القراءات اليومية بحسب الطقس الماروني ” 17 أغسطس – آب 2020 “
الاثنين الثاني عشر من زمن العنصرة
سفر أعمال الرسل 26-22.21a-18.15-14.8a.4-1:27
يا إِخوَتِي : لَمَّا تَقَرَّرَ أَنْ نُبْحِرَ إِلى إِيطَالِيَا، أُسْلِمَ بُولُسُ وأَسْرَى آخَرُونَ إِلى قَائِدِ مِئَة، ٱسْمُهُ يُوليُوس، مِنْ فِرْقَةِ أَغُسْطُس.
وَرَكِبْنَا سَفِينَةً مِنْ أَدْرَمِيتَ مُتَّجِهَةً إِلى شَوَاطِئِ آسِيَا، وأَقْلَعْنَا. وكَانَ يَصْحَبُنَا أَرِسْطَرْخُس، وهُوَ مَقْدُونِيٌّ مِنْ تَسَالُونِيكِي.
وفي ٱليَومِ ٱلتَّالي، نَزَلْنَا في صَيْدَا. وكَانَ يُولِيُوسُ يُعَامِلُ بُولُسَ مُعَامَلَةً إِنْسَانِيَّة، فأَذِنَ لَهُ أَنْ يَذْهَبَ إِلى أَصْدِقَائِهِ فيَحْظَى بِعِنَايَتِهِم.
وأَقْلَعْنَا مِنْ مينَاءِ صَيْدَا، وَسِرْنَا مِنْ خَلْفِ جَزيرَةِ قُبْرُسَ شَمَالاً، لأَنَّ ٱلرِّيَاحَ كَانَتْ مُخَالِفَةً لَنَا.
وَسِرْنَا بِجَهْدٍ جَهِيدٍ بِمُحَاذَاةِ كِرِيتَ جَنُوبًا، فَوَصَلْنَا إِلى مَكَانٍ يُدْعَى «ٱلمَوَانِئَ ٱلجَمِيلَة»، عَلى مَقْرُبَةٍ مِنْ مَدينَةِ لاسِيَّة.
وبَعْدَ وَقْتٍ قَليلٍ هَبَّتْ عَلى كِرِيتَ رِيحٌ عَاصِفَةٌ شَمَالِيَّةٌ شَرْقِيَّة، تُدْعَى أُورَاكْلِيُون.
فَٱنْدَفَعَتِ السَّفينَةُ لا تَقْوَى عَلى مُقَاوَمَةِ ٱلرِّيح. وتَرَكْنَاهَا تَسِيرُ بِنَا عَلى غَيْرِ هُدَى.
وفي ٱلغَدِ ٱشْتَدَّتْ عَلَيْنَا ٱلعَاصِفَة، فَأَخَذُوا يُلْقُونَ ٱلحُمُولَةَ في ٱلبَحْر.
وفي ٱليَوْمِ ٱلثَّالِث، رَمَى ٱلبَحَّارَةُ في ٱلبَحْرِ عِدَّةَ ٱلسَّفِينَة.
ولَمْ تَظْهَرِٱلشَّمْسُ ولا ٱلنُّجُومُ أَيَّامًا كَثِيرَة، وٱلعَاصِفَةُ لَمْ تَزَلْ على شِدَّتِها، حتَّى ٱنْقَطَعَ كُّلُ أَمَلٍ في ٱلنَّجَاة.
وبَعْدَ إِمْسَاكٍ طَويلٍ عَنِ ٱلطَّعَام، وقَفَ بُولُسُ في وَسَطِهِم وقَال: «أَيُّهَا ٱلرِّجَال، كَانَ يَنْبَغي أَنْ تُطِيعُونِي، فَلا نُقلِعَ مِن كِرِيت، ونَسْلَمَ مِنْ هذَا ٱلضَّرَرِ وهذِهِ ٱلخِسَارَة.
وٱلآنَ أَنَا أُنَاشِدُكُم أَنْ تَتَشَجَّعُوا، فَلَنْ تَكُونَ خِسَارَةُ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ مِنْكُم، بَلْ خِسَارَةُ ٱلسَّفينَةِ وَحْدَهَا.
فقَدْ وقَفَ بي في هذِهِ ٱللَّيْلَةِ مَلاكٌ مِنْ عِنْدِ ٱلله، ٱلَّذِي أَنَا لَهُ، وَإِيَّاهُ أَعْبد،
وقَالَ لي: لا تَخَفْ ، يَا بُولُس، يَنْبَغي لَكَ أَنْ تَقِفَ أَمَامَ قَيْصَر. وهَا هُوَ ٱللهُ قَدْ وَهَبَ لَكَ حَيَاةَ جَميعِ ٱلمُسَافِرِينَ مَعَكَ.
لِذَلِكَ تَشَجَّعُوا، أَيُّهَا ٱلرِّجَال، لأَنِّي أُؤْمِنُ بِٱلله، وسَتَجْرِي ٱلأُمُورُ كَمَا قِيلَ لِي.
إِنَّمَا عَلَيْنَا أَنْ نَجْنَحَ بِٱلسَّفينَةِ إِلى إِحْدَى ٱلجُزُر».
إنجيل القدّيس لوقا 59-54:12
قالَ الربُّ يَسوعُ لِلْجُمُوع: «مَتَى رَأَيْتُم سَحَابَةً تَطْلُعُ مِنَ المَغْرِب، تَقُولُونَ في الحَال: أَلمَطَرُ آتٍ! فَيَكُونُ كَذلِكَ.
وَعِنْدَمَا تَهُبُّ رِيحُ الجَنُوب، تَقُولُون: سَيَكُونُ الطَّقْسُ حَارًّا! ويَكُونُ كَذلِكَ.
أَيُّهَا المُرَاؤُون، تَعْرِفُونَ أَنْ تُمَيِّزُوا وَجْهَ الأَرْضِ وَالسَّمَاء، أَمَّا هذا الزَّمَانُ فَكَيْفَ لا تُمَيِّزُونَهُ؟
وَلِمَاذا لا تَحْكُمُونَ بِالحَقِّ مِنْ تِلْقَاءِ أَنْفُسِكُم؟
حِينَ تَذْهَبُ مَعَ خَصْمِكَ إِلى الحَاكِم، إِجْتَهِدْ في الطَّرِيقِ أَنْ تُنْهِيَ أَمْرَكَ مَعَهُ، لِئَلاَّ يَجُرَّكَ إِلى القَاضِي، وَيُسَلِّمَكَ القَاضِي إِلى السَّجَّان، وَالسَّجَّانُ يَطْرَحُكَ في السِّجْن.
أَقُولُ لَكَ: لَنْ تَخْرُجَ مِنْ هُنَاك، حَتَّى تُؤَدِّيَ آخِرَ فَلْس».
التعليق الكتابي :
القدّيس يوحنّا بولس الثاني (1920 – 2005)، بابا روما
الرسالة العامّة “نحو ألفيّةٍ جديد” (Novo Millenio Inuente)، الفقرة 33
علامات الأزمنة في زمننا الحاليّ
ما نلاحظه اليوم، في العالم، بالرغم من تطوّرات روح العالم والاكتفاء به، هو تطلّب منتشر للروحيّات غالبًا ما يعبّر عنه بحاجة متجدّدة للصلاة، أليس هذا إحدى “علامات الأزمنة”؟ إنّ الديانات الأخرى، وهي اليوم حاضرة في البلدان المسيحيّة العريقة في القدم، تقدّم أجوبة على هذه الحاجة وقد تقدّمها بأشكال جذّابة. فنحن، مَن نتمتّع بنعمة الإيمان بالربّ يسوع المسيح الذي يكشف لنا الآب ويخلّص العالم، من واجبنا أن نبيّن أي عمق تقودنا العلاقة به.
فالتقليد الصوفي في الكنيسة، شرقًا وغربًا، يعبّر عن الكثير في هذا الموضوع. إنّه يبيّن كيف أنّ الصلاة تتطوّر كحوار حبّ حقيقي يجعل الإنسان محمولاً تمامًا بالحبيب الإلهي، متأثّرًا بلمسة الرُّوح، وقد أسلم ذاته أخيرًا في قلب الآب. عندئذ يختبر اختبارًا حيًّا وعد الربّ يسوع المسيح: إنّ “الَّذي يُحِبُّني يُحِبُّه أَبي وأَنا أَيضاً أُحِبُّه فأُظهِرُ لَهُ نَفْسي” (يو14: 21)…
أجل، أيّها الإخوة والأخوات الأعزّاء، يجب أن تصبح جماعاتنا المسيحيّة “مدارس” صلاة حقيقيّة، حيث لا نعبّر عن لقائنا بالربّ يسوع المسيح بمطالب فحسب، بل بأفعال شكر ومديح وعبادة وتأمّل وإصغاء وحبّ حميم يصل إلى “جنون” القلب. المطلوب صلاة مكثّفة لا تحوّلنا مع ذلك عن التزامنا في التاريخ: عندما نفتح قلوبنا لحبّ الله، تفتحه الصلاة أيضًا لحبّ الإخوة وتجعلنا قادرين على بناء التاريخ بحسب قصد الله.