القراءات اليومية بحسب الطقس الماروني ” 5 أغسطس – آب 2020 “
الأربعاء العاشر من زمن العنصرة
موسى النبيّ
سفر أعمال الرسل 40a-30b.28-27:21
يا إِخوتي، لَمَّا كَادَتِ ٱلأَيَّامُ ٱلسَّبْعَةُ تَنْقَضِي، أَبْصَرَهُ بَعْضُ ٱليَهُودِ ٱلآسْيَويِّينَ في ٱلهَيْكَل، فأَثَارُوا ٱلجَمْعَ كُلَّه، وأَلْقَوا عَلَيْهِ ٱلأَيْدِي،
وهُم يَصِيحُون: «أَلنَّجْدَة، أَيُّهَا ٱلرِّجَالُ بَنُو إِسْرائِيل! هذَا هُوَ ٱلرَّجُلُ ٱلَّذِي يُعَلِّمُ جَمِيعَ ٱلنَّاسِ في كُلِّ مَكَانٍ تَعْلِيمًا ضِدَّ شَعْبِنَا، وشَرِيعَتِنَا، وضِدَّ هذَا ٱلمَوْضِع، حتَّى إِنَّهُ أَدْخَلَ يُونَانِيِّينَ إِلى ٱلهَيْكَل، ودَنَّسَ هذَا ٱلمَوْضِعَ ٱلمُقَدَّس!».
وهَاجَتِ ٱلمَدينَةُ بأَسْرِهَا، وتَجَمَّعَ ٱلشَّعْب، فأَمْسَكُوا بُولُس، وجَرُّوهُ إِلى خَارِجِ ٱلهَيْكَل، وأُغْلِقَتِ ٱلأَبْوابُ في ٱلحَال.
وفيمَا كَانُوا يَطْلُبُونَ قَتْلَهُ، بَلَغَ ٱلخَبَرُ قَائِدَ ٱلفِرْقَةِ ٱلرُّومَانيَّةِ أَنَّ ٱلشَّغَبَ عَمَّ أُورَشَليمَ كُلَّهَا.
فأَخَذَ حَالاً جُنُودًا، وقَادَةَ مِئَة، وأَسْرَعَ إِلَيْهِم. فلَمَّا رأَوا قائِدَ ٱلأَلْفِ وٱلجُنُودَ كَفُّوا عَنْ ضَرْبِ بُولُس.
حِينَئِذٍ دنَا قائِدُ ٱلأَلْف، وأَلْقَى ٱلقَبْضَ عَلَيْه، وأَمَرَ جُنُودَهُ أَنْ يُقَيِّدُوهُ بِسِلْسِلَتَيْن، وأَخَذَ يَسْأَل: «مَنْ هُوَ؟ ومَاذَا فَعَل؟».
وكَانَ ٱلجَمْعُ يَصِيحُ كُلٌّ عَلى هَوَاه. ولَمَّا لَمْ يَقْدِرْ أَنْ يتَبَيَّنَ حَقيقَةَ مَا جَرَى، بِسَبَبِ ٱلٱضْطِرَاب، أَمَرَ أَنْ يُسَاقَ إِلى ٱلقَلْعَة.
ولَمَّا صَارَ بُولُسُ عَلى ٱلدَّرَج، ٱضْطُرَّ ٱلجُنُودُ أَنْ يَحْمِلُوهُ بِسَبَبِ عُنْفِ ٱلجُمُوع،
لأَنَّ جُمْهُورَ ٱلشَّعْبِ كَانُوا يَتْبَعُونَهُ صَارِخين: «إِرْفَعْهُ!».
ولَمَّا أَوْشَكَ بُولُسُ أَنْ يَدْخُلَ ٱلقَلْعَة، قَالَ لِقَائِدِ ٱلأَلْف: «هَلْ يَجُوزُ لي أَنْ أَقُولَ لَكَ شَيْئًا؟». فقَال: «هَلْ تَعْرِفُ ٱليُونَانِيَّة؟
أَمَا أَنْتَ إِذًا ذلِكَ ٱلمِصْرِيَّ ٱلَّذِي أَثَارَ فِتْنَةً مُنْذُ أَيَّام، وخَرَجَ إِلى ٱلبَرِّيَّةِ بأَرْبَعَةِ آلافِ رَجُلٍ مِنَ ٱلقَتَلَة؟».
فقَالَ بُولُس: «أَنَا رَجُلٌ يَهُودِيٌّ مِنْ طَرْسُوسَ في قِيلِيقِيَة، مِنْ مَدينَةٍ مَعْرُوفَة. أَرْجُوك! إِئْذَنْ لي أَنْ أُكَلِّمَ ٱلشَّعْب».
وأَذِنَ لَهُ. فوَقَفَ بُولُسُ علَى ٱلدَّرَج، وأَشَارَ بِيَدِهِ إِلى الشَّعْب، فَحَدَثَ صَمْتٌ كَبير، فخَاطَبَهُم بِٱللُّغَةِ ٱلعِبْرِيَّةِ قائِلاً:
إنجيل القدّيس متّى 26-23:23
قالَ الرَبُّ يَسُوع: «أَلوَيلُ لَكُم، أَيُّهَا الكَتَبَةُ والفَرِّيسِيُّونَ المُرَاؤُون! لأَنَّكُم تُؤَدُّونَ عُشُورَ النَّعْنَعِ والشُّومَارِ والكَمُّون، وقَدْ أَهْمَلْتُم أَهَمَّ مَا في التَّورَاة، أَيِ العَدْلَ والرَّحْمَةَ والأَمَانَة. وكَانَ عَلَيكُم أَنْ تَعْمَلُوا بِهذِهِ ولا تُهْمِلُوا تِلْكَ.
أَيُّهَا القَادَةُ العُمْيَان! إِنَّكُم تُصَفُّونَ المَاءَ مِنَ البَعُوضَة، ولكِنَّكُم تَبْلَعُونَ الجَمَل!
أَلوَيْلُ لَكُم، أَيُّهَا الكَتَبَةُ والفَرِّيسِيُّونَ المُرَاؤُون! لأَنَّكُم تُطَهِّرُونَ خَارِجَ الكَأْسِ والإِنَاء، ودَاخِلُهُمَا مَمْلُوءٌ بِمَا كَسِبْتُم بِالنَّهْبِ والطَّمَع.
يَا فَرِّيسِيًّا أَعْمَى! طَهِّرْ دَاخِلَ الكَأْسِ أَوَّلاً، لِيَصِيْرَ خَارِجُهَا أَيْضًا طَاهِرًا.
التعليق الكتابي :
أوريجينُس (نحو 185 – 253)، كاهن ولاهوتيّ
عظات عن إنجيل القدّيس لوقا، العظة رقم 21
« طَهِّر أَوَّلاً داخِلَ الكَأس، لِيَصيرَ الظَّاهِرُ أَيضاً طاهراً » … فَلنهيّئ دربًا في قلبنا
نقرأ من النبيّ إشعيا هذه العبارة: “صَوتُ مُنادٍ في البَرِّيَّة: أَعِدُّوا طَريقَ الرَّبّ واجعَلوا سُبُلَ إِلهِنا في الصَّحْراءِ قَويمة” (إش 40: 3). يريد الربّ أن يجد فيكم الطريق الذي يمكّنه من الدخول إلى قلوبكم وشقّ طريقه إلى وسطها. أَعِدُّوا له هذا الطريق واجعلوا سُبُله مستقيمة… أيّ طريق سنُعِدّ للربّ؟ هل سيكون طريقًا ماديًّا؟ لكن هل يمكن لكلمة الله أن يسلك طريقًا كهذا؟ أليس من الحري بنا أن نهيّئ للربّ دربًا في داخلنا، وأن نرسم في قلبنا طرقًا مستقيمة وموحّدة؟ نعم، إنّه بلا شكّ الطريق الذي يدخل عبره كلمة الله ليستقرّ في قلب الإنسان القادر على تقبّله.
كم هو كبير قلب الإنسان! يا له من قلب واسع وقدير، شرط أن يكون نقيًّا! أتريد أن تعرف كم هو كبير وواسع؟ ما عليك إلاّ أن تنظر إلى يمّ المعارف الإلهيّة التي يحويها… هذا القلب قال ذلك بنفسه: ” فهو الَّذي وَهَبَ لي عِلمًا يَقينًاَ بِالكائِنات حتَّى أَعرِفَ نِظامَ العالَمِ وفاعِلِيةَ العَناصِر ومَبدَأَ الأَزمِنةِ ومُنتهاها وما بَينَهما وتَعاقُبَ الاْعتِدالاتِ وتَغيرَ الفُصول ودَوائِرَ السَّنَةِ ومَراكِزَ النجوم وطَباخِ الحَيَواناتِ وغَرائِزَ الوُحوش ونَغَماتِ الأَرواحِ وخَواطِرَ البَشَر وأَنواعَ النَّباتِ وخَواصَّ الجُذور” (حك 7: 17-20). أنت ترى أنّه ليس صغيرًا، قلب الأنسان الذي يحوي هذه الأمور كلّها.
لذا، إن لم يكن القلب صغيرًا وإن كان قادرًا على احتواء هذه الأمور كلّها، يمكننا أن نهيّئ طريقًا للربّ وأن نرسم دربًا مستقيمًا يمرّ عبره كلمته الذي هو حكمة الله (1كور 1: 24). هيِّئْ طريقًا للربّ بكلّ وعي، واجعل منه طريقًا معبّدًا كي يسير كلمة الله فيك بدون أيّ عائق، ويعرّفك إلى أسراره وإلى مجيئه.