stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

القراءات اليومية بحسب الطقس الماروني ” 5 أكتوبر – تشرين الأول 2020 “

311views

الاثنين من الأسبوع الثالث بعد عيد الصليب

رؤيا القدّيس يوحنّا 17-9:7

يا إِخوَتِي، رَأَيْتُ فَإِذَا جَمْعٌ غَفِير، مَا كَانَ أَحَدٌ يَسْتَطِيعُ أَنْ يُحْصِيَهُ، مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ وقَبِيلَةٍ وشَعْبٍ وَلِسَان، واقِفُونَ أَمامَ ٱلعَرْشِ وأَمَامَ ٱلحَمَل، مُوَشَّحُونَ بِٱلحُلَلِ ٱلبَيْضاء، وَبِأَيْدِيهم سَعَفُ ٱلنَّخْل،
وهُمْ يَهْتِفُونَ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ قائِلِين: «أَلخَلاصُ لإِلهِنَا ٱلجَالِسِ عَلَى ٱلعَرْشِ وَلِلْحَمَل!».
وكانَ جَمِيعُ ٱلمَلائِكَةِ واقِفِينَ حَوْلَ ٱلعَرْشِ وٱلشُّيُوخِ وٱلأَحْياءِ ٱلأَرْبَعَة، فَسَقَطُوا عَلى وُجُوهِهِمْ أَمَام ٱلعَرْشِ وَسَجَدُوا للهِ
قَائِلِين: «آمِين! أَلبَرَكَةُ وٱلمَجْدُ وٱلحِكْمَةُ وٱلشُّكْرُ وٱلكَرامَةُ وٱلقُوَّةُ وٱلقُدْرَةُ لإِلهِنا إِلى أَبَدِ الآبِدِين. آمين».
فأَجابَ وَاحِدٌ مِنَ ٱلشُّيوخِ وقَالَ لي: «هؤُلاءِ ٱلمُوَشَّحُونَ بِٱلحُلَلِ ٱلبَيْضاء، مَنْ هُمْ؟ ومِنْ أَيْنَ أَتَوا؟».
فقُلْتُ لَهُ: «سَيِّدي، أَنْتَ تَعْلَم!». فَقَالَ لي: «هؤُلاءِ هُمُ ٱلآتُونَ مِنَ ٱلضِّيقِ ٱلشَّدِيد، وقَدْ غَسَلُوا حُلَلَهُمْ وبَيَّضُوها بِدَمِ ٱلحَمَل!
لِذلِكَ هُمْ أَمَامَ عَرْشِ ٱلله، يَعْبُدُونَهُ في هَيْكَلِهِ نَهَارًا ولَيْلاً، وٱلْجَالِسُ عَلَى ٱلعَرْشِ سَيُظَلِّلُهُمْ بِخَيْمَتِهِ،
فلا يَجُوعُونَ بَعْدُ، ولا يَعْطَشُونَ بَعْدُ، ولا تَلْفَحُهُمُ ٱلشَّمْسُ ولا شَيْءٌ مِنَ ٱلحَرّ،
لأَنَّ ٱلحَمَلَ ٱلَّذي في وَسَطِ ٱلعَرْشِ سَيَرْعَاهُم، ويُورِدُهُمْ إِلى يَنَابِيعِ مِيَاهِ ٱلْحَيَاة، وسَيَمْسَحُ ٱللهُ كُلَّ دَمْعَةٍ مِنْ عُيُونِهِم».

إنجيل القدّيس متّى 44-32:24

قالَ الربُّ يَسوع: «مِنَ التِّينَةِ تَعلَّمُوا المَثَل: فَحِين تَلِينُ أَغْصَانُهَا، وتَنبُتُ أَوْرَاقُهَا، تَعْلَمُونَ أَنَّ الصَّيفَ قَرِيْب.
هكَذَا أَنْتُم أَيْضًا، مَتَى رَأَيْتُم هذَا كُلَّهُ، فَٱعْلَمُوا أَنَّ ٱبْنَ الإِنْسَانِ قَرِيب، عَلى الأَبْوَاب.
أَلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: لَنْ يَزُولَ هذَا الجِيلُ حَتَّى يَحْدُثَ هذَا كُلُّهُ.
أَلسَّمَاءُ والأَرْضُ تَزُولان، وكَلامِي لَنْ يَزُول.
أَمَّا ذلِكَ اليَوْمُ وتِلْكَ السَّاعَةُ فلا يَعْرِفُهُمَا أَحَد، ولا مَلائِكَةُ السَّمَاوَات، إِلاَّ الآبُ وَحْدَهُ.
وكَمَا كَانَتْ أَيَّامُ نُوح، كَذلِكَ يَكُونُ مَجِيءُ ٱبْنِ الإِنْسَان:
فَكَمَا كَانَ النَّاس، في الأَيَّامِ الَّتي سَبَقَتِ الطُّوفَان، يَأْكُلُونَ ويَشْرَبُون، يَتَزَوَّجُونَ ويُزَوِّجُون، إِلى يَوْمَ دَخَلَ نُوحٌ السَّفِينَة،
ومَا عَلِمُوا بِشَيءٍ حَتَّى جَاءَ الطُّوفَان، وجَرَفَهُم أَجْمَعِين، كَذلِكَ يَكُونُ مَجِيءُ ٱبْنِ الإِنْسَان.
حِينَئِذٍ يَكُونُ ٱثْنَانِ في الحَقل؛ يُؤْخَذُ الوَاحِدُ ويُتْرَكُ الآخَر.
وٱمْرَأَتَانِ تَطْحَنَانِ عَلى الرَّحَى؛ تُؤْخَذُ الوَاحِدَةُ وتُتْرَكُ الأُخْرَى.
إِسْهَرُوا إِذًا، لأَنَّكُم لا تَعْلَمُونَ في أَيِّ يَوْمٍ يَجِيءُ رَبُّكُم.
وٱعْلَمُوا هذَا: لَو عَرَفَ رَبُّ البَيْتِ في أَيِّ سَاعَةٍ مِنَ اللَّيلِ يَأْتِي السَّارِق، لَسَهِرَ ولَمْ يَدَعْ بَيتَهُ يُنْقَب.
لِذلِكَ كُونُوا أَنْتُم أَيْضًا مُسْتَعِدِّين، لأَنَّ ٱبْنَ الإِنْسَانِ يَجِيءُ في سَاعَةٍ لا تَخَالُونَهَا.

التعليق الكتابي :

القدّيس بِرنَردُس (1091 – 1153)، راهب سِستِرسيانيّ وملفان الكنيسة
العظتان4و5 عن زمن المجيء

« لأَنَّ ٱبْنَ الإِنْسَانِ يَجِيءُ في سَاعَةٍ لا تَخَالُونَهَا »

أيها الإخوة، إنّه لحقّ أن نحتفل بمجيء الربّ بأكبر قدر ممكن من التقوى، لأنّ مواساته تشعرنا بالبهجة وحبّه يشتعل فينا إلى أقصى الحدود. لكن لا تفكّروا في مجيئه الأوّل فقط، حين جاء “ابْنَ الإِنسانِ لِيَبحَثَ عن الهالِكِ فيُخَلِّصَه” (لو 19: 10)؛ فكّروا أيضًا في هذا المجيء الآخر، حين سيأتي ليأخذنا معه. أريد أن أراكم منشغلين باستمرار بالتأمّل في هذين المجيئين…، مقيمين “بَينَ الحَظائِر كالحَمائِم بأجنِحَتِها المَطْليَّةِ بالفِضَّةِ وريشِها المُوَشَّحِ بِنَضيرِ الذَّهَبِ” (مز 68[67]: 14)، لأنّ الأجنحة هي كذراعيّ العريس اللذين ارتاحت بينهما العروس في نشيد الأناشيد: “شِمالُه تَحتَ رَأسي ويَمينه تُعانِقُني” (نش 2: 6).

لكن هنالك مجيء ثالث بين المجيئين اللذين ذكرتهما، وأولئك الذين يعرفونه يستطيعون الارتياح فيه لسعادتهم الكبرى. المجيئان الآخران ظاهران، خلافًا لهذا المجيء. في المجيء الأوّل، الربّ “رُئيَ على الأَرض وعاشَ بَينَ البَشَر” (با 3: 38) … في المجيء الأخير، “كُلُّ بَشَرٍ يَرى خَلاصَ الله” (لو 3: 6). المجيء المتوسّط يبقى سريًّا؛ إنّه المجيء حيث المختارون وحدهم يرون المخلِّص في داخلهم وحيث تكون نفوسهم مخلَّصة.

في مجيئه الأوّل، جاء الرّب يسوع المسيح بجسدنا وبضعفنا؛ في مجيئه المتوسّط، جاء بالرُّوح وبالقوّة؛ في مجيئه الأخير، سيأتي بمجده وبجلاله. لكن بقوّة الفضائل يمكن بلوغ المجد، كما كُتب: “رَبُّ القواتِ هو مَلِكُ المَجْد” (مز 24[23]: 10). وفي السفر نفسه: “كذلِكَ في القُدسِ شاهَدتُكَ لِأَرى عِزَّتَكَ ومَجدَكَ” (مز 63[62]: 3). إذًا، فإنّ المجيء الثاني هو كالدرب الذي يوصل من المجيء الأوّل إلى المجيء الأخير. في المجيء الأوّل، كان الرّب يسوع المسيح فداءنا؛ في المجيء الأخير، سيبدو كحياتنا؛ في مجيئه المتوسّط، هو راحتنا ومواساتنا.