القراءات اليومية بحسب الطقس الماروني ” 12 سبتمبر – أيلول 2020 “
السبت الخامس عشر من زمن العنصرة
رسالة القدّيس يعقوب 12-1:3
يا إِخوَتِي : لا يَكُنِ المُعلِّمُونَ بَينَكُم كَثِيرِين، فأَنتُم تَعرِفُونَ أَنَّنَا نَحْنُ المُعَلِّمِينَ سَنَلقَى دَينُونَةً أَعظَم.
ومَا أَكْثَرَ مَا نَزِلُّ جَمِيعُنَا. مَنْ لا يَزِلُّ في الكَلامِ فَهُوَ رَجُلٌ كامِل، قادِرٌ أَيْضًا أَنْ يَلْجُمَ الجَسَدَ كُلَّهُ.
إِذَا جَعَلْنَا اللُّجُمَ في أَفْواهِ الخَيْل، لِكَي تَنْقَادَ لنَا، فإِنَّنَا نَقُودُ أَيْضًا جَسَدَهَا كُلَّهُ.
وها إِنَّ السُّفُن، مَهْمَا كانَتْ ضَخْمَة، والرِّيَاحُ الشَّدِيدَةُ تَدْفَعُهَا، فإِنَّ دَفَّةً صَغِيرَةً جِدًّا تَقُودُهَا إِلى حَيْثُ يَشَاءُ الرَّبَّان.
وكذلِكَ اللِّسَان، معَ أَنَّهُ عُضْوٌ صَغِير، فَهُوَ يُفَاخِرُ بأُمُورٍ عَظِيمَة. وها إِنَّ شَرَارَةً صَغِيرَةً تُحْرِقُ غَابَةً كَبِيرَة!
واللِّسَانُ أَيْضًا نَار، إِنَّهُ عَالَمُ الإِثْم. أَللِّسَانُ جُعِلَ بَيْنَ أَعْضَائِنَا، وهُوَ الَّذي يُلَوِّثُ الجَسَدَ كُلَّهُ، ويُلْهِبُ عَجَلَةَ الحيَاة، وتُلْهِبُهُ جَهَنَّم.
فَكُلُّ جِنْسٍ مِنَ الوُحوش، والطُّيُور، والزَّحَافَات، والحَيَوانَاتِ البَحرِيَّة، يُمْكِنُ إِخْضَاعُهُ، ولقَدْ أَخْضَعَهُ الْجِنْسُ البَشَرِيّ.
أَمَّا اللِّسَان، فلا يَسْتَطِيعُ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ أَنْ يُخْضِعَهُ. إِنَّهُ شَرٌّ لا يَنْضَبِطْ، مُمْتَلِئٌ سُمًّا مُمِيتًا.
بِهِ نُبَارِكُ الرَّبَّ الآب، وبِهِ نَلْعَنُ النَّاسَ الَّذِينَ صُنِعُوا على مِثَالِ الله.
منَ الفَمِ الوَاحِد تَخْرُجُ البرَكَةُ واللَّعْنَة. فلا يَنْبَغِي، يَا إِخْوَتي، أَنْ يَكُونَ الأَمْرُ هكذَا.
هَلْ يَفِيْضُ اليَنْبُوعُ بِالعَذْبِ والمُرِّ مِنْ مَجْرًى وَاحِد؟
وهَلْ يُمْكِن، يا إِخْوِتِي، أَنْ تُؤْتِيَ التِّينةُ زَيْتُونًا أَوِ الكَرمَةُ تِينًا؟ كذلِك اليَنْبُوعُ المَالِحُ لا يُمكِنُهُ أَنْ يُؤتِيَ ماءً عَذْبًا.
إنجيل القدّيس لوقا 8-1:18
قََالَ الرَبُّ يَسُوعُ لِتَلامِيذِهِ مَثَلاً في أَنَّهُ يَنْبَغي أَنْ يُصَلُّوا كُلَّ حِينٍ وَلا يَمَلُّوا،
قَال: «كانَ في إِحْدَى المُدُنِ قَاضٍ لا يَخَافُ اللهَ وَلا يَهَابُ النَّاس.
وَكانَ في تِلْكَ المَدِينَةِ أَرْمَلَةٌ تَأْتِي إِلَيْهِ قَائِلَة: أَنْصِفْني مِنْ خَصْمي!
وظَلَّ يَرْفُضُ طَلَبَها مُدَّةً مِنَ الزَّمَن، ولكِنْ بَعْدَ ذلِكَ قَالَ في نَفْسِهِ: حَتَّى ولَوكُنْتُ لا أَخَافُ اللهَ وَلا أَهَابُ النَّاس،
فَلأَنَّ هذِهِ الأَرْمَلةَ تُزْعِجُني سَأُنْصِفُها، لِئَلاَّ تَظَلَّ تَأْتِي إِلى غَيْرِ نِهَايةٍ فَتُوجِعَ رَأْسِي!».
ثُمَّ قالَ الرَّبّ: «إِسْمَعُوا مَا يَقُولُ قَاضِي الظُّلْم.
أَلا يُنْصِفُ اللهُ مُخْتَارِيهِ الصَّارِخِينَ إِلَيْهِ لَيْلَ نَهَار، ولو تَمَهَّلَ في الٱسْتِجَابَةِ لَهُم؟
أَقُولُ لَكُم: إِنَّهُ سَيُنْصِفُهُم سَرِيعًا. ولكِنْ مَتَى جَاءَ ٱبْنُ الإِنْسَان، أَتُراهُ يَجِدُ عَلَى الأَرْضِ إِيْمَانًا؟».
التعليق الكتابي :
القدّيس باسيليوس (نحو 330 – 379)، راهب وأسقف قيصريّة قبّدوقية، ملفان الكنيسة
العظة رقم 5
المُداوَمة على الصَّلاةِ
لا يجب أن تقتصر الصلاة على الطلبات بالكلام. فعلاً، إنّ الله لا يحتاج إلى خطابات. هو يعلم ما نحتاج إليه حتّى ولو لم نسأله ذلك. فما الذي يجب قوله إذاً؟ لا ترتكز الصلاة على قواعد، بل إنّها تشمل كلّ الحياة: “إِذا أَكَلتُم أَو شَرِبتُم أَو مَهما فَعَلتُم، فَافعَلوا كُلَّ شَيءٍ لِمَجدِ الله.” (1كور 10: 31) هل أنت جالسٌ على المائدة؟ صلّ: خذ خبزك واشكر الذي أنعم عليك به، تذكّر الذي منحك الهبة وأنت تشرب الخمر، كي يبهج قلبك ويشفي مصائبك. حين تنتهي من الطعام لا تنسى ذكر المحسن إليك. حين تلبس رداءك أشكر الذي أعطاك إيّاه، وحين تضع معطفك عليك اشهد على حنان الله الذي جعل لنا لباساً مناسباً للشتاء والصيف، ولحماية حياتنا.
حين ينتهي النهار أشكر الذي أعطاك الشمس للعمل في النهار والنار للإنارة في الليل وكلّ ما تحتاج إليه. فالليل يزوّدك بأفعال النعمة، حين تنظر إلى السماء وتراقب جمال النجوم صلِّ لسيّد الكون الذي خلق كلّ شيء بحكمة. حين ترى كلّ الطبيعة راقدة، اعبد أيضاً الذي يشفي أتعابك بالنوم ويعيد لنا قوّتنا بالقليل من الراحة.
هكذا صلّ ولا تملّ، إذا كانت صلاتك لا تقتصر على صيغة بل تبقى متمسّكاً بالله على مدى وجودك هكذا لا تنقطع عن الصلاة كلّ حياتك.