القراءات اليومية بحسب الطقس الماروني ” 23 مايو – أيار 2020 “
السبت السادس من زمن القيامة
مار طوبيّا البار
رسالة القدّيس بولس إلى أهل فيلبّي 23-15:4
أَنْتُم تَعْلَمُون، يَا أَهْلَ فِيلِبِّي، أَنِّي، لَمَّا خَرَجْتُ مِن مَقْدُونِيَة، في بَدْءِ تبْشِيرِي بالإِنْجِيل، مَا شَارَكَتْنِي أَيُّ كَنِيسَةٍ في حِسَابِ الأَخْذِ والعَطَاء، إِلاَّ أَنْتُم وَحْدَكُم.
وفي تَسَالُونيكي أَيْضًا، أَرْسَلْتُم إِلَيَّ مَرَّةً وٱثْنَتَيْنِ بِمَا يَسُدُّ حَاجَتِي.
أَقُولُ هذَا، لا لأَنِّي أَلْتَمِسُ مِنكُمُ العَطِيَّة، بَلْ أَلْتَمِسُ الثَّمَرَ الَّذي يَكْثُرُ لِحِسَابِكُم.
فإِنِّي أَمْلِكُ كُلَّ شَيء، بَلْ مَا يَزِيدُ عَنْ حَاجَتِي. لقَد صِرتُ في بَحْبُوحَةٍ مُذْ قَبِلْتُ مِنْ إِبَفْرُديِطُسَ مَا هُوَ مِنكُم، بِمَثَابَةِ طِيبٍ ذَكِيّ، وذَبِيحةٍ مَقْبُولَة، مَرْضِيَّةٍ لله.
وإلهِي يَمْلأُ كُلَّ حَاجَاتِكُم، بِحَسَبِ غِنَاه، بِالمَجْدِ في المَسِيحِ يَسُوع.
فَلإِلهِنَا وأَبِينَا المَجدُ إِلى أَبَدِ الآبِدِين. آمِين.
سَلِّمُوا على كُلِّ قِدِّيسٍ في المَسِيحِ يَسُوع. يُسَلِّمُ عَلَيْكُمُ الإِخْوَةُ الَّذِينَ مَعِي.
يُسَلِّمُ عَلَيْكُم جَمِيعُ القِدِّيسين، وخُصُوصًا الَّذِينَ مِن دَارِ القَيْصَر.
نَعْمَةُ الرَّبِّ يَسُوعَ المَسِيحِ معَ رُوحِكُم!
إنجيل القدّيس يوحنّا 6-1:14
قالَ الربُّ يَسوعُ لِتَلاميذِه: «لا يَضْطَرِبْ قَلْبُكُم! آمِنُوا بِٱللهِ وآمِنُوا بِي.
في بَيْتِ أَبِي مَنَازِلُ كَثِيرَة، وإِلاَّ لَقُلْتُهُ لَكُم. أَنَا ذَاهِبٌ لأُعِدَّ لَكُم مَكَانًا.
وإِذَا مَا ذَهَبْتُ وأَعْدَدْتُ لَكُم مَكَانًا، أَعُودُ وآخُذُكُم إِليَّ، لِتَكُونُوا أَنْتُم أَيْضًا حَيْثُ أَكُونُ أَنَا.
وأَنْتُم تَعْرِفُونَ الطَّرِيقَ إِلى حَيْثُ أَنَا ذَاهِب».
قَالَ لَهُ تُومَا: «يَا رَبّ، لا نَعْلَمُ إِلى أَيْنَ تَذْهَب، فَكَيْفَ نَقْدِرُ أَنْ نَعْرِفَ الطَّريق؟».
قَالَ لَهُ يَسُوع: «أَنَا هُوَ الطَّرِيقُ والحَقُّ والحَيَاة. لا أَحَدَ يَأْتِي إِلى الآبِ إِلاَّ بِي.
التعليق الكتابي :
التعليم المسيحيّ للكنيسة الكاثوليكيّة
§ 257-258, 260
« لا يَمْضي أَحَدٌ إِلى الآبِ إِلاَّ بي »
أيها الثّالوث الأقدس، النور الطّوباوي، أيها الوحدة الأبدية!” إن الله سعادة أبدية، حياة خالدة، نور بلا غروب. الله محبة: آب، ابن وروح قدس. بحرّية تامة، يريد الله أن يشارك مجد حياته الطوباوية. هذا هو “التَّدبير الَّذي ارتَضى أَن يُعِدَّه في نَفْسِه مُنذُ القِدَم” (أف 1: 9) والذي صوّره بابنه الحبيب ما قبل تأسيس العالم، نحن الذين “اخْتَارَنَا فِيهِ قَبْلَ تَأْسِيسِ الْعَالَمِ، لِنَكُونَ قِدِّيسِينَ وَبِلاَ لَوْمٍ قُدَّامَهُ فِي الْمَحَبَّةِ، إِذْ سَبَقَ فَعَيَّنَنَا لِلتَّبَنِّي بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ لِنَفْسِهِ” (أف 1: 4-5)، ما يعني لنكون “مُشَابِهِينَ صُورَةَ ابْنِهِ” (رو 8: 29) بأخذ “روح التبنّي” (رو 8: 15). هذا التَّدبير هو “…النِّعْمَةِ الَّتِي أُعْطِيَتْ لَنَا فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ قَبْلَ الأَزْمِنَةِ الأَزَلِيَّةِ” (2تم 1: 9)، منحدرة مباشرة من حب الثالوث. هذا التَّدبير يظهر في عملية الخلق، في تاريخ الخلاص ما بعد الخطيئة، في مهام الابن والرُّوح، والتي امتدادها هو رسالة الكنيسة.
فالتَّدبير الإلهي هو العمل المشترك للأقانيم الثلاث الإلهية. وبما أن لها طبيعة واحدة ونفسها، فليس للثّالوث إلا نفس المهمة الواحدة… بهذا تعترف الكنيسة، من خلال العهد الجديد “إله آب الذي منه خرج كل شيء، بربّ يسوع المسيح الذي له كان كل شيء، وبالرُّوح القدس الذي به كل شيء كان”. فالمهمات الإلهية بالأخصّ، تجسد الابن وهبة الرُّوح القدس، هي التي تظهر خصائص الأقانيم الإلهية…
النتيجة النهائية للتَّدبير الإلهي هي إشراك المخلوقات في وحدة الثّالوث (يو 17: 21-23). ولكن منذ الآن نحن مدعوون لنكون مسكونين بالثالوث الأقدس: “… إِنْ أَحَبَّنِي أَحَدٌ يَحْفَظْ كَلاَمِي، وَيُحِبُّهُ أَبِي، وَإِلَيْهِ نَأْتِي، وَعِنْدَهُ نَصْنَعُ مَنْزِلاً.” (يو 14: 23).
فلنصلِّ مع الطّوباويّة إليصابات الثالوث: “إلهي، أيُّها الثالوثُ الذي أعبد، ساعدني على نسيانِ ذاتي كلياً لأستقرَّ فيك في سكون وهدوء، كما لو كانت نفسي منذ الآن في الأبدية! يا من لا يخضع للتغيّر، لا تدعْ شيئاً يعكّرُ سلامي او يُخرِجُني منكَ، بل لِتَحْمِلْني كلُّ دقيقةٍ بعيداً جداً في أعماق سرّك. أحلَّ السلامَ في نفسي، واجعلْ منها سماءَك، مسكنَك المحبوب ومقرَّ راحتِك؛ هبْني ألا أدعَك فيها وحدك، بل أن أكون هناك بكل كياني، متيقظةً في إيماني، ساجدةً ومستسلمةً كلِّيًا لعملك الخلاّق.” (الطوباويّة إليصابات الثالوث (1880 – 1906)، راهبة كرمليّة).