القراءات اليومية بحسب الطقس الماروني ” 12 أغسطس – آب 2020 “
الأربعاء الحادي عشر من زمن العنصرة
سفر أعمال الرسل 21-17.13-9.6-5.2a-1:24
يا إِخوَتِي : بَعْدَ خَمْسَةِ أَيَّام، نَزَلَ حَنَانِيَّا عَظِيمُ ٱلأَحْبَارِ مَعَ بَعْضِ ٱلشُّيُوخ، وَمُحَامٍ ٱسْمُهُ ترْتِلُّس، وعَرَضُوا أَمَامَ ٱلوَالي شَكْوَاهُم عَلى بُولُس.
فَٱسْتَدْعَى ٱلوَالي بُولُس، وبَدَأَ تِرتِلُّسُ يَشْكُوهُ قَائِلاً : «أَيُّهَا ٱلشَّرِيفُ فِيلِكْس، إِنَّ مَا نَنْعَمُ بِهِ مِنْ سَلامٍ شَامِلٍ بِفَضْلِكَ، ومَا جَرَى بِعِنَايَتِكَ مِنْ إِصْلاحَاتٍ لِخَيْرِ أُمَّتِنَا،
فَقَدْ وَجَدْنَا هذَا ٱلرَّجُلَ آفَةَ ٱلآفَات، يُثِيرُ ٱلفِتَنَ بَيْنَ جَمِيع ٱليَهُود، في ٱلمَسْكُونَةِ كُلِّهَا، وَهُوَ مُتَقَدِّمٌ في شِيعَةِ ٱلنَّصَارَى.
وقَدْ حَاوَل أَنْ يُدَنِّسَ ٱلهَيْكَل ، فَقَبَضْنَا عَلَيْه. وَأَرَدْنَا أَنْ نُحَاكِمَهُ بِحَسَبِ شَريعَتِنَا،
وَأَيَّدَ ٱليَهُودُ كَلامَ ٱلمُحَامِي زَاعِمِينَ أَنَّ ٱلأَمْرَ كَذلِكَ.
وأَشَارَ ٱلوَالي إِلى بُولُسَ أَنْ يَتَكَلَّم، فَأَجَاب: «أَنَا أَعْلَمُ أَنَّكَ قَاضِي أُمَّتِنَا مُنْذُ سَنَوَاتٍ عَدِيدَة، وَلِذَلِكَ أُدَافِعُ عَنْ نَفْسِي مُطْمَئِنًّا.
وَيُمِكِنُكَ أَنْ تَتَأَكَّدَ أَنَّهُ لَمْ يَمْضِ أَكْثَرَ مِنِ ٱثْنَيْ عَشَرَ يَوْمًا عَلى صُعُودِي إِلى أُورَشَلِيمَ لِلْعِبَادَة.
وَلَمْ يَجِدُونِي مَرَّةً أُجَادِلُ أَحَدًا أَوْ أُثِيرُ جَمْعًا، لا في ٱلهَيْكَل، ولا في ٱلمَجَامِع، ولا في ٱلمَدِينَة.
فَهُمْ أَعْجَزُ مِنْ أَنْ يُثْبِتُوا مَا يَشْكُونَنِي بِهِ ٱلآن.
وَبَعْدَ سِنِينَ كَثِيرَة، جِئْتُ إِلى أُورَشَلِيمَ أَحْمِلُ صَدَقَاتٍ إِلى أُمَّتِي وَأُقَرِّبُ قَرَابِين.
وفِيمَا كُنْتُ أَقُومُ بِذلِكَ، وجَدُونِي في ٱلهَيْكَل، وقَدْ تَطَهَّرْتُ، لا مَعَ جَمْعٍ ولا في شَغَب.
وٱلَّذِينَ وَجَدُونِي هُمْ يَهُودٌ مِنْ آسِيَا، وقَدْ كَانَ عَلَيْهِم أَنْ يَحْضُرُوا بَيْنَ يَدَيْكَ ويَشْكُونِي، لَوْ كَانَ لَهُم عَلَيَّ أَيُّ شَكْوَى.
أَو فَلْيَقُلْ هؤُلاءِ أَنْفُسُهُم مَاذَا وَجَدُوا فِيَّ مِنْ جُرْمٍ، حِينَ وَقَفْتُ أَمَامَ مَجْلِسِهِم،
غَيْرَ تِلْكَ ٱلكَلِمَةِ ٱلَّتِي صِحْتُ بِهَا، وأَنَا وَاقِفٌ بَيْنَهُم: «إِنِّي عَلى قِيَامَةِ ٱلأَمْوَاتِ أُحَاكَمُ ٱليَوْمَ أَمَامَكُم؟».
إنجيل القدّيس لوقا 34-32:12
قالَ الربُّ يَسوعُ: «لا تَخَفْ، أَيُّها القَطِيعُ الصَّغِير، فَقَدْ حَسُنَ لَدَى أَبِيكُم أَنْ يُعْطِيَكُمُ المَلَكُوت.
بِيعُوا مَا تَمْلِكُون، وَتَصَدَّقُوا بِهِ، وٱجْعَلُوا لَكُم أَكْيَاسًا لا تَبْلَى، وَكَنْزًا في السَّماوَاتِ لا يَنفَد، حَيْثُ لا يَقْتَرِبُ سَارِق، ولا يُفْسِدُ سُوس.
فَحَيْثُ يَكُونُ كَنْزُكُم، هُنَاكَ يَكُونُ أَيْضًا قَلْبُكُم.
التعليق الكتابي :
القدّيس منصور دي بول (1581 – 1660)، كاهن ومؤسِّس جماعات دينيّة
محاضرة بتاريخ 16/ 05/ 1659، عن اللامبالاة
« فحَيثُ يكونُ كَنزُكَ يكونُ قلبُكَ »
أين هو القلب المحبّ؟ إنّه موجدٌ في الأشياء التي يحبّها. بالتالي، حيث يكون حبّنا، يكون قلبنا مُحتَجزًا. لا يمكنه الخروج من هذه الأشياء، ولا التّرفّع عنها، ولا الذهاب يمينًا أو شمالاً؛ ها هو متوقّف في مكانه. حيث يوجد كنز البخيل، يكون قلبه؛ وحيث يكون قلبنا، يكون كنزنا. وما يثير الشّفقة أن تلك الأشياء الّتي تستعبدنا هي أمورٌ تافهة جدًّا.
أجل! إن أمرًا سخيفًا، أم فكرة خياليّة، أم كلمة قاسية قيلت لنا، أم استقبالاً غير ودّي، أم رفضًا صغيرًا، أم تفكيرًا بأنّنا لسنا محطّ اعتبار عند الآخرين… إنّ هذه الأمور كلّها تؤذينا وتزعجنا إلى حدّ يجعلنا غير قابلين للشفاء! فحبّ الذات يبقينا مكبّلين بهذه الجراح الخياليّة وغير قادرين على التخلّص منها، فتسيطر علينا باستمرار. لكن لماذا؟ لأنّنا نحن سجناء هذا الشغف… هل نحن ضمن “حريّة أبناء الله” (رو 8: 21). أم نحن مكبّلون بالخيرات ووسائل الراحة والأمجاد؟
أيّها المخلّص، لقد فتحت لنا باب الحريّة، فعلّمنا كيف نعثر عليه. اجعلنا نكتشف أهميّة هذه الحصانة، اجعلنا نلجأ إليك للوصول إلى ذلك. نوّرنا، أيها المخلّص، لنرى ما هي الأمور التي تكبّلنا؛ وضعنا، من فضلك، ضمن حريّة أبناء الله.