القراءات اليومية بحسب الطقس الماروني ” 7 يوليو – تموز 2020 “
الثلاثاء السادس من زمن العنصرة
سفر أعمال الرسل 24-12:12
يا إخوتي، لَمَّا عَرَفَ بُطرسُ ٱلمَكَان، ذَهَبَ إِلى بَيْتِ مَرْيَمَ أُمِّ يُوحَنَّا ٱلمُلَقَّبِ بِمَرْقُس. وكانَ كَثيرُونَ هُناكَ مُجتَمِعِينَ يُصَلُّون.
ولَمَّا قَرَعَ ٱلبابَ ٱلخَارِجيّ، أَقبَلَتْ جارِيَةٌ ٱسْمُهَا رُودِي تَتَسَمَّع.
وعَرَفَتْ صَوتَ بُطرُسَ فلَمْ تفْتَحِ ٱلبَابَ مِن فَرَحِها، بلْ أَسْرَعَتْ إِلى ٱلدَّاخِلِ وأَخْبَرَتْ أَنَّ بُطرُسَ واقِفٌ على ٱلباب.
فقالُوا لَها: «مَجْنُونَةٌ أَنْتِ!». أَمَّا هيَ فأَصَرَّتْ تُؤَكِّدُ أَنَّ الأَمْرَ كَذلِكَ. فقالُوا: «إِنَّهُ مَلاكُهُ!».
وكانَ بُطرُسُ لا يَزالُ يَقْرَع، ففَتَحُوا لَهُ، ورأَوْهُ فَدَهِشُوا.
فأَشارَ إِلَيهِم بِيَدِهِ لِيَسْكُتُوا، وحَدَّثَهُم كَيْفَ أَخْرَجَهُ ٱلرَّبُّ مِنَ ٱلسِّجْن. وقال: «أَخْبِرُوا يَعقُوبَ وٱلإِخوَةَ بِهذَا». ثُمَّ خَرَجَ وذَهَبَ إِلى مَوضِعٍ آخَر.
ولَمَّا أَقْبَلَ ٱلنَّهَار، حَدَثَتْ بَلْبَلَةٌ كبيرَةٌ بَيْنَ ٱلجُنُود : «تُرَى ماذا جَرى لِبُطرُس؟».
أَمَّا هِيرُودُس، فلَمَّا طَلَبَهُ ولَمْ يَجِدْهُ، ٱسْتَجْوَبَ ٱلحُرَّاسَ وأَمَرَ أَنْ يُسَاقُوا إِلى ٱلعَذاب. ثُمَّ نَزَلَ مِنَ ٱليَهُودِيَّةِ إِلى قَيصَرِيَّة، وأَقَامَ فيها.
وكانَ هِيرُودُسُ ناقِمًا عَلى أَهْلِ صُورَ وصَيدا، فمَثُلُوا مَعًا بَيْنَ يَدَيْه، وٱسْتَمَالُوا بْلاسْتُسَ حَاجِبَ ٱلمَلِك، وٱلْتَمَسُوا ٱلسَّلام؛ لأَنَّ بِلادَهُم كَانَتْ تتَمَوَّنُ مِنْ بِلادِ ٱلمَلِك.
وفي ٱليَومِ ٱلمُعَيَّن، لَبِسَ هِيرُودُسُ ٱلحُلَّةَ ٱلمَلَكِيَّة، وجَلَسَ على ٱلمِنْبَرِ يَخطُبُ فيهِم.
وكانَ ٱلشَّعْبُ يَهْتِف: «صَوتُ إِلهٍ هذَا، لا صَوتُ إِنسَان!».
فَضَرَبَهُ فَجْأَةً مَلاكُ ٱلرَّبّ، لأَنَّهُ لَمْ يُعْطِ ٱلمَجْدَ لله. وٱلتَهَمَهُ ٱلدُّودُ فَمَات.
أَمَّا كلِمَةُ ٱللهِ فَكَانَتْ تَنْمُو وتَكْثُر.
إنجيل القدّيس متّى 20-10:15
دَعَا يَسُوعُ الجَمْعَ وقَالَ لَهُم: «إِسْمَعُوا وٱفْهَمُوا:
لَيْسَ مَا يَدْخُلُ الفَمَ يُنَجِّسُ الإِنْسَان، بَلْ مَا يَخْرُجُ مِنَ الفَمِ هُوَ مَا يُنَجِّسُ الإِنْسَان».
حينَئِذٍ دَنَا مِنْهُ التَّلاميذُ وقَالُوا لَهُ: «أَتَعْلَمُ أَنَّ الفَرِّيسيِّينَ تَشَكَّكُوا حِيْنَ سَمِعُوا هذَا الكَلام؟».
فَأَجَابَ وقَال: «كُلُّ غَرْسَةٍ لَمْ يَغرِسْهَا أَبي السَّماوِيُّ تُقلَع.
دَعُوهُم! إِنَّهُم عُمْيَانٌ قَادَةُ عُمْيَان. وإِنْ كَانَ أَعْمَى يَقُودُ أَعْمَى، فَكِلاهُمَا يَسْقُطَانِ في حُفْرَة».
فَأَجَابَ بُطْرُسُ وقَالَ لَهُ: «فَسِّرْ لَنَا هذَا المَثَل».
فقَال: «وهَلْ أَنْتُم أَيْضًا إِلى الآنَ لا تَفْهَمُون؟
أَلا تُدْرِكُونَ أَنَّ كُلَّ مَا يَدْخُلُ الفَمَ يَنْزِلُ إِلى الجَوف، ثُمَّ يُدْفَعُ إِلى الخَلاء؟
أَمَّا مَا يَخْرُجُ مِنَ الفَمِ فَمِنَ القَلْبِ يَصْدُر، وهُوَ مَا يُنَجِّسُ الإِنْسَان.
فَمِنَ القَلْبِ تَصْدُرُ الأَفْكَارُ الشِّرِّيرَة، والقَتْلُ، والزِّنَى، والفُجُور، والسَّرِقَة، وشَهَادَةُ الزُّور، والتَّجْدِيف.
تِلْكَ هِيَ الأُمُورُ الَّتِي تُنَجِّسُ الإِنْسَان. أَمَّا الأَكْلُ بِأَيْدٍ غَيْرِ مَغْسُولَةٍ فَلا يُنَجِّسُ الإِنْسَان».
التعليق الكتابي :
المجمع الفاتيكانيّ الثاني
فرح ورجاء(Gaudium et spes)، دستور رعائي في “الكنيسة في عالم اليوم”، العدد 82
«لأَنَّهُ مِن باطِنِ النَّاس، مِن قُلوبِهم، تَنبَعِثُ المَقاصِدُ السَّيِّئةُ»: قلب كل إنسان مصدر سلام أم حرب؟
يتضح إذاً أنّه علينا أن نصبو لنهيئ، بكل ما أوتينا من قوة، تلك الآونة التي توافق فيها الأمم بالإجماع على منع كل حرب منعًا باتًا… وفي هذا العمل حب عظيم للبشر، ألا وهو بناء السلام بناءً متينًا. ومما لا شك فيه، إن عملاً كهذا يتطلب منهم (أي من المسؤولين السّياسيين) اليوم، أن يفتحوا عقولهم وقلوبهم الى أبعد من حدود أوطانهم، متجردين عن الأنانية الوطنية، وعن الرغبة في السيطرة على سائر الأمم، محافظين على الاحترام العميق للبشرية كلها التي تسير بخطى متثاقلة نحو المزيد من الوحدة… ولكن لنحذر من أن نضع ثقتنا في جهود البعض وحدها، دون أن نأبه لعقليتنا الشخصية. فرؤساء الدول المسؤولون عن الخير المشترك بالنسبة الى بلادهم نفسها، ورواد الخير الشامل أيضاً، هم رهن لشعوب الشعب وآرائه الى حد بعيد.
فلا جدوى إذًا من محاولتهم إحلال السلام، طالما يفرق بين الناس ويزيد في خلافهم شعور العداء والاحتقار والحذر والعداوات العرقية والأغراض العقائدية. وإنه لمن باب الضرورة القصوى الملحة، أن تتجدد الذهنيات من خلال التربية وتتبدل اللهجة في الرأي العام. وليعتبر أولئك الذين يتكرسون لعمل التربية، وبالأخص تربية الشبان، أو يهيئون الرأي العام، إن من أخطر واجباتهم أن يبثوا في جميع الأذهان العواطف الجديدة الموّلدة للسلام. ومما لا ريب فيه، أن من واجبنا جميعاً أن نبدل قلوبنا ونفتح عيوننا على العالم وعلى المهمات التي يمكن أن نقوم بها معاً لتقدم الجنس البشري.