القراءات اليومية بحسب الطقس الماروني ” 22 يوليو – تموز 2020 “
الأربعاء الثامن من زمن العنصرة
مار نهرا الشهيد
القدّيسة مريم المجدليّة الشهيدة
سفر أعمال الرسل 34-25:16
يا إِخوتي، ونَحْوَ مُنْتَصَفِ ٱللَّيْل، كَانَ بُولُسُ وسِيلا يُصَلِّيَان، ويُسَبِّحَانِ ٱلله، وٱلسُّجَناءُ يُصْغُونَ إِلَيْهِما.
وحَدَثَ بَغْتَةً زَلزَلَةٌ عَظِيمَة، حتَّى تَزَعْزَعَتْ أَسَاسَاتُ ٱلسِّجْن، وٱنْفَتَحَتْ فَجْأَةً كُلُّ ٱلأَبْوَاب، وٱنْحَلَّتْ قُيُودُ ٱلسُّجَنَاءِ جَمِيعًا.
ولَمَّا ٱسْتَيْقَظَ ٱلسَّجَّانُ، ورأَى أَبْوَابَ ٱلسِّجْنِ مَفْتُوحَة، ٱسْتَلَّ سَيْفَهُ وهَمَّ بِقَتْلِ نَفسِهِ، لِظَنِّهِ أَنَّ ٱلسُّجَنَاءَ قَدْ هَرَبُوا.
فنَادَاهُ بُولُسُ بِصَوْتٍ عَظِيمْ قائِلا: «إِيَّاكَ أَنْ تَفْعَلَ بِنَفْسِكَ شَرًّا، فنَحْنُ جَمِيعُنا هُنا!».
فطَلَبَ ٱلسَّجَّانُ ضَوءًا، وٱنْدَفَعَ إِلى ٱلدَّاخِل، وٱرْتَمى مُرتَعِدًا أَمَامَ بُولُسَ وسِيلا.
ثُمَّ خَرَجَ بِهِمَا وقَال: «يَا سَيِّدَيَّ، مَاذَا يَنْبَغِي أَنْ أَفْعَلَ لأَخْلُص؟».
فقالا: « آمِنْ بِٱلرَّبِّ يَسُوعَ فَتَخْلُصَ أَنتَ وأَهلُ بَيتِكَ».
وكَلَّمَاهُ بَكَلِمَةِ ٱلرَّبّ، هُوَ وجَميعَ مَنْ في بَيتِهِ.
فأَخَذَهُمَا في تِلْكَ ٱلسَّاعَةِ مِنَ ٱللَّيْل، وغَسَلَ جِراحَهُمَا، وٱعْتَمَدَ لِوَقْتِهِ هُوَ وكُلُّ ذَويه.
ثُمَّ صَعِدَ بِهِمَا إِلى بَيتِهِ، وأَعَدَّ لَهُما ٱلمَائِدَة، وٱبْتَهَجَ هُوَ وجَميعُ أَهلِ بَيْتِهِ، لأَنَّهُ آمَنَ بِٱلله.
إنجيل القدّيس لوقا 13-9:11
قالَ الرَبُّ يَسُوع: «إِسْأَلُوا تُعْطَوا، أُطْلُبوا تَجِدُوا، إِقْرَعُوا يُفتَحْ لَكُم.
فَمَنْ يَسْأَلْ يَنَلْ، وَمَنْ يَطلُبْ يَجِدْ، وَمَنْ يَقرَعْ يُفتَحْ لَهُ.
وَأَيُّ أَبٍ مِنْكُم يَسْأَلُهُ ٱبْنُهُ سَمَكةً فَيُعْطِيَهُ بَدَلَ السَّمَكَةِ حَيَّة؟
أَوْ يَسْأَلُهُ بَيْضَةً فَيُعْطِيَهُ عَقْرَبًا؟
فَإِذَا كُنْتُم أَنْتُمُ الأَشْرارَ تَعْرِفُونَ أَنْ تُعْطُوا أَوْلادَكُم عَطَايَا صَالِحَة، فَكَم بِالأَحْرَى الآبُ الَّذي يَمْنَحُ الرُّوحَ القُدُسَ مِنَ السَّمَاءِ لِلَّذِينَ يَسْأَلُونَهُ؟».
التعليق الكتابي :
إفاغريوس البنطي (345 – 399)، راهب في صحراء مصر
فصول عن الصلاة رقم 59 ، 60 ، 63 ، 81 ، 82
« فَما أَولى أَباكُمُ ٱلسَّماوِيّ، بِأَن يَهَبَ ٱلرّوحَ ٱلقُدُسَ لِلَّذينَ يَسأَلونَهُ ! »
إن أردت أن تصلّي، فأنت بحاجة إلى الله الذي يُعطي نعمة الصلاة لِمَن يصلّي. إستَدعِهِ بقولك: ” لِيُقَدَّسِ ٱسمُكَ. لِيَأتِ مَلَكوتُكَ” (مت 6: 9-10)، أي الرُّوح القدس وابنك الوحيد، لأنّ هذا ما علَّمَنا إيّاه بطلبه منّا أن نعبد الآب بالرُّوح والحقّ (راجع يو 4 : 24).
مَن يصلّي بالرُّوح والحقّ لا يعود يمجِّد الخالق انطلاقًا من المخلوقات، لكنّه من الله نفسه هو يسبّح الله. […] فالرُّوح القدس الّذي يرثي لضعفنا، يزورنا حتّى وإن لم نكن بعد طاهرين؛ يكفي فقط أن يجد عقلنا يصلّي بإخلاص، عندئذٍ يتدخّل فيه ويبدّد كلّ كتائب المنطق والأفكار الّتي تحاصره ويحمله على محبّة الصلاة الروحيّة. […]
إعلم أنّ الملائكة القدّيسين يحثّونَنا على الصلاة ثمّ يقفون إلى جانبنا فَرِحين ومصلّين معنا ومِن أجلنا. لذلك إن كنّا لا مبالين ونستقبل أفكارًا غريبة، فإنّنا نثير غضبهم بشدّة، إذ، بينما هم يقاتلون بشدّة من أجلنا، ها إنّنا لا نريد حتّى أن نتوسل إلى الله لأنفسنا؛ وإذ نحتقر خدماتهم، فنحن نترك الله ربّهم.
صلِّ كما يجب ومن دون اضطراب؛ رنّم بانتباه وانسجام، وسوف تكون مثل صغير النسر الذي يحوم في المرتفعات.