القراءات اليومية بحسب الطقس الماروني ” 14 مايو – أيار 2020 “
الخميس الخامس من زمن القيامة
رسالة القدّيس بولس إلى أهل فيلبّي 11-1:2
يا إخوَتِي، إِنْ كَانَ لَكُم تَشْجِيعٌ في الْمَسِيح، أَو تَعزِيَةٌ في الْمَحبَّة، أَو شَرِكَةٌ في الرُّوح، أَو حَنَانٌ أَو رَحْمَة،
فأَتِمُّوا فَرَحِي بِأَنْ تَكُونُوا على رَأْيٍ واحِد، ومحَبَّةٍ واحِدَة، ونَفْسٍ واحِدَة، وفِكْرٍ واحِد.
لا تَفْعَلُوا شَيْئًا عن خِصَامٍ ولا بِعُجْبٍ، بَلْ بٱتِّضَاع، وَلْيَحْسَبْ كُلُّ واحِدٍ مِنْكُم غَيْرَهُ أَفْضَلَ مِنْهُ.
ولا تَنْظُرُوا كُلُّ واحِدٍ إِلى ما هُوَ لِنَفْسِهِ، بَلْ بالحَرِيِّ إِلى مَا هُوَ لِغَيْرِهِ.
لِيَكُنْ فيكُم منَ الأَفْكارِ مَا هُوَ في المَسِيحِ يَسُوع.
فَهُوَ، معَ كَونِهِ في صُورَةِ الله، لَمْ يَحْسَبْ مُسَاوَاتَهُ للهِ غَنِيمَة،
بَلْ أَخْلَى ذَاتَهُ، مُتَّخِذًا صُورَةَ العَبْد، صَائِرًا في شِبْهِ البَشَر. ولَمَّا ظَهَرَ في هَيْئَةِ إِنْسَان،
واضَعَ ذَاتَهُ، وصَارَ مُطِيعًا حَتَّى المَوْت، ٱلمَوْتِ على الصَّلِيب.
فَلِذلِكَ رَفَعَهُ اللهُ جِدًّا، ووَهَبَهُ ٱلٱسْمَ الَّذي يَعْلُو كُلَّ ٱسْمٍ،
لِكَي تَجْثُوَ بٱسْمِ يَسُوعَ كُلُّ رُكْبَة، في السَّمَاءِ وعَلى الأَرْضِ وتَحْتَ الأَرْض،
ويَعْتَرِفَ كُلُّ لِسَانٍ أَنَّ يَسُوعَ المَسِيحَ هُوَ الرَّبُّ لِمَجْدِ اللهِ الآب.
إنجيل القدّيس متّى 20-11:16
قالَ الربُّ يَسوعُ لِتَلاميذِهِ: «كَيْفَ لا تُدرِكُونَ أَنِّي لَمْ أَكُنْ أَعْنِي الخُبْزَ بِمَا قُلْتُهُ لَكُم ؟ فَٱحْذَرُوا خَمِيْرَ الفَرِّيسيِّينَ والصَّدُّوقِيِّين».
حينَئِذٍ فَهِمُوا أَنَّهُ لَمْ يَقُلْ ذلِكَ لِيُحَذِّرَهُم مِنْ خَمِيْرِ الخُبْز، بَلْ مِنْ تَعْليمِ الفَرِّيسِيِّينَ والصَّدُّوقِيِّين.
وجَاءَ يَسُوعُ إِلى نَواحِي قَيْصَرِيَّةِ فِيْلِبُّسَ فَسَأَلَ تَلامِيْذَهُ قَائِلاً: «مَنْ يَقُولُ النَّاسُ إِنِّي أَنَا ٱبْنُ الإِنْسَان؟».
فقَالُوا: «بَعْضُهُم يَقُولُون: يُوحَنَّا المَعْمَدَان؛ وآخَرُون: إِيْليَّا؛ وغَيْرُهُم: إِرْمِيَا أَو أَحَدُ الأَنْبِيَاء».
قَالَ لَهُم: «وأَنْتُم مَنْ تَقُولُونَ إِنِّي أَنَا؟».
فَأَجَابَ سِمْعَانُ بُطْرُسُ وقَال: أَنْتَ هُوَ المَسِيحُ ٱبْنُ اللهِ الحَيّ!».
فأَجَابَ يَسُوعُ وقَالَ لَهُ: «طُوبَى لَكَ يَا سِمْعَانُ بنَ يُونَا! لأَنَّهُ لا لَحْمَ ولا دَمَ أَظْهَرَ لَكَ ذلِكَ، بَلْ أَبي الَّذي في السَّمَاوَات.
وأَنَا أَيْضًا أَقُولُ لَكَ: أَنْتَ هُوَ بُطْرُسُ، أَيِ الصَّخْرَة، وعلى هذِهِ الصَّخْرَةِ سَأَبْنِي بِيْعَتِي، وأَبْوَابُ الجَحِيْمِ لَنْ تَقْوى عَلَيْها.
سَأُعْطِيكَ مَفَاتيحَ مَلَكُوتِ السَّمَاوَات، فَكُلُّ مَا تَربُطُهُ على الأَرْضِ يَكُونُ مَرْبُوطًا في السَّمَاوَات، ومَا تَحُلُّهُ على الأَرْضِ يَكُونُ مَحْلُولاً في السَّمَاوَات».
حينَئِذٍ أَوْصَى تَلامِيْذَهُ أَلاَّ يَقُولُوا لأَحَدٍ إِنَّهُ هُوَ المَسِيح.
التعليق الكتابي :
القدّيس لاوُن الكبير (؟ – نحو 461)، بابا روما وملفان الكنيسة
العظة الرابعة في ذكرى سيامته
« وعلى الصَّخرِ هذا سَأَبني كَنيسَتي، فَلَن يَقوى عليها سُلْطانُ الموت »
لا يخفى شيء على حِكمة وقُدرة الرّب يسوع المسيح: لقد كانت جميع عناصر الطّبيعة في خدمته، وكانت جميع الأرواح تطيعه، وكان الملائكة يخدمونه… غير أنه في العالم كلّه، اختار بطرس ليسهر على نداءات الشعوب كلّها، وعلى قيادة الرسل وآباء الكنيسة أجمعين. هكذا، وبالرغم من تعدّد الكهنة والرعاة بين شعب الله، فإنّ بطرس سيكون قائدًا بشخصه في حين أنّ الرّب يسوع المسيح يقودهم أيضًا بصفته الرأس.
سأل الربّ تلاميذَه: “مَنِ ابنُ الإِنسانِ في قَولِ النَّاس؟”. فأعطوا جميعًا الجواب ذاته وطرحوا شكوكًا عائدة إلى الجهل البشري. ولكن عندما أراد الربّ أن يكتشف مشاعر التلاميذ، أمسى التلميذ الأوّل الذي اعترف بمحبّته للربّ يسوع، الأوّل أيضًا بين الرسل. فكما قال: “أَنتَ المسيحُ ابنُ اللهِ الحَيّ”، أجابه يسوع: “طوبى لَكَ يا سِمعانَ بْنَ يونا، فلَيسَ اللَّحمُ والدَّمُ كشَفا لكَ هذا، بل أَبي الَّذي في السَّمَوات”. وعنى بهذا القول: طوبى لك لأنّ أبي هو الذي علّمك؛ فلم تضللّك الأفكار الأرضيّة، بل تكفّل الوحي السماوي بتعليمك؛ فليس اللَّحم والَّدم اللذان جعلانك تكتشفني، بل ذاك الذي أنا هو ابنه الوحيد.
“وأَنا أَقولُ لكَ” بما معناه: كما أنّ أبي أظهر لك ألوهيّتي، سأُظهر لك أنا أيضًا علو شأنك. “أَنتَ صَخرٌ”، أي: أنا الصخرة الثّابتة، حجر الزاوية الذي “جَعَلَ مِنَ الجَماعتَينِ جَماعةً واحِدة” (أف 2: 14). “أَمَّا الأَساس، فما مِن أَحدٍ يَستَطيعُ أَن يَضَعَ غَيرَ الأَساسِ الَّذي وُضعَ”(1كور 3: 11). وفي الوقت نفسه، أنت أيضًا صَخْرٌ لأنّك صلب وتستمدّ الصلابة من قوّتي وتحصل على عظمتي بمجرّد أنّك تشاركني بها. “وعلى الصَّخرِ هذا سَأَبني كَنيسَتي”. قال الرّب يسوع: على صلابة هذا الأساس، سأبني هيكلاً أبديًّا، وستُرفع كنيستي حتّى تصل قمّتها إلى السماء بفعل صلابة هذا الإيمان.