القراءات اليومية بحسب الطقس الماروني ” 27 أبريل – نيسان 2020 “
عيد مار سمعان أخو الربّ والرسول
رسالة القدّيس بولس إلى أهل أفسس 16-10:4
يا إخوَتِي، إِنَّ الَّذي نَزَلَ هُوَ نَفْسُهُ الَّذي صَعِدَ إِلى أَعْلى جَمِيعِ السَّمَاوَات، لِيَمْلأَ كُلَّ شَيء.
وهُوَ الَّذي أَعْطى بَعْضًا أَنْ يَكُونُوا رُسُلاً، وبَعضًا أَنْبِيَاء، وبَعضًا مُبَشِّرِين، وبَعضًا رُعاةً ومُعلِّمين،
لِكَمَالِ القدِّيسِين، وَلِعَمَلِ الخِدْمَة، وَلِبُنْيَانِ جَسَدِ المَسِيح،
حتَّى نَصِلَ جَميعُنَا إِلى وَحْدَةِ الإِيْمَانِ ومَعْرِفَةِ ٱبنِ الله، إِلى الإِنْسَانِ المُكْتَمِل، إِلى مِقْدَارِ قَامَةِ مِلْءِ المَسِيح،
فلا نَكُونَ في مَا بَعْدُ أَطْفَالاً، تتَقَاذَفُهُمُ الأَمْوَاج، ويَعْبَثُ بِهِم كُلُّ رِيحِ تَعْلِيم، على هَوَى البَشَر، يَجُرُّهُم بِمَكْرٍ إِلى مَكِيدَةِ الضَّلال؛
بَلْ نَنْمُو في كُلِّ شَيء، صَادِقِينَ بَالمَحَبَّة، نَحْوَ الَّذي هُوَ الرَّأْس، أَي المَسِيح،
أَلَّذي مِنْهُ يَسْتَمِدُّ الجَسَدُ كُلُّهُ تَمَاسُكَهُ، ويَلْتَئِمُ بِالأَوْصَالِ الَّتي تُعْطِيهِ مَا يَحْتَاج، بِحَسَبِ العَمَلِ المُنَاسِبِ لِكُلِّ عُضْوٍ، فَيَصْنَعُ الجَسَدُ نُمُوَّهُ بَانِيًا ذَاتَهُ بِالمَحَبَّة.
إنجيل القدّيس لوقا 19-12:6
في تِلْكَ الأَيَّام، خَرَجَ يَسُوعُ إِلى الجَبَلِ لِيُصَلِّي، وَأَمْضَى اللَّيْلَ في الصَّلاةِ إِلى الله.
ولَمَّا كانَ النَّهَار، دَعَا تَلامِيذَهُ وٱخْتَارَ مِنهُمُ ٱثْنَي عَشَرَ وَسَمَّاهُم رُسُلاً، وَهُم:
سِمْعانُ الَّذي سَمَّاهُ أَيضًا بُطرُس، وأَنْدرَاوُس أَخُوه، ويَعْقُوب، وَيُوحَنَّا، وَفِيلِبُّس، وبَرْتُلْمَاوُس،
ومَتَّى، وَتُومَا، وَيَعْقُوبُ بنُ حَلْفَى، وَسِمْعَانُ المُلَقَّبُ بِالغَيُور،
ويَهُوذَا بنُ يَعْقُوب، ويَهُوذَا الإسْخَريُوطِيُّ الَّذي صَارَ خَائِنًا.
وَنَزلَ يَسُوعُ مَعَ رُسُلِهِ، ووَقَفَ في مَكانٍ سَهْل، وكانَ هُناكَ جَمْعٌ كَثيرٌ مِن تَلامِيذِهِ، وَجُمْهُورٌ غَفيرٌ مِنَ الشَّعْب، مِن كُلِّ اليَهُودِيَّة، وأُورَشَليم، وَسَاحِلِ صُورَ وصَيْدا،
جَاؤُوا لِيَسْمَعُوه، ويُشْفَوا مِن أَمْراضِهِم. والمُعَذَّبُونَ بِالأَرْوَاحِ النَّجِسَةِ كَانُوا هُم أَيضًا يُبرَأُون.
وكانَ الجَمْعُ كُلُّهُ يَطْلُبُ أَنْ يَلْمُسَهُ، لأَنَّ قُوَّةً كَانَتْ تَخْرُجُ مِنهُ وَتَشْفِي الجَمِيع.
التعليق الكتابي :
بِندِكتُس السادس عشر، بابا روما من 2005 إلى 2013
المقابلة العامّة بتاريخ 11/10/2006
« ولـمَّا طَلَعَ الصَّباح دعا تَلاميذَه، فاختارَ مِنهُمُ اثَنيْ عَشَرَ سَمَّاهم رُسُلاً »
نتأمّل اليوم في الرسولين سمعان القَانَوِيُّ ويهوذا (تدّاوس) الّذي يجب أن نميّزه عن يهوذا الإسخريوطي، ليس فقط كونهما يُذكران بالتتالي في لائحة الرسل الاثني عشر (راجع مت 10: 4؛ مر 3: 18؛ لو 6: 15؛ أع 1: 13)، إنّما بسبب قلّة المعلومات المتوافرة عنهما، ما عدا وجود رسالة منسوبة إلى يهوذا ضمن أسفار العهد الجديد القانونيّة.
وبالعودة إلى سمعان، فإنّ لقبه يختلف في المراجع الأربعة أعلاه: ففي الوقت الّذي يدعوه متّى ومرقس بالقَانَوِيّ، يعطيه لوقا لقب “الغيور”. وفي الحقيقة، إنّ اللقبين يعودان إلى معنى واحد حيث أنّ معنى فعل “قنا” في اللغة العبريّة هو “أن يكون الإنسان غيورًا أو مليئًا بالحبّ”… وعليه، فإنّه لأمرٌ ممكن جدًّا، أن يكون سمعان هذا إمّا عضوًا في الحركة اليهوديّة القوميّة المدعوّة بحركة الـ “غيارى”، أو على الأقلّ كان مطبوعًا بغَيرةٍ مُتّقدةٍ للهويّة اليهوديّة، أي لـ لله وشعب الله وشريعته الإلهيّة. وإذا كان الأمر كذلك، يقف سمعان الغيور ومتّى على طرفيّ نقيض حيث كان هذا الأخير عشّارًا وكان يمارس مهنةً (جباية الضّرائب للروماني المحتل) يعتبرها اليهود غير نقيّة. وهذه بحدّ ذاتها علامة على أنّ الرّب يسوع قد اختار رسله ومعاونيه من بين الطبقات المجتمعيّة والدينيّة كافّة بدون أي شروط مسبقة. فإنّ همّه كان في الأشخاص أنفسهم، لا في الطبقات الاجتماعيّة أو اللياقات!
والأمر الجميل هو أنّ جميع الرسل، رغم اختلافاتهم، استطاعوا التعايش معًا كجماعة، وتخطّوا الصعوبات الجمّة التّي بإمكانكم أن تتصوّروها: إنّه الرّب يسوع! هو وحده كان سبب تلك اللُّحمة الّتي كانت تجمعهم. وهذا يشكّل درسًا واضحًا لنا بحيث تجدنا نُشدّد على الاختلافات، لا بل على التناقضات، متناسين أنّنا قد أُعطينا، بالرّب يسوع المسيح، القدرة على أن نحلّ خلافاتنا. ولنتذكّر أنّ جماعة الرّسل الاثني عشر كانت الصورة المُسبقة عن الكنيسة الّتي يجب أن يجد فيها مكانًا كلّ ذوي المواهب وجميع الشعوب والأعراق، وكلّ الصفات البشريّة، الّتي تجد تكوينها واتّحادها في الاتحاد بالرّب يسوع