stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

القراءات اليومية بحسب الطقس الماروني ” 30 أبريل – نيسان 2020 “

657views

عيد مار يعقوب بن زبدى الرسول

رسالة القدّيس بولس الأولى إلى أهل قورنتس 16-9:4

يا إخوَتِي، إِنِّي أَرَى أَنَّ اللهَ قَدْ أَظْهَرَنَا نَحْنُ الرُّسُلَ أَدْنَى النَّاس، كأَنَّنَا مَحْكُومٌ عَلَيْنَا بِالمَوت، لأَنَّنَا صِرْنَا مَشْهَدًا لِلعَالَمِ والمَلائِكَةِ والبَشَر.
نَحْنُ حَمْقَى مِنْ أَجْلِ المَسِيح، وأَنْتُم عُقَلاءُ في المَسِيح! نَحْنُ ضُعَفَاء، وأَنْتُم أَقْوِيَاء! أَنْتُم مُكَرَّمُون، وَنَحْنُ مُهَانُون!
ولا نَزَالُ حَتَّى هذَهِ السَّاعَةِ نَجُوعُ ، ونَعْطَشُ، ونُعَرَّى، ونُلْطَمُ، ونُشَرَّدُ،
ونَتْعَبُ عَامِلِينَ بِأَيْدِينَا! وحَتَّى الآنَ نُشْتَمُ فَنُبَارِك، نُضْطَهَدُ فَنَحْتَمِل،
يُفْتَرَى عَلَيْنَا فَنُعَزِّي! لَقَدْ صِرْنَا مِثْلَ أَقْذَارِ العَالَم، وَنِفَايَةِ النَّاسِ أَجْمَعِين!
لَسْتُ أَكْتُبُ إِلَيْكُم بِذَلِكَ لأُخْجِلَكُم، بَلْ لأَنْصَحَكُم كأَوْلادِي الأَحِبَّاء!
ولَو كَانَ لَكُم عَشَرَاتُ الآلافِ مِنَ المُرَبِّينَ في المَسِيح، فَلَيْسَ لَكُم آبَاءٌ كَثِيرُون، لأَنِّي أَنَا ولَدْتُكُم بِبِشَارَةِ الإِنْجِيلِ في المَسِيحِ يَسُوع.
أُنَاشِدُكُم إِذًا أَنْ تَقْتَدُوا بي.

إنجيل القدّيس مرقس 41-32:10

كَانَ يَسُوعُ وتَلاميذُهُ في الطَّريقِ صَاعِدِينَ إِلى أُورَشَليم، وكَانَ يَسُوعُ يَتَقَدَّمُهُم، وكَانُوا هُم مُنْذَهِلين، والَّذينَ يَتْبَعُونَ خَائِفِين، فَأَخَذَ يَسُوعُ الٱثْنَي عَشَرَ مَرَّةً ثَالِثَة، وبَدَأَ يُكَلِّمُهُم عَمَّا سَيَحْدُثُ لَهُ،
فقَال: «هَا نَحْنُ صَاعِدُونَ إِلى أُورَشَليم، وسَيُسْلَمُ ٱبْنُ الإِنْسَانِ إِلى الأَحْبَارِ والكَتَبَة، فيَحْكُمُونَ عَلَيْهِ بِٱلمَوْت، ويُسْلِمُونَهُ إِلى الوَثَنِيِّين،
ويَسْخَرُونَ مِنْهُ، ويَبْصُقُونَ عَلَيْه، ويَجْلِدُونَهُ، ويَقْتُلُونَهُ، وبَعْدَ ثلاثَةِ أَيَّامٍ يَقُوم!».
ودَنَا مِنْهُ يَعْقُوبُ وَيُوحَنَّا، ٱبْنَا زَبَدَى ، وقَالا لَهُ: «يَا مُعَلِّم، نُرِيدُ أَنْ تَصْنَعَ لَنَا كُلَّ ما نَسْأَلُكَ».
فقَالَ لَهُمَا: «مَاذَا تُرِيدَانِ أَنْ أَصْنَعَ لَكُمَا؟».
قالا لَهُ: «أَعْطِنَا أَنْ نَجْلِسَ في مَجْدِكَ، واحِدٌ عَن يَمِينِكَ، ووَاحِدٌ عَنْ يَسَارِكَ».
فقَالَ لَهُمَا يَسُوع: «إِنَّكُمَا لا تَعْلَمَانِ مَا تَطْلُبَان: هَلْ تَسْتَطِيعَانِ أَنْ تَشْرَبَا الكَأْسَ الَّتي أَشْرَبُها أَنَا؟ أَو أَنْ تَتَعَمَّدَا بِٱلمَعْمُودِيَّةِ الَّتي أَتَعَمَّدُ بِهَا أَنَا؟».
قالا لَهُ: «نَسْتَطِيع». فَقَالَ لَهُمَا يَسُوع: «أَلْكَأْسُ الَّتي أَنَا أَشْرَبُها سَتَشْرَبَانِها، والمَعْمُودِيَّةُ الَّتي أَنَا أَتَعَمَّدُ بِهَا ستَتَعَمَّدَانِ بِهَا.
أَمَّا الجُلُوسُ عَنْ يَمِينِي أَوْ عَنْ يَسَارِي، فلَيْسَ لِي أَنْ أَمْنَحَهُ إِلاَّ لِلَّذينَ أُعِدَّ لَهُم».
ولَمَّا سَمِعَ العَشَرَةُ الآخَرُون، بَدَأُوا يَغْتَاظُونَ مِنْ يَعْقُوبَ وَيُوحَنَّا.

التعليق الكتابي :

القدّيس يوحنّا الذهبيّ الفم (نحو 345 – 407)، بطريرك أنطاكية ثمّ القسطنطينيّة وملفان الكنيسة
عظات حول إنجيل القدّيس متّى، العظة 65

« أَتستطيعانِ أَن تَشرَبا الكأَسَ الَّتي سَأَشرَبُها ؟ »

من خلال والدتهما وبحضور رفقائهما، طلب ابنا زبدى من معلّمهما ما يلي: “اِمنَحْنا أَن يَجلِسَ أَحَدُنا عن يَمينِك، والآخَرُ عَن شِمالِكَ في مَجدِكَ” (مر10: 37). لكن سرعان ما بادر الرّب يسوع المسيح إلى إزالة أوهامهما من خلال قوله إنه يفترض بهما تحمّل الإهانات والاضطهاد وحتّى الموت: “إِنَّكُما لا تَعلَمانِ ما تسأَلان: أَتستطيعانِ أَن تَشرَبا الكأَسَ الَّتي سَأَشرَبُها؟” لا يتفاجأَنّ أحد برؤية الرُّسل يتّخذون هذه المواقف المثيرة للجدل. انتظر حتّى يكتمل سرّ الصليب وحتّى تحلّ عليهم قوّة الرُّوح القدس. إن أردت رؤية قوّة إيمانهم، انظر إليهم لاحقًا وستراهم متغلّبين على أنواع الضعف البشري كلّها. لم يخفِ الرّب يسوع المسيح صِغَرهم، كي ترى ما سيصبحون عليه لاحقًا بفضل قوّة النعمة التي ستحوّلهم…

“إِنَّكُما لا تَعلَمانِ ما تسأَلان”. أنتما لا تعرفان كم هو عظيم هذا الشرف، كم هو مدهش. الجلوس عن يميني؟ هذا يتخطّى حتّى القوى الملائكيّة. “أَتستطيعانِ أَن تَشرَبا الكأَسَ الَّتي سَأَشرَبُها؟” أنتما تكلّماني عن عروش وأكاليل سخيفة؛ وأنا أكلّمكما عن معارك وآلام. لن أحصل الآن على ملكي؛ لم تحنْ بعد ساعة المجد. بالنسبة إليّ وإلى أتباعي، إنّه الآن زمن العنف والمعارك والمخاطر.

لاحظ أنّه لم يسألهما مباشرة: “هل تتمتّعان بالشجاعة الكافية لإراقة دمائكما؟”. وبهدف تشجيعهما، عرض عليهما أن يشربا الكأس التي سيشربها، وأن يعيشا بشراكة معه. لاحقًا، سترى القدّيس يوحنّا نفسه الذي كان يبحث عن المركز الأوّل، يمنح باستمرار حقّ التصدّر للقدّيس بطرس. أمّا يعقوب، فإنّ أسقفيّته لم تدم لفترة طويلة. متّقدًا بالحماسة ومحتقرًا المصالح البشريّة الخالصة، استحقّ أن يكون الشَّهيد الأوّل من بين الرسل نتيجة اندفاعه المفرط (أع 12:2).