القراءات اليومية بحسب الطقس الماروني ” 14 أبريل – نيسان 2020 “
الثلاثاء من أسبوع الحواريّين
رسالة القدّيس بولس إلى أهل رومة 11-3:6
يا إخوَتِي، هَلْ تَجْهَلُونَ أَنَّنَا نَحْنُ الَّذينَ تَعَمَّدْنَا جَميعًا في المَسِيحِ يَسُوع، في مَوْتِهِ قَدْ تَعَمَّدْنَا؟
إِذًا فَنَحْنُ بِالمَعْمُودِيَّةِ دُفِنَّا مَعَهُ في المَوْت، حَتَّى كَمَا أُقِيمَ المَسِيحُ مِنْ بَيْنِ الأَمْوَاتِ لِمَجْدِ الآب، كَذلِكَ نَسْلُكُ نَحْنُ أَيْضًا في الحَيَاةِ الجَديدَة.
فإِذَا صِرْنَا وَإِيَّاهُ وَاحِدًا في مَوْتٍ يُشْبِهُ مَوْتَهُ، هكَذَا نَكُونُ أَيْضًا في قِيَامَةٍ تُشْبِهُ قِيَامَتَهُ.
ونَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّ إِنْسَانَنَا العَتيقَ قَدْ صُلِبَ مَعَهُ، لِكَي يُبْطَلَ جَسَدُ الخَطِيئَة، فَلا نَبْقَى مِنْ بَعْدُ عَبيدًا لِلخَطيئَة؛
لأَنَّ مَنْ مَاتَ قَدْ تَحَرَّرَ مِنَ الخَطِيئَة.
فإِذَا مُتْنَا مَعَ المَسِيحِ نُؤْمِنُ أَنَّنَا سَنَحْيَا مَعَهُ.
ونَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّ المَسِيح، بَعْدَمَا أُقيمَ مِنْ بَيْنِ الأَمْوَات، لَنْ يَمُوتَ مِنْ بَعْد، ولَنْ يَتَسَلَّطَ عَلَيْهِ المَوْتُ أَبَدًا.
فَهُوَ بِمَوْتِهِ مَاتَ عَنِ الخَطِيئَةِ مَرَّةً وَاحِدَة، وَبِحَيَاتِهِ يَحْيَا لله.
كَذلِكَ أَنْتُم أَيْضًا ٱحْسَبُوا أَنْفُسَكُم أَمْوَاتًا عَنِ الخَطِيئَة، أَحْيَاءً للهِ في المَسِيحِ يَسُوع.
إنجيل القدّيس يوحنّا 14-1:21
بَعْدَ ذلِك، ظَهَرَ يَسُوعُ لِتَلامِيذِهِ مَرَّةً أُخْرَى عَلى بُحَيْرَةِ طَبَرَيَّة، وهكَذَا ظَهَر:
كَانَ سِمْعَانُ بُطْرُس، وتُومَا المُلَقَّبُ بِٱلتَّوْأَم، ونَتَنَائِيلُ الَّذي مِنْ قَانَا الجَلِيل، وٱبْنَا زَبَدَى، وتِلْمِيذَانِ آخَرَانِ مِنْ تَلامِيذِ يَسُوع، مُجْتَمِعِينَ مَعًا.
قَالَ لَهُم سِمْعَانُ بُطْرُس: «أَنَا ذَاهِبٌ أَصْطَادُ سَمَكًا». قَالُوا لَهُ: «ونَحْنُ أَيْضًا نَأْتِي مَعَكَ». فَخَرَجُوا وَرَكِبُوا السَّفِينَة، فَمَا أَصَابُوا في تِلْكَ اللَّيْلَةِ شَيْئًا.
ولَمَّا طَلَعَ الفَجْر، وَقَفَ يَسُوعُ عَلى الشَّاطِئ، ولكِنَّ التَّلامِيذَ لَمْ يَعْلَمُوا أَنَّهُ يَسُوع.
فَقَالَ لَهُم يَسُوع: «يَا فِتْيَان، أَمَا عِنْدَكُم قَلِيلٌ مِنَ السَّمَك؟». أَجَابُوه: «لا!».
فَقَالَ لَهُم: «أَلْقُوا الشَّبَكةَ إِلى يَمِينِ السَّفِينَةِ تَجِدُوا». وأَلقَوْهَا، فَمَا قَدِرُوا عَلى ٱجْتِذَابِهَا مِنْ كَثْرَةِ السَّمَك.
فَقَالَ ذلِكَ التِّلْمِيذُ الَّذي كَانَ يَسُوعُ يُحِبُّهُ لِبُطْرُس: «إِنَّهُ الرَّبّ». فَلَمَّا سَمِعَ سِمْعَانُ بُطْرُسُ أَنَّهُ الرَّبّ، إِتَّزَرَ بِثَوْبِهِ، لأَنَّهُ كَانَ عُرْيَانًا، وأَلْقَى بِنَفْسِهِ في البُحَيْرَة.
أَمَّا التَّلامِيذُ الآخَرُونَ فَجَاؤُوا بِٱلسَّفِينَة، وهُمْ يَسْحَبُونَ الشَّبَكَةَ المَمْلُوءَةَ سَمَكًا، ومَا كَانُوا بَعِيدِينَ عَنِ البَرِّ إِلاَّ نَحْوَ مِئَتَي ذِرَاع.
ولَمَّا نَزَلُوا إِلى البَرّ، رَأَوا جَمْرًا، وسَمَكًا عَلى الجَمْر، وخُبْزًا.
قَالَ لَهُم يَسُوع: «هَاتُوا مِنَ السَّمَكِ الَّذي أَصَبْتُمُوهُ الآن».
فَصَعِدَ سِمْعَانُ بُطْرُسُ إِلى السَّفِينَة، وجَذَبَ الشَّبَكَةَ إِلى البَرّ، وهِيَ مَمْلُوءَةٌ سَمَكًا كَبِيرًا، مِئَةً وثَلاثًا وخَمْسِين. ومَعَ هذِهِ الكَثْرَةِ لَمْ تَتَمَزَّقِ الشَّبَكَة.
قَالَ لَهُم يَسُوع: «هَلُمُّوا تَغَدَّوا». ولَمْ يَجْرُؤْ أَحَدٌ مِنَ التَّلامِيذِ أَنْ يَسْأَلَهُ: «مَنْ أَنْت؟»، لأَنَّهُم عَلِمُوا أَنَّهُ الرَّبّ.
وتَقَدَّمَ يَسُوعُ وأَخَذَ الخُبْزَ ونَاوَلَهُم. ثُمَّ فَعَلَ كَذلِكَ بِٱلسَّمَك.
هذِهِ مَرَّةٌ ثَالِثَةٌ ظَهَرَ فيهَا يَسُوعُ لِلتَّلامِيذِ بَعْدَ أَنْ قَامَ مِنْ بَيْنِ الأَمْوَات.
التعليق الكتابي :
القدّيس أميديوس اللوزانيّ (1108 – 1159)، راهب سِستِرسيانيّ ثمّ أسقف
عظة مريميّة 6 (من كتاب: ثماني عظات مريميّة)
أدعوكم إلى فرح القيامة
“كُلُوا أَيُّهَا الأَصْحَابُ. اشْرَبُوا وَاسْكَرُوا أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ” (نش 5: 1). أدعوكم إلى مائدة الحكمة وإلى مضافات الخمر التي أعدَّته لك في كأسها (راجع أم 9: 5). طوبى لِمَن بين المقبولين في هذه المأدبة، سوف يلمع أمام الضيوف في ثوب العرس (راجع مت 22: 11).
سيتمّ تقديم خبز الحياة له، الذي يقوّي، يملأ ويُشبِع بحلاوة رائعة، مع خمر الفرح، خمر منبثق من ثمر الكرمة، خمر القيامة الحقيقيّ، الصادر من شجرة آلام الربّ. (…) بالإضافة إلى ذلك، سوف يأكل هذا الضيف، مرتديًا ثيابه الأكثر جمالاً ولابسًا خاتم السلام، العجل المسمَّن الذي ذبَحَه الآب (راجع لو 15: 22). سوف يأكل لحم الحمل الفصحيّ المشويّ على النار (خر 12: 9) وحقواه متمنطقان بحزام الإيمان والعفة، وقدماه منتعلتان بصنادل لتكونا مستعدّتَين لأيّ عمل صالح (راجع 2 تم 3: 17). (…) بعد أن أخذ الربّ السمكة التي وُجِدَت على الجمر على شاطئ البحر، عندما ظهر لتلاميذه بعد قيامته (راجع يو 21: 9) ، سوف يتذوّق شهد العسل في نفس الوقت. ثمّ يقول، مكرّراً شعر نشيد الأنشاد: “أَكَلْتُ شَهْدِي مَعَ عَسَلِي. شَرِبْتُ خَمْرِي مَعَ لَبَنِي” (نش 5 : 1). ممتلئًا بكلّ الطيّبات، سوف يدعو الآخرين لتناول الطعام معه: “كُلُوا يا أصدقائي؛ اشْرَبُوا وَاسْكَرُوا يا أحبّائي.”
وأنا أيضًا، يا إخوتي، أدعوكم إلى هذه الوليمة: “كُلُوا يا أصدقائي؛ اشْرَبُوا وَاسْكَرُوا يا أحبّائي.” كلوا خبز الحياة، اشربوا خمر الفرح، اسكروا من فرح القيامة. هذا السكر هو الرصانة العليا، هو يمحو ذكرى العالم، ويطبع باستمرار في الروح فكرة حضور الله. أيّ شخص يَسكَر في ذلك إنّما ينسى كلّ شيء ويتذكّر فقط المحبّة الإلهيّة. (…) إبتهجوا من فرحه، أنتم الذين تألّمتم بألمه.