القراءات اليومية بحسب الطقس الماروني ” 18 يوليو – تموز 2020 “
السبت السابع من زمن العنصرة
سفر أعمال الرسل 30-22:15
يا إِخوتي، رَأَى ٱلرُّسُلُ وٱلكَهَنَةُ وٱلكَنِيسَةُ كُلُّها أَنْ يَخْتَارُوا رَجُلَيْنِ مِنَ الإِخوَة، ويُرسِلُوهُما إِلى أَنْطَاكِيَةَ مَعَ بُولُسَ وبَرْنَابَا. فَٱخْتارُوا يَهُوذَا ٱلمَدْعُوَّ بَرْسَابَا، وسِيلا، رَجُلَيْنِ مُتَقَدِّمَيْنِ بَيْنَ ٱلإِخْوَة.
وكَتبُوا بِيَدِهِم هذِهِ ٱلرِّسَّالة: «مِنَ ٱلإِخْوَةِ ٱلرُّسُلِ وٱلكَهَنَةِ إِلى ٱلإِخْوَةِ ٱلمُهْتَدِينَ مِنَ ٱلوَثَنِيِّين، في أَنْطَاكِيَةَ وسُورِيَّا وقِيلِيقِيَة، سَلام!
سَمِعْنا أَنَّ أُناسًا مِنَّا جَاؤُوا إِلَيْكُم، بِدُونِ تَفْوِيضٍ مِنَّا، فأَزْعَجُوكُم بِأَقْوَالِهِم، وبَعَثُوا ٱلقَلَقَ في نُفُوسِكُم.
فَرَأَيْنا نَحْنُ ٱلمُجْتَمِعينَ مَعًا أَنْ نَخْتَارَ رَجُلَيْنِ ونُرْسِلَهُما إِلَيكُم مَعَ ٱلحَبِيبَيْنِ بَرْنَابَا وبُولُس،
وهُمَا رَجُلانِ بَذَلا حيَاتَهُمَا مِنْ أَجْلِ ٱسْمِ رَبِّنَا يَسُوعَ ٱلمَسِيح.
لَقَدْ أَرْسَلْنَا إِذًا يَهُوذَا وسِيلا، وهُمَا يُخْبِرانِكُم بِهذِهِ ٱلأُمُورِ عَيْنِها مُشَافَهَةً.
فقَد رأَى ٱلرُّوحُ ٱلقُدُسُ ونَحْنُ أَلاَّ نَضَعَ عَلَيْكُم ثِقْلاً فَوْقَ هذِهِ ٱلأُمُورِ ٱلَّتِي لا بُدَّ مِنْها،
وهِيَ أَنْ تَمْتَنِعُوا عَنْ ذبَائِحِ ٱلأَصْنَام، وٱلدَّم، ولَحْمِ ٱلحَيَوانِ ٱلمَخْنُوق، وٱلفُجُور. فَإِنْ تَصُونُوا أَنْفُسَكُم مِنْها، فحَسَنًا تَفْعَلُون. كُونُوا مُعافَيْن!».
فَٱنْصَرَفُوا ونَزَلُوا إِلى أَنْطَاكِيَة، وجَمَعُوا جُمْهُورَ ٱلإِخْوَة، وسَلَّمُوا إِلَيْهِمِ ٱلرِّسالَة.
إنجيل القدّيس لوقا 42-38:10
فيمَا (كَانَ يَسوعُ وتلاميذهُ) سَائِرين، دَخَلَ يَسُوعُ إِحْدَى ٱلقُرَى، فٱسْتَقْبَلَتْهُ في بَيتِهَا ٱمْرَأَةٌ ٱسْمُها مَرْتا.
وَكانَ لِمَرْتَا أُخْتٌ تُدْعَى مَرْيَم. فَجَلَسَتْ عِنْدَ قَدَمَي ٱلرَّبِّ تَسْمَعُ كَلامَهُ.
أَمَّا مَرْتَا فَكانَتْ مُنْهَمِكَةً بِكَثْرَةِ ٱلخِدْمَة، فَجَاءَتْ وَقَالَتْ: «يَا رَبّ، أَمَا تُبَالي بِأَنَّ أُخْتِي تَرَكَتْنِي أَخْدُمُ وَحْدِي؟ فَقُلْ لَهَا أَنْ تُسَاعِدَنِي!».
فَأَجَابَ ٱلرَّبُّ وَقَالَ لَهَا: «مَرْتا، مَرْتا، إِنَّكِ تَهْتَمِّينَ بِأُمُورٍ كَثِيرَة، وَتَضْطَرِبِين!
إِنَّمَا ٱلمَطْلُوبُ وَاحِد! فَمَرْيَمُ ٱخْتَارَتِ ٱلنَّصِيبَ ٱلأَفْضَل، وَلَنْ يُنْزَعَ مِنْهَا».
التعليق الكتابي :
القدّيس أوغسطينُس (354 – 430)، أسقف هيبّونا (إفريقيا الشماليّة) وملفان الكنيسة
العظة 103
« فَأَضافَتهُ ٱمرَأَةٌ ٱسمُها مَرتا » (لو 10: 38)
كانت مرتا ومريم أختَين، لا بصلة الدم فقط بل أيضًا بالتقوى. كونهما متّصلتين الواحدة بالأخرى من خلال الربّ، فقد أخذتا في خدمته بقلب واحد خلال حياته على هذه الأرض. استقبلته مرتا كأيّ مسافر عاديّ. ومع ذلك، كانت مثل الخادمة التي تستقبل سيّدَها، ومثل المريضة التي تنتظر مخلِّصَها، ومثل الإنسان الذي يستضيف خالِقَه… بالفعل، لقد أراد الربّ أن يكون خادمًا كي يقوم الخدّام بإطعامه.
إذًا، هكذا تمّ استقبال الربّ كضيف. “جاءَ إلى بَيتِه. فما قَبِلَه أهلُ بَيتِه. أمّا الذينَ قَبِلوه وهم الذينَ يُؤمِنونَ بِاسمِه فقَد مَكَّنَهم أَن يَصيروا أبناءَ الله” (يو 1: 11-12). هكذا أصبح خدّامه إخوةً له، والعبيد المحرّرون شركاءَ معه في الميراث. لكن لا يقولنَّ أحدكم: طوبى لأولئك الذين حالفهم الحظّ واستقبلوا الرّب يسوع المسيح في منازلهم! لا تحزن ولا تتذمّر لأنّك لم تولد في الزمن حيث يمكنك رؤية الرّب يسوع المسيح بلحمه ودمه. فهو لم يحرمك من نعمته كونه قال: “كلّما صَنعتُم شيئًا مِن ذلك لِواحِدٍ مِن إخوتي هؤلاءِ الصِّغار، فَلي قد صَنَعتُموه” (مت 25: 40).