إِلى مدينةٍ في السَّامِرَةِ يُقالُ لَها سيخارَة، بِالقُرْبِ مِنَ الأَرضِ الَّتي أَعْطاها يَعقوبُ ابنَه يُوسُف،
وفيها بِئرُ يَعقوب. وكانَ يسوعُ قد تَعِبَ مِنَ المَسير، فَجَلَسَ دونَ تَكَلُّفٍ على حافَةِ البِئر. وكانَتِ الساعةُ تُقارِبُ الظُّهر.
فجاءَتِ امرَأَةٌ مِنَ السَّامِرَةِ تَستَقي. فقالَ لَها يسوع: «اِسْقيني».
وكانَ التَّلاميذُ قد مَضوا إِلى المَدينَةِ لِيَشتَروا طَعامًا.
فقالَت له المرأَةُ السَّامِريَّة: «كَيفَ تسأَلُني أَن أَسقِيَكَ وأَنتَ يَهوديٌّ وأنا امرَأَةٌ سامِريَّة؟» لِأَنَّ اليَهودَ لا يُخالِطونَ السامِرِيِّين.
أَجابَها يسوع: «لو كُنتِ تَعرِفينَ عَطاءَ الله ومَن هوَ الَّذي يقولُ لَكِ: اسقيني، لَسَأَلِته أَنتِ فأَعطاكِ ماءً حَيًّا».
قالَت لَه المَرأَة: «يا ربّ، ليس عندَكَ دَلْوٌ ، والبِئرُ عَميقة، فَمِن أَينَ لَكَ الماءُ الحَيّ؟
هل أَنتَ أَعظَمُ مِن أَبينا يعقوبَ الَّذي أَعْطانا البِئْرَ، وشرِبَ مِنها هو و بَنوهُ وماشِيَتُه؟»
أَجابَها يسوع: «كُلُّ مَن يَشرَبُ مِن هذا الماء يَعطَشُ ثانِيَةً
وأَمَّا الَّذي يَشرَبُ مِنَ الماءِ الَّذي أُعطيهِ أَنا إِيَّاه فلَن يَعطَشَ أَبدًا بلِ الماءُ الَّذي أُعطِيهِ إِيَّاهُ يصيرُ فيه عَينَ ماءٍ يَتفَجَّرُ حَياةً أَبَديَّة».
قالَت له المَرأَة: «يا ربّ، أَعطِني هذا الماء، لِكَي لا أَعطَشَ فأَعودَ إِلى الاستِقاءِ مِن هُنا».
قالَ لَها: «اِذهَبي فَادْعي زَوجَكِ، وارجِعي إِلى ههُنا».
أَجابَتِ المَرأة: «لَيسَ لي زَوج». فقالَ لَها يسوع: «أَصَبتِ إذ قُلتِ: لَيسَ لي زَوج.
فَقَداتَّخَذتي خَمسَةَ أَزْواج، والَّذي يَصحَبُكِ اليَومَ لَيسَ بِزَوجِكِ، لقَد صَدَقتِ في ذلكَ».
قاَلتِ المَرأَة: «يا ربّ، أَرى أَنَّكَ نَبِيّ.
تَعَبَّدَ آباؤُنا في هذا الجَبَل، وأَنتُم تَقولونَ إِنَّ المَكانَ الَّذي فيه يَجِبُ التَّعَبُّد هو في أُورَشَليم».
قالَ لَها يسوع: «صَدِّقيني أَيَّتُها المَرأَة تَأتي ساعةٌ فيها تَعبُدونَ الآب لا في هذا الجَبَل ولا في أُورَشَليم.
أَنتُم تَعبُدونَ ما لا تَعلَمون ونَحنُ نَعبُدُ ما نَعلَم لِأَنَّ الخَلاصَ يَأتي مِنَ اليَهود
ولكِن تَأتي ساعةٌ – وقد حَضَرتِ الآن – فيها العِبادُ الصادِقون يَعبُدونَ الآبَ بِالرُّوحِ والحَقّ فمِثْلَ أُولِئكَ العِبادِ يُريدُ الآب.
إِنَّ اللهَ رُوح فعَلَى العِبادِ أَن يَعبُدوهُ بِالرُّوحِ والحَقّ».
قالَت لَه المرأة: «إِنِّي أَعلَمُ أَنَّ المَشيحَ آتٍ، وهو الَّذي يُقالُ لَه المسيح، وإِذا أَتى، أَخبَرَنا بِكُلِّ شَيء».
قالَ لَها يسوع: «أَنا هو، أَنا الَّذي يُكَلِّمُكِ».
ووَصَلَ عِندَئِذٍ تَلاميذُه، فعَجِبوا مِن أَنَّه يُكَلِّمُ امرَأَة، ولكِن لم يَقُلْ أَحَدٌ مِنهم: «ماذا تُريد؟» أَو «لِماذا تُكَلِّمُها؟»
فتَركَتِ المَرأَةُ جَرَّتَها، وذَهبَت إِلى المَدينة فقالَت لِلنَّاس:
«هَلُمُّوا فَانْظُروا رَجُلاً قالَ لي كُلَّ ما فَعَلتُ. أَتُراهُ المَسيح؟»
فخَرَجوا مِنَ المَدينةِ وساروا إِليه.
وكانَ تَلاميذُه خِلالَ ذلكَ يقولونَ لَه مُلِحيِّن: «راِّبي، كُلْ».
فقالَ لَهم: «لي طَعامٌ آكُلُه لا تَعرِفونَه أَنتُم».
فأَخَذَ التَّلاميذُ يتساءلون: «هل جاءَهُ أَحَدٌ بِما يُؤكَل؟».
قالَ لَهم يسوع: «طَعامي أَن أَعمَلَ بِمَشيئَةِ الَّذي أَرسَلَني وأَن أُتِمَّ عَمَلَه.
أَما تَقولونَ أَنتُم: هي أَربعةُ أَشهُرٍ ويأتي وَقْتُ الحَصاد؟ وإِنِّي أَقولُ لَكم: اِرفَعوا عُيونَكم وانظُروا إِلى الحُقُول، فقَدِ ابْيَضَّت لِلحَصاد.
هُوَذا الحاصِدُ يَأخُذُ أُجرَتَه فيَجمَعُ الحَبَّة لِلحَياةِ الأَبدِيَّة فيَفرَحُ الزَّارعُ والحاصِدُ معًا
وبِذلِكَ يَصدُقُ المَثَلُ القائل: هذا يَزرَعُ وذاك يَحصُد.
إِنِّي أَرسَلتُكُم لِتَحصُدوا ما لم تَتعَبوا فيه. فغَيرُكُم تَعِبوا وأَنتُم دَخلْتُم ما تَعِبوا فيه».
فآمَنَ بِه عَدَدٌ كَثيرٌ مِن سامِريِّي تِلكَ المَدينَة عن كَلامِ المَرأَةِ الَّتي كانَت تَشهَدُ فتَقول: «إِنَّه قالَ لي كُلَّ ما فَعَلتُ».
فلَمَّا وصَلَ إِلَيه السَّامِريُّونَ سَأَلوهُ أَن يُقيمَ عِندَهم، فَأَقامَ يَومَيْن.
فآمَنَ مِنهُم عَدَدٌ أَكبَرُ كَثيرًا عن كلامِه،
وقالوا لِلمَرأَة: «لا نُؤمِنُ الآنَ عن قَولِكِ، فقَد سَمِعناهُ نَحنُ وعَلِمنا أَنَّهُ مُخَلِّصُ العالَمِ حَقًا».

التعليق الكتابي :

الكاردينال شارل جورنيه (1891 – 1975)، لاهوتيّ
محاضرات ألقيت في جنيف حول إنجيل القدّيس يوحنّا (من سنة 1972 إلى سنة 1974)

« وكانَ يسوعُ قد تَعِبَ مِنَ المَسير، فَجَلَسَ دونَ تَكَلُّفٍ على حافَةِ البِئر »

ما الّذي كان يسعى إليه كلمةُ الله، الذي كانَ قد تَعِبَ من مَسيرِه على طُرُقات السامرة كما على طُرُقات الجَليل واليهوديّة؟ لقد كان يسعى خلف قليلٍ من الحُبّ! نعم، هذا هو الشَيء الوَحيد الذي نَستطيع أن نُعطيه للرَبّ: نَستطيع أن نُعطيه حُبّنا، حُبَّنا الهزيل، من قُلوبِنا الهَزيلة. لكن ذلك الحب هو شيء ثمين بنظر الرّب الى حدّ أنّه قد انحدر إلى الأرض لكي يطلب حُبّنا. يبدأ ال القديس أوغسطينس شرحه لهذا النّص قائلًا: “تَعِبَ الرّب يسوع من السَفَر، ومن هنا ابتدأت ألأسرار…”، أسرار الإله الأزلي الّذي أتى ليطلب حُبَّنا، حُبَّنا الهزيل.

أيا حبّي، كيف يمكن أن يهمك هذا الأمر؟ فأنا لا مكانة لي. نَعَم، إن هذا الأمريهمّه! فالإنسان هو أعظَم مِمّا يظن، وهو أكثر شقاء ممّا يظنّ. على الإنسان أن يتبّنّى هذين الإتجاهين مَعًا. هو أعظم مِمّا يظنّ حين يَقبل دَعوة الحُبّ، وهو ليس ذي شأنٍ ومرعبٌ أكثر ممّا يظنّ حين يرفُض الحب، وذلك مستطاع لديه. إنّ حياتَنا هي سِرّ دائم، سرٌّ من عَلو وسرٌّ من أسفل. حياتُنا مفتونة لأنّها تتضمَّن معنى الدعوة من العُلى.