stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

القراءات اليومية بحسب الطقس الماروني” 29 فبراير – شباط 2020 “

730views

السبت الأوّل من الصوم الكبير

الرسالة إلى العبرانيّين 4-1:4.19-14:3

يا إخوَتِي، قَد صِرْنَا شُرَكَاءَ المَسِيح، إِنْ تَمَسَّكْنَا ثَابِتِينَ إِلى النِّهَايَةِ بِالثِّقَةِ الَّتي كَانَتْ لَنَا في البِدَايَة.
كمَا يَقُولُ الكِتَاب: «أَليَومَ إِذَا سَمِعْتُم صَوتَهُ، فلا تُقَسُّوا قُلُوبَكُم، كَمَا في مَوضِعِ الخُصُومَة».
فمَنْ هُمُ الَّذِينَ سَمِعُوا وخَاصَمُوا؟ أَمَا هُم جَمِيعُ الَّذِينَ خَرَجُوا مِن مِصْرَ على يَدِ مُوسَى؟
وَمِمَّنْ سَئِمَ أَربَعِينَ سَنَة؟ أَلَيْسَ مِنَ الَّذِينَ خَطِئُوا وسَقَطَتْ جُثَثُهُم في البَرِّيَة؟
وَلِمَنْ أَقْسَمَ أَنَّهُم لَنْ يَدْخُلُوا في رَاحَتِهِ إِلاَّ على الَّذِينَ عَصَوا أَمْرَهُ؟
وهكَذَا نَرَى أَنَّهُم لِعَدَمِ إِيْمَانِهِم لَمْ يَسْتَطِيعُوا أَنْ يَدْخُلُوا.
ومَا دَامَ الوَعْدُ بِالدُّخُولِ في رَاحَةِ اللهِ قَائِمًا، فَلْنَخْشَ إِذًا أَنْ يَكُونَ أَحَدٌ مِنْكُم مُتَخَلِّفًا عَنِ الدُّخُول.
فَنَحْنُ أَيْضًا قَد بُشِّرْنَا مِثْلَ أُولئِك، غَيْرَ أَنَّ الكَلِمَةَ الَّتي سَمِعُوهَا لَمْ تَنْفَعْهُم، لأَنَّهَا لَمْ تَكُنْ مَمْزُوجَةً بِالإِيْمَانِ عِنْدَ الَّذِينَ سَمِعُوهَا.
أَمَّا نَحْنُ الَّذِينَ آمَنَّا، فَنَدْخُلُ في الرَّاحَة، كَمَا قالَ الكِتَاب: «حَتَّى أَقْسَمْتُ في غَضَبِي أَنَّهُم لَنْ يَدْخُلُوا في رَاحَتِي»، مَعَ أَنَّ أَعْمَالَ اللهِ قَدْ تَمَّتْ مُنْذُ إِنْشَاءِ العَالَم.
فقَدْ قِيلَ في مَوضِعٍ مِنَ الكِتَاب بَشَأْنِ اليَومِ السَّابِع: «وٱسْتَراحَ اللهُ في اليَومِ السَّابِعِ مِنْ جَمِيعِ أَعْمَالِهِ».

إنجيل القدّيس لوقا 14-9:18

قالَ الربُّ يَسوعُ هذَا المَثَلَ لأُنَاسٍ يَثِقُونَ في أَنْفُسِهِم أَنَّهُم أَبْرَار، وَيَحْتَقِرُونَ الآخَرين:
«رَجُلانِ صَعِدَا إِلى الهَيْكَلِ لِيُصَلِّيَا، أَحَدُهُما فَرِّيسيٌّ وَالآخَرُ عَشَّار.
فَوَقَفَ الفَرِّيسِيُّ يُصَلِّي في نَفْسِهِ وَيَقُول: أَللّهُمَّ، أَشْكُرُكَ لأَنِّي لَسْتُ كَبَاقِي النَّاسِ الطَّمَّاعِينَ الظَّالِمِينَ الزُّنَاة، وَلا كَهذَا العَشَّار.
إِنِّي أَصُومُ مَرَّتَينِ في الأُسْبُوع، وَأُؤَدِّي العُشْرَ عَنْ كُلِّ مَا أَقْتَنِي.
أَمَّا العَشَّارُ فَوَقَفَ بَعِيدًا وَهُوَ لا يُرِيدُ حَتَّى أَنْ يَرْفَعَ عَيْنَيْهِ إِلى السَّمَاء، بَلْ كانَ يَقْرَعُ صَدْرَهُ قَائِلاً: أَللّهُمَّ، إِصْفَحْ عَنِّي أَنَا الخَاطِئ!
أَقُولُ لَكُم إِنَّ هذَا نَزَلَ إِلَى بَيْتِهِ مُبَرَّرًا، أَمَّا ذاكَ فَلا! لأَنَّ كُلَّ مَنْ يَرْفَعُ نَفْسَهُ يُوَاضَع، وَمَنْ يُواضِعُ نَفْسَهُ يُرْفَع.»

التعليق الكتابي :

القدّيس يوحنّا الذهبيّ الفم (نحو 345 – 407)، بطريرك أنطاكية ثمّ القسطنطينيّة وملفان الكنيسة
عظات حول التوبة، العظة رقم 2

« الَّلهُمَّ، ارْحَمْني، أَنا الخاطئ! »

صعدَ فرّيسيّ وعشّار إلى الهيكل ليصلِّيا. فبدأ الفرّيسيّ يعدّد فضائله كلّها، قائلاً: “الَّلهُمَّ، شُكرًا لَكَ لِأَنِّي لَستُ كَسائِرِ النَّاسِ السَّرَّاقينَ الظَّالمِينَ الفاسقِين، ولا مِثْلَ هذا العَشّار!”. ما أشقاكَ، أنتَ الذي تجرؤ على إصدار الأحكام على الأرض بأسرها! لِمَ تمعِنُ بإهانة قريبك؟ ما حاجتُكَ إلى أن تحكم على هذا العشّار، ألم يكفِكَ ما فعلتهُ بالأرض؟ لقد أصدرتَ اتّهاماتٍ بحقّ جميع البشر، بدون استثناء: “لستُ كسائر الناس… ولا مثل هذا العشّار؛ إنّي أصومُ مرّتين في الأسبوع، وأؤدّي عشرَ كلّ ما أقتني”. كم من الادّعاء في هذه الكلمات! يا له من بائس!…

أمّا العشّار، فقد سمعَ جيّدًا هذه الكلمات، وكان بوسعه أن يجيبَ بهذه العبارات: “مَن تظنّ نفسك، أنت الّذي تجرؤ على توجيه مثل هذه الألفاظ المهينة بحقّي؟ ماذا تعرفُ عن حياتي؟ أنتَ لم تعِش قطّ في البيئة التي أعيشُ فيها، ولستَ من المقرّبين لي. لِمَ تُظهر هذا الكبرياء؟ ومن جهة أخرى، مَن يستطيعُ أن يُثبتَ حقيقة أعمالك الصالحة؟ لِمَ تمدح نفسك، وما الذي يدفعك إلى تمجيد نفسك بهذه الطريقة؟” لكنّه لم يُجِب بشيء، بل بالعكس، فقد سجدَ قائلاً: “اللهمّ ارحمني أنا الخاطئ!” وقد بُرِّئَ لأنّه أظهر تواضعه.

غادرَ الفرّيسيّ الهيكلَ، محرومًا من الغفران، في حين أنّ العشّار ذهب، وقلبه متجدّد بالعدالة التي حظيَ بها. ومع ذلك، لم يكن هناك من تواضع، إذا استخدمنا هذا المصطلح عند انحناء أحد النبلاء؛ إذ، في حالة العشّار، لم يكن الأمرُ يتعلّق بالتواضع، بل بالحقيقة البسيطة، لأنّ ما قاله حقّ.