stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

القراءات اليومية بحسب الطقس الماروني ” 21 أبريل – نيسان 2020 “

639views

الثلاثاء الثاني من زمن القيامة
مار أنسلموس المعترف

رسالة القدّيس بطرس الأولى 16-10:1

يا إخوَتِي، عَن هذَا الخَلاصِ فَتَّشَ الأَنْبِياءُ وبَحَثُوا فتَنبَّأُوا بِالنِّعْمَةِ المُعَدَّةِ لَكُم،
وبَحَثُوا عَنِ الزَّمَانِ والأَحْوَالِ الَّتي كَانَ يَدُلُّ عَليهَا رُوحُ الْمَسِيحِ الَّذي فيهِم، حِينَ سَبَقَ فشَهِدَ على الآلامِ المُعَدَّةِ لِلمَسِيح، والمَجْدِ الَّذي يَتبَعُهَا.
وقَد أُوحِيَ إِلَيهِم أَنَّهُم ما كانُوا يَخدُمُونَ تِلْكَ الأُمُورَ مِنْ أَجلِ أَنفُسِهِم بَلْ مِن أَجْلِكُم أَنتُم، وقَدْ بَشَّرَكُم بِهَا الآنَ المُبَشِّرُون، يُؤَيِّدُهُمُ الرُّوحُ القُدُس المُرْسَلُ مِنَ السَّمَاء، وهِيَ أُمورٌ يَشْتَهِي المَلائِكَةُ أَنْ يَنْظُروا إِلَيْها وهُم مُنْحَنُون.
فلِذلِكَ شُدُّوا أَحْقَاءَ أَذْهَانِكُم وكُونُوا صَاحِين، وٱجْعَلُوا كُلَّ رَجَائِكُم في النِّعْمَةِ الَّتي ستَأَتيكُم عِندَ ظُهُورِ يَسُوعَ المَسِيح.
وكأَوْلادٍ طائِعِين، لا تَعُودُوا إِلى شَهَواتِكُمُ السَّالِفَة، كَمَا في أَيَّامِ جَهَالَتِكُم،
بَلْ كُونُوا أَنتُم أَيضًا قِدِّيسِينَ في تَصَرُّفِكُم كُلِّهِ، على مِثَالِ القُدُّوسِ الَّذي دَعَاكُم،
فَإِنَّهُ مَكتُوب: «كُونوا قِدِّيسِينَ لأَنِّي أَنَا قُدُّوس!».

إنجيل القدّيس يوحنّا 18-11:20

كانَت مَرْيَمُ المَجْدَلِيِّةُ وَاقِفَةً في خَارِجِ القَبْرِ تَبْكِي. وفِيمَا هِيَ تَبْكِي، ٱنْحَنَتْ إِلى القَبْر،
فَشَاهَدَتْ مَلاكَيْنِ في ثِيَابٍ بَيْضَاءَ جَالِسَينِ حَيْثُ كَانَ قَدْ وُضِعَ جَسَدُ يَسُوع، أَحَدَهُمَا عِنْدَ الرَّأْس، والآخَرَ عِنْدَ القَدَمَين.
فَقَالَ لَهَا المَلاكَان: «يَا ٱمْرَأَة، لِمَاذَا تَبْكِين؟». قَالَتْ لَهُمَا: «أَخَذُوا رَبِّي، ولا أَعْلَمُ أَيْنَ وَضَعُوه!».
قَالَتْ هذَا وٱلتَفَتَتْ إِلى الوَرَاء، فَشَاهَدَتْ يَسُوعَ واقِفًا ومَا عَلِمَتْ أَنَّهُ يَسُوع.
قَالَ لَهَا يَسُوع: «يَا ٱمْرَأَة، لِمَاذَا تَبْكِين، مَنْ تَطْلُبِين؟». وظَنَّتْ أَنَّهُ البُسْتَانِيّ. فَقَالَتْ لَهُ: «يَا سَيِّد، إِنْ كُنْتَ أَنْتَ قَدْ أَخَذْتَهُ، فَقُلْ لي أَيْنَ وَضَعْتَهُ، وأَنَا آخُذُهُ».
قَالَ لَهَا يَسُوع: «مَرْيَم!». فَٱلتَفَتَتْ وقَالَتْ لَهُ بِٱلعِبْرِيَّة: «رَابُّونِي!»، أَي «يَا مُعَلِّم!».
قَالَ لَهَا يَسُوع: «لا تُمْسِكِي بِي لأَنِّي لَمْ أَصْعَدْ بَعْدُ إِلى الآب، بَلِ ٱذْهَبِي إِلى إِخْوَتِي وقُولِي لَهُم: «إِنِّي صَاعِدٌ إِلى أَبِي وأَبِيكُم، إِلهِي وإِلهِكُم».
فَجَاءَتْ مَرْيَمُ المَجْدَلِيَّةُ تُبَشِّرُ التَّلامِيذ: «لَقَدْ رَأَيْتُ الرَّبّ!»، وأَخْبَرَتْهُم بِمَا قَالَ لَهَا.

التعليق الكتابي :

القدّيس أنسيلموس (1033- 1109)، راهب وأسقف وملفان الكنيسة
العظة 74

« لِماذا تَبْكينَ، أَيَّتُها المَرأَة ؟ »

“لِماذا تَبْكينَ أَيَّتُها المَرأَة؟”، أيها الربّ الممتلئ محبة، كيف تبحث عن معرفة سبب بكاء هذه المرأة؟ ألم تَرَك مذبوحًا بوحشية، تثقبّك المسامير ومُعلقًا على الخشبة كلصٍّ، وضحيةً لتهكّم السّفهاء وسخريتهم؟ كيف يمكنك أن تسأل إذًا “لِماذا تَبْكينَ أَيَّتُها المَرأَة؟” فهي عجزت عن اقتلاعك من براثن الموت، وأرادت على الأقل أن تطيّب جسدك وتحميه من الفساد أطول مدّة ممكنة… وفوق ذلك ها هي تعتقد أن حتى هذا الجسد الذي سرّها أنه كان ما زال بين يديها قد ضاع، ومعه ضاع كلّ أملٍّ لها، إذا لم تعد تملك ما أرادت أن تُبقيه ذِكرًا لك. كيف يمكنك إذًا أن تسألَها في تلك اللحظة، “لِماذا تَبْكينَ، أَيَّتُها المَرأَة، وعَمَّن تَبحَثين؟”

أيها الربّ الصالح، ها هنا تلميذتك التي افتديتها بدمّك تعذّبُها رغبتُها في رؤيتك. فهل ستسمح بدوام هذا الألم لفترةٍ طويلة؟ والآن وقد هربت من الفساد، فهل فقدت الرحمة والحنان؟ والأن وقد وصلت إلى الخلود، فهل نسيت الرحمة والرأفة؟ كلا ثم كلا، فإن طيبتك العذبة أيها الصديق تدفعك إلى التدخّل بغير تأخير، حتى لا تستلم إلى مرارة القلب تلك التي تبكي ربّها.

“مَريَم!” يا ربّ لقد ناديت أَمَتُك باسمها المألوف، وتعرَّفت هي توًّا على صوت ربّها المألوف. “مريم” كلمة عذبة فاضت بالرقّة والمحبة. وما كان من الممكن يا ربّ أن تقول ما قلّ ودلّ أفضل مما قلت، “مريم، أنا أعرف من أنت، وأعرف ما تريدين. أنا هنا! كفّي عن البكاء. أنا هنا، أنا من تبحثين عنه”. وسرعان ما تغيّرت طبيعة الدموع: فكيف تكفف هذه الدموع، الآن وهي تسيل من قلبٍ يفيض فرحًا؟