القراءات اليومية بحسب الطقس اللاتيني” ١٧ مارس – آذار ٢٠٢٠ “
الثلاثاء الثالث من الزمن الأربعينيّ
تذكار إختياريّ للقدّيس باتريك، الأسقف
سفر دانيال 43-39b.37b.35-34.25:3
في تلك الأَيّام: ووَقَفَ عَزَرْيا وصلَّى هكذا وفَتَحَ فاهُ في وَسَطِ النَّارِ وقال:
«أَيُّها الرَّبُّ الهنا، لا تَخذُلْنا إِلى الانقِضاء لِأَجلِ اسمِك، ولا تَنقُضْ عَهدَك.
ولا تصرف رَحمَتَكَ عَنَّا، لاجلِ إِبْراهيِمَ خَليلِك، وإِسَحقَ عَبدِك، ويَعقوبَ قِدِّيسِك.
نَحنُ اليَومَ أَذِلَّاءُ في كُلِّ الأَرض، لأَجلِ خَطايانا
ولكن لانسِحاقِ نفوسِنا، وتواضُعِ ارواحِنا، اقبَلنا؛
وكمُحرَقاتِ الكِباشِ والثِّيران ورِبِواتِ الحُمْلانِ السِّمان. هكذا فلْتَكُنْ ذَبيحَتُنا أَمامَكَ اليَوم، حَتَّى تُرضِيَكَ فإِنَّه لا خِزْيَ لِلمُتَوَكِّلينَ علَيكَ.
إِنّا نَتْبَعُكَ الآن بِكُلِّ قُلوبِنا ونَتَّقيكَ ونَبتَغي وَجهَكَ.
فلا تُخزِنا، بل عامِلْنا بِحَسَبِ رافتِكَ وكَثرةِ رَحمَتِكَ؛
وأَنقِذْنا على حَسَبِ عَجائِبكَ، واعطِ المجدَ لِاسمِكَ أَيُّها الرَّبّ».
سفر المزامير 9-8.7ab-6.5ab-4:(24)25
دُلَّني، يا رَبُّ، عَلى طُرُقِكَ
وَأَرشِدني إِلى سُبُلِكَ
هِدايَةً إِلى حَقِّكَ إِهدِني
وَعَلِّمني إِنَّكَ أَنتَ إِلَهُ خَلاصي
ذِكرًا لِمَراحِمِكَ وَأَلطافِكَ يا رَبُّ،
فإِنَّها مُنذُ ٱلدَّهر
خَطايا حَداثَتي وَآثامي لا تَذكُرها
بَلِ أُذكُرني لِوَدادِكَ،
طَيِّبٌ ٱلرَّبّ وَإِنَّهُ مُستَقيم
وَهُوَ يَهدي ٱلخاطِئينَ سَواءَ ٱلسَّبيل
يُرشِدُ ٱلمُتَواضِعينَ إِلى ٱلصَّلاح
وَيَهدي إِلى سُبُلِهِ ٱلوُدَعاء
إنجيل القدّيس متّى 35-21:18
في ذَلِكَ ٱلزَّمان، دَنا بُطرُسُ وَقالَ لِيَسوع: «يا رَبّ، كَم مَرَّةً يَخطَأُ إِلَيَّ أَخي وَأَغفِرَ لَهُ؟ أَسَبعَ مَرّات؟»
فَقالَ لَهُ يَسوع: «لا أَقولُ لَكَ: سَبعَ مَرّات، بَل سَبعينَ مَرَّةً سَبعَ مَرّات.
لِذَلِك، مَثَلُ مَلَكوتِ ٱلسَّمَوات، كَمَثَلِ مَلِكٍ أَرادَ أَن يُحاسِبَ عبيدَهُ.
فَلَمّا شَرَعَ في مُحاسَبَتِهم، أَتَوهُ بِوَاحِدٍ مِنهُم عَلَيهِ عَشرَةُ آلافِ وَزنَة.
وَلَم يَكُن عِندَهُ ما يُؤَدّي بِهِ دَينَهُ، فَأَمَرَ مَوَلاهُ أَن يُباعَ هُوَ وَٱمرَأَتُهُ وَأَوَلادُهُ وَجَميعُ ما يَملِكُ لِيُؤَدِّيَ دَينَهُ.
فَجَثا لَه ٱلعَبدُ ساجِدًا، وَقال: أَمهِلني أُؤَدِّ لَكَ كُلَّ شَيء.
فَأَشفَقَ مَولى ذَلِكَ ٱلعَبد، وَأَطلقَهُ وَأَعفاهُ مِنَ ٱلدَّين.
وَلَمّا خَرَجَ ذَلِكَ ٱلعَبد، لَقِيَ عَبدًا مِن أَصحابِهِ مَدينًا لَهُ بِمائَةِ دينار. فَأَخَذَ بِعُنُقِهِ وَهُوَ يَقولُ لَهُ: أَدِّ ما عَلَيك.
فَجَثا صاحِبُهُ يَتَوَسَّلُ إِلَيهِ فَيَقول: أَمهِلني أُؤَدِّهِ لَكَ.
فَلَم يَرضَ، بَل ذَهَبَ بِهِ وَأَلقاهُ في ٱلسِّجن، إِلى أَن يُؤَدِّيَ دَينَهُ.
وَشَهِدَ أَصحابُهُ ما جَرى فَٱغتَمّوا كَثيرًا. فَمَضَوا وَأَخبَروا مَوَلاهُم بِكُلِّ ما جَرى.
فَدَعاهُ مَوَلاه، وَقالَ لَهُ: أَيُّها ٱلعَبدُ ٱلشِّرّير، ذاكَ ٱلدَّينُ كُلُّهُ أَعفَيتُكَ مِنهُ، لِأَنَّكَ سأَلتَني.
أَفَما كانَ يَجِبُ عَلَيكَ أَنتَ أَيضًا أَن تَرحَمَ صاحِبَكَ، كَما رحِمتُكَ أَنا؟
وَغَضِبَ مَوَلاهُ، فَدَفَعَهُ إِلى ٱلجَّلّادين، حَتّى يُؤَدِّيَ لَهُ كُلَّ دَينِهِ.
فَهَكَذا يَفعَلُ بِكُم أَبي ٱلسَّماوِيّ، إِن لَم يَغفِر كُلُّ واحِدٍ مِنكُم لِأَخيهِ مِن صَميمِ قَلبِهِ».
التعليق الكتابي :
القدّيس قيصاريوس (٤٧٠ – ٥٤٣)، راهب وأسقف آرل
العظة رقم 25
«أَفما كانَ يجِبُ عليكَ أَنتَ أَيضاً أَن تَرحَمَ صاحِبَكَ كما رحِمتُكَ أَنا؟»
ما هي الرحمة البشريّة؟ هي بشكل خاص الاهتمام بشقاء الفقراء وبؤسهم. وما هي الرحمة الإلهيّة؟ هي من دون شكّ غفران الخطايا…
إنّ الله هو الذي يعاني في هذا العالم من البرد والجوع اللذين يطالان جميع الفقراء، وهذا ما قاله بنفسه (راجع مت 25: 40)… إذًا، أيّ نوع من الناس نحن الذين نريد التلقّي حين يعطي الله؛ وعندما يطلب منّا الله، نأبى أن نعطي بدورنا؟ عندما يجوع الفقير، يكون المسيح نفسه في العوز، كما قال لنا: “لأِنِّي جُعتُ فَما أَطعَمتُموني” (مت 25: 42). لا تحتقر إذًا شقاء الفقراء وبؤسهم إن كنتَ ترجو بثقة غفران خطاياك… ما يناله الله على الأرض، يعيده لك في السماوات.
إنّي أسألكم، يا إخوتي، عندما تأتون إلى الكنيسة، ما الذي تريدونه وما الذي تبحثون عنه سوى الرحمة؟ امنحوا رحمة الأرض وستنالون رحمة السماوات. الفقير يسألك وأنت تسأل الله: الفقير يطلب لقمة خبز وأنت تطلب الحياة الأبديّة… لذلك، عندما تأتون إلى الكنيسة، قدّموا الصدقة إلى الفقراء بحسب مواردكم.