القراءات اليومية بحسب الطقس المارونيّ 5 اغسطس 2019
الاثنين التاسع من زمن العنصرة
سفر أعمال الرسل 28-18:18
ولَمَّا وَصَلُوا إِلى أَفَسُس، تَرَكَهُمَا بُولُس، ودَخَلَ ٱلمَجْمَع، فَجَادَلَ ٱليَهُود.
وسَأَلُوهُ أَنْ يُقِيمَ عِنْدَهُم مُدَّةً أَطْوَل، فَلَمْ يُوافِقْ،
ولكِنَّهُ وَدَّعَهُم قائِلاً: «سَأَعُودُ إِلَيْكُم ثَانِيَةً، إِنْ شَاءَ ٱلله». ثُمَّ غَادَرَ أَفَسُس.
ونَزَلَ إِلى قَيصَرِيَّة، ومِنْهَا صَعِدَ إِلى أُورَشَليم، وسَلَّمَ عَلى ٱلكَنِيسَة، ثُمَّ نَزَلَ إِلى أَنْطَاكِيَة.
وبَعْدَما قَضَى فيهَا مُدَّةً، خَرَجَ وَٱجْتَازَ عَلى ٱلتَّوَالي في بِلادِ غَلاطِيَةَ وَفِرِيْجِيَة، وهُوَ يُشَدِّدُ ٱلتَّلامِيذَ جَميعًا.
وقَدِمَ إِلى أَفَسُسَ يَهُودِيٌّ إِسْكَنْدَرِيُّ ٱلأَصْل، ٱسْمُهُ أَبُلُّوس، فَصيحُ ٱللِّسَان، قَديرٌ في شَرْحِ ٱلكُتُبِ ٱلمُقَدَّسَة.
وكانَ قَدْ تَعَلَّمَ طَريقَ ٱلرَّبّ، وأَخَذَ يَتَكَلَّمُ بِرُوحٍ مُتَّقِد، ويُعَلِّمُ مَا يَخْتَصُّ بِيَسُوعَ تَعْليمًا دَقيقًا، ولكِنَّهُ لَمْ يَكُنْ يَعْرِفُ إِلاَّ مَعْمُودِيَّةَ يُوحَنَّا.
وبَدَأَ يَتَكَلَّمُ بِجُرْأَةٍ في ٱلمَجْمَع. وَسَمِعَتْهُ بِرِسْقِلَّةُ وأَكِيلا فأَخَذَاهُ إِلَيْهِمَا، وشَرَحَا لَهُ طَريقَ ٱللهِ شَرْحًا أَدَقّ.
وعَزَمَ أَنْ يَجْتَازَ إِلى أَخائِيَة، فَشَجَّعَهُ ٱلإِخْوَةُ وكَتَبُوا إِلى ٱلتَّلامِيذِ لِيَسْتَقْبِلُوه. ولَمَّا وَصَلَ إِلَيْها سَاعَدَ المُؤْمِنينَ مُسَاعَدَةً كَبيرَةً بِمَا أُوتِيَ مِنْ نِعْمَة؛
فقَدْ كَانَ يُفْحِمُ ٱليَهُودَ عَلانِيَةً بِقُوَّةِ حُجَجِهِ، مُبَيِّنًا مِنَ ٱلكُتُبِ ٱلمُقَدَّسَةِ أَنَّ ٱلمَسِيحَ هُوَ يَسُوع.
إنجيل القدّيس لوقا 36-33:11
سِرَاجُ الجَسَدِ هُوَ العَين. عِنْدَمَا تَكُونُ عَيْنُكَ سَلِيمَة، يَكُونُ جَسَدُكَ أَيْضًا كُلُّهُ نَيِّرًا. وَإِنْ كَانَتْ سَقِيمَة، فَجَسَدُكَ أَيْضًا يَكُونُ مُظْلِمًا.
تَنَبَّهْ إِذًا لِئَلاَّ يَكُونَ النُّورُ الَّذي فِيكَ ظَلامًا.
إِذاً، إِنْ كانَ جَسَدُكَ كَلُّهُ نَيِّرًا، وَلَيْسَ فِيهِ جِزْءٌ مُظْلِم، يِكُونُ كُلُّهُ نَيِّرًا، كَمَا لَوْ أَنَّ السِّراجَ بِضَوئِهِ يُنيرُ لَكَ».
التعليق الكتابى
«سِراجُ جَسَدِكَ هُو عَينُكَ»
“ما مِن أَحَدٍ يوقِدُ سِراجًا ويضَعُه في مَخْبَأ أَو تَحْتَ المِكْيال، بل على المَنارَة”. أراد المخلّص هنا أن يتكلّم عن نفسه، وكما سبق له وقال إنّ هذا الجيل لن يُعطى إلاّ علامة يونان، لكنّه أظهر أنّ نور الإيمان يجب ألاّ يكون مخفيًّا عن المؤمنين. في الواقع، لقد أضاء هذا السراج بنفسه عندما ملأ إناء الطبيعة البشريّة بشعلة من الألوهيّة وهو لم يرد أن يحرم المؤمنين من نور هذا المصباح أو أن يخفيه تحت مكيال، أي أنّه لم يرد أن يقيّدهم بأحكام الشريعة أو بقيود الشعب اليهودي، ولكنّه وضعه على منارة أي على الكنيسة المقدّسة لأنّه حفر على جباهنا إيماننا بتجسّده، ليتمكّن مَن يريد الدخول إلى الكنيسة، يقوده الإيمان، من رؤية نور الحقيقة بوضوح. وأوصانا الرّب يسوع المسيح أيضًا بأن ننقّي بعناية كبرى لا أعمالنا فقط بل أفكارنا ونوايا قلبنا الخفيّة: “سِراجُ جَسَدِكَ هُو عَينُكَ”.
القدّيس بيدُس المُكرَّم (نحو 673 – 735)، راهب وملفان الكنيسة