القراءات اليومية بحسب الطقس الماروني ” 8 أبريل – نيسان 2020 “
الأربعاء من أسبوع الآلام
المجمع المسكونيّ السابع في نيقية 787
الرسالة إلى العبرانيّين 12-5:2
يا إخوَتِي، إِنَّ اللهَ لَمْ يُخْضِعْ لِلمَلائِكَةِ العَالَمَ الآتي الَّذي نَتَكَلَّمُ عَنْهُ.
وقَد شَهِدَ أَحَدُهُم في مَوضِعٍ مِنَ الكِتَابِ قَال: «ما الإِنْسَانُ حَتَّى تَذْكُرَهُ؟ وٱبْنُ الإِنْسَانِ حَتَّى تَفْتَقِدَهُ؟
نَقَصْتَهُ عنِ المَلائِكَةِ قَلِيلاً، وبِالمَجْدِ والكَرَامَةِ كَلَّلْتَهُ.
وأَخْضَعْتَ كُلَّ شَيءٍ تَحْتَ قَدَمَيْه!». فَبِإِخْضَاعِهِ لَهُ كُلَّ شَيء، لَمْ يَتْرُكْ شَيْئًا غَيْرَ خَاضِعٍ لَهُ. والحَالُ فإِنَّنَا لا نَرَى بَعْدُ أَنَّ كُلَّ شَيءٍ قَدْ أُخْضِعَ لَهُ.
أَمَّا الَّذي نَقَصَ عَنِ الْمَلائِكَةِ قَلِيلاً، فَهُوَ يَسُوع، الَّذي نَرَاهُ مُكَلَّلاً بِالمَجْدِ والكَرَامَة، لأَنَّهُ قَاسَى المَوت. وهكَذَا بِنِعْمَةِ اللهِ ذَاقَ المَوْتَ مِنْ أَجْلِ كُلِّ إِنْسَان.
وقَد كَانَ يَليقُ بِاللهِ الَّذي كُلُّ شَيءٍ مِن أَجْلِهِ، وكُلُّ شَيءٍ بِهِ، وهُوَ الَّذي يَقُودُ إِلى المَجدِ أَبْنَاءً كَثِيرِين، أَنْ يَجْعَلَ يَسُوعَ رائِدَ خَلاصِهِم كَامِلاً بِالآلام.
لأَنَّ الَّذي يُقَدِّسُ والمُقَدَّسِينَ كِلَيْهِمَا مِنْ أَصْلٍ وَاحِد. لِذلِكَ لا يَسْتَحْيِي أَنْ يَدْعُوَهُم إِخْوَة.
فيَقُول: «سَأُبَشِّرُ بِٱسْمِكَ إِخْوَتي، وفي وَسَطِ الجَماعَةِ أُنْشِدُ لَكَ».
إنجيل القدّيس يوحنّا 54-47:11
عَقَدَ الأَحْبَارُ والفَرِّيسِيُّونَ مَجْلِسًا، وقَالُوا: «مَاذَا نَعْمَل؟ فَإِنَّ هذَا الرَّجُلَ يَصْنَعُ آيَاتٍ كَثِيرَة!
إِنْ تَرَكْنَاهُ هكَذَا يُؤْمِنُ بِهِ الجَميع، فَيَأْتِي الرُّومَانُ ويُدَمِّرُونَ هَيْكَلَنا وأُمَّتَنَا».
فَقَالَ لَهُم وَاحِدٌ مِنْهُم، وهُوَ قَيَافَا، عَظِيمُ الأَحْبَارِ في تِلْكَ السَّنَة: «أَنْتُم لا تُدْرِكُونَ شَيْئًا،
ولا تُفَكِّرُونَ أَنَّهُ خَيْرٌ لَنَا أَنْ يَمُوتَ رَجُلٌ وَاحِدٌ فِدَى الشَّعْبِ ولا تَهْلِكَ الأُمَّةُ بِأَسْرِهَا!».
ومَا قَالَ ذلِكَ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِهِ، ولكِنْ إذْ كَانَ عَظِيمَ الأَحْبَارِ في تِلْكَ السَّنَة، تَنبَّأَ بِأَنَّ يَسُوعَ سَيَمُوتُ فِدَى الأُمَّة.
ولَيْسَ فِدَى الأُمَّةِ وَحْدَهَا، بَلْ أَيْضًا لِيَجْمَعَ في وَاحِدٍ أَوْلادَ اللهِ المُشَتَّتِين.
فَعَزَمُوا مِنْ ذلِكَ اليَوْمِ عَلى قَتْلِ يَسُوع.
فَمَا عَادَ يَتَجَوَّلُ عَلَنًا بَيْنَ اليَهُود، بَلْ مَضَى مِنْ هُنَاكَ إِلى نَاحِيَةٍ قَريبَةٍ مِنَ البَرِّيَّة، إِلى مَدينَةٍ تُدْعَى إِفْرَائِيمَ، وأَقَامَ فيهَا مَعَ تَلامِيذِهِ.
التعليق الكتابي :
لاكوردير (1802-1861)، راهب دومينكيّ
محاضرات في كنيسة سيّدة باريس
« ولَيسَ عنِ الأُمَّةِ فَحَسبُ، بَل لِيَجمَعَ في الوَحدَةِ شَمْلَ أَبناءِ اللهِ أَيضاً »
حين أتى الرّب يسوع إلى هذا العالم، وُلِد ككُلّ الناس، وُلِد في مدينة؛ وُلِد في مكانٍ مُميّز، وُلِد في وطنٍ له تاريخه، له مؤسِّسُه، له احتلالاته ولهذا الوطن صيت ذائع؛ وُلِد كرجُلٍ انتظره شعبٌ عظيمٌ. وما هو أوّل شيءٍ فعله كونه كان وريث العهود والآمال لهذا الشعب؟ قال ببساطة: أنا هو ابن الإنسان.
ربّما لم تتفاجؤوا، وربّما بدا لكم من الطبيعيّ أنّ الربّ يسوع المسيح آثر، في كلّ صفحة من الإنجيل، أن يُدعَى ابن الإنسان في الوقت الذي لم يُدعَى بابن الله إلاّ في مرّاتٍ قليلة هنا وهنالك! إنّ ذلك ليس بالأمر القليل.
قبل الرّب يسوع المسيح، كان يقال: أنا يوناني، أنا روماني، أو أنا يهودي. وحتّى في وقت الإضطهاد والإستجواب، كان الروماني يقول بفخرٍ: أنا مواطنٌ رومانيّ. فكلُّ شخصٍ كان يتباهى بوطنه وبمدينته. أمّا الربّ يسوع المسيح، فلمْ يُرد سوى لقب واحد وهو ابن الإنسان. من هنا، أعلَنَ حقبةً جديدةً، الحقبة التي فيها تبدأ البشريّة وحيث، بعد اسم الله، لن يكون أيّ شيء أكبر من اسم الإنسان. كلّ عمل من أعماله هو بصمة الرُّوح وكلّ كلامه وأعماله مُجتمعة تُكوّن الإنجيل، الذي هو القانون الجديد والعالمي.