stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

القراءات اليومية بحسب الطقس الماروني” 26 فبراير – شباط 2020 “

691views

الأربعاء الأوّل من الصوم الكبير

رسالة القدّيس بولس إلى أهل رومة 21-14:15

يا إخوَتِي، إِنِّي لَوَاثِقٌ مِنْ جِهَتِكُم، يَا إِخْوَتي، أَنَّكُم أَنْتُم أَيْضًا مُفْعَمُونَ صَلاحًا، مُمْتَلِئُونَ مِنْ كُلِّ مَعْرِفَة، قَادِرُونَ أَنْ تَنْصَحُوا بَعْضُكُم بَعْضًا.
ولكِنِّي كَتَبْتُ إِلَيْكُم بِكَثِيرٍ مِنَ الجُرْأَةِ في بَعْضِ الأُمُور، وكَأَنِّي أُذَكِّرُكُم بِهَا، بِفَضْلِ النِّعْمَةِ الَّتي وَهَبَهَا اللهُ لي؛
فَصِرْتُ لِلمَسِيحِ يَسُوعَ خَادِمًا لَدَى الأُمَم، كَاهِنًا عَامِلاً لإِنْجِيلِ الله، حَتَّى يَكُونَ قُرْبَانُ الأُمَمِ مَقْبُولاً عِنْدَ الله، مُقَدَّسًا في الرُّوحِ القُدُس.
إِذًا فَإِنَّ خِدْمَتِي للهِ فَخْرٌ لي في المَسِيحِ يَسُوع.
لأَنِّي لا أَجْرُؤُ أَنْ أَتَكَلَّمَ بِشَيءٍ لَمْ يَعْمَلْهُ المَسِيحُ عَلى يَدِي، مِنْ أَجْلِ طَاعَةِ الأُمَمِ للإِيْمَان، بِالقَوْلِ وَالعَمَل،
وَبِقُوَّةِ الآيَاتِ وَالعَجَائِب، وَبِقُوَّةِ الرُّوح. وهكَذَا أَتْمَمْتُ التَّبْشِيرَ بإِنْجِيلِ المَسِيح، مِنْ أُورَشَليمَ ومَا حَوْلَهَا إِلَى إِلِّيرِيكُون.
ولكِنِّي كُنْتُ حَرِيصًا عَلى أَنْ أُبَشِّرَ حَيْثُ لَمْ يُذْكَرِ ٱسْمُ المَسِيح، لِئَلاَّ أَبْنِيَ عَلى أَسَاسِ غَيْري؛
بَلْ كَمَا هُوَ مَكْتُوب: «إِنَّ الَّذِينَ لَمْ يُبَشَّرُوا بِهِ سَيُبْصِرُون، والَّذِينَ لَمْ يَسْمَعُوا بِهِ سَيَفْهَمُون».

إنجيل القدّيس متّى 4-1:6

قالَ الربُّ يَسوع: «إِحْذَرُوا مِنْ أَنْ تَعْمَلُوا بِرَّكُم أَمَامَ النَّاسِ لِيَراكُمُ النَّاس، وإِلاَّ فَلا أَجْرَ لَكُم عِنْدَ أَبِيكمُ الَّذي في السَّمَاوَات.
فمَتَى صَنَعْتَ صَدَقَة، لا تَنْفُخْ أَمَامَكَ في البُوق، كمَا يَفْعَلُ المُراؤُونَ في المَجَامِع، وفي الشَّوَارِع، لِكَي يُمَجِّدَهُمُ النَّاس. أَلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: إِنَّهُم قَدْ نَالُوا أَجْرَهُم.
أَمَّا أَنْتَ، مَتَى صَنَعْتَ صَدَقَة، فَلا تَعْلَمْ شِمَالُكَ مَا تَصْنَعُ يَمِينُكَ،
لِتَكُونَ صَدَقَتُكَ في الخَفَاء، وأَبُوكَ الَّذي يَرَى في الخَفَاءِ هُوَ يُجَازِيك.

التعليق الكتابي :

القدّيسة تيريزيا – بينيديكت الصليب (إيديث شتاين) (1891 – 1942)، راهبة كرمليّة وشهيدة وشفيعة أوروبا
صلاة الكنيسة

« وأَبوكَ الَّذي يَرى في الخُفْيَةِ يُجازيك »

لا يمكننا أن نتصوّر أنّ الصلاة الداخليّة، والحرّة من كلّ أشكال العبادة التقليديّة، على أنّها تتعدّى كونها تقوى داخليّة ذاتيّة أو أن نضعها في إزاء الليتورجيا، صلاة الكنيسة الشاملة. إنّ كلّ صلاة حقيقيّة هي صلاة الكنيسة، ومن خلال كلّ صلاة حقيقيّة يجري أمرٌ ما في الكنيسة، وإنّ الكنيسة ذاتها تصلّي لأنّ الرُّوح القدس الحيّ فيها وفي كلّ روح فريدة، “يَشفَعُ لَنا بأَنَّاتٍ لا تُوصَف” (رو 8: 26). وها هي هنا الصلاة الحقيقيّة، لأنّه “ولا يَستَطيعُ أَحَدٌ أَن يَقول: يَسوعُ رَبٌّ إِلاَّ بِإِلهامٍ مِنَ الرُّوحِ القُدُس” (1كور 12: 3). ما هي صلاة الكنيسة إن لم تكن تقدمة أولئك الملتهبين بالمحبّة الذين يهبون ذاتهم إلى الله الذي هو محبة؟

إنّ هبة الذات إلى الله، بالمحبّة والعطاء من دون حدود، والحصول على الهبة السّماويّة في المقابل، والحصول على الاتّحاد الكامل والدائم هي قمة ارتقاء القلب التي يمكن لنا نحن البشر أن نحقّقها، هي أعلى درجات الصلاة. إنّ النّفوس التي حقّقت هذا الاتّحاد هي حقيقةً قلب الكنيسة النابض، إذ فيها تعيش محبّة الرّب يسوع المسيح الكاهن الأسمى. “لأَنَّكم قد مُتُّم وحَياتُكم مُحتَجِبةٌ معَ المسيحِ في الله” (كول 3: 3)، غير أنّه لا يمكن لتلك النّفوس إلاّ أن تشعّ في قلوب أخرى من محبّة الله التي تملأها وتساهم بذلك في تحقيق اتّحاد الجميع في الله، الاتّحاد الذي كان دومًا وما يزال رغبة الربّ يسوع المسيح الكبرى.