القراءات اليومية بحسب الطقس الماروني ” 9 نوفمبر – تشرين الأول 2020 “
الإثنين من أسبوع تجديد البيعة
الرسالة إلى العبرانيّين 6-1:8
يا إِخوَتِي، ذُرْوَةُ الكَلامِ في هذَا المَوْضُوع، هُوَ أَنَّ لَنا عَظِيمَ أَحْبَارٍ مِثْلَ هذَا، قَد جَلَسَ عَنْ يَمِينِ عَرْشِ الجَلالَةِ في السَّمَاوَات.
وصارَ خَادِمًا للأَقْدَاسِ والمَسْكِنِ الحَقِيقِيّ، الَّذي نَصَبَهُ الرَّبُّ لا الإِنْسَان.
فإِنَّ كُلَّ عَظِيمِ أَحْبَارٍ يُقَامُ لِيُقَرِّبَ تَقَادِمَ وذَبَائِح. لِذلِكَ فَمِنَ الضَّرُورِيِّ أَنْ يَكُونَ لِعَظِيمِ أَحْبَارِنَا، هُوَ أَيْضًا، شَيءٌ يُقَرِّبُهُ.
فَلَو كَانَ عَظِيمُ أَحْبَارِنَا على هذِهِ الأَرْض، لَمَا كَانَ حَتَّى كاهِنًا، لأَنَّ هُنَاكَ كَهَنَةً يُقَرِّبُونَ التَّقَادِمَ وَفْقًا لِلشَّرِيعَة.
وهؤُلاءِ إِنَّمَا يَخْدُمُونَ صُورَةً وظِلاًّ لِمَا في السَّمَاوَات، كَمَا أُوحِيَ إِلى مُوسَى، حينَ هَمَّ أَنْ يُنْشِئَ المَسْكِن، فقِيلَ لَهُ: « أُنْظُر، وٱصْنَعْ كُلَّ شَيءٍ على الْمِثَالِ الَّذي أَنَا أُرِيكَ إِيَّاهُ في الجَبَل».
أَمَّا الآن، فإِنَّ عَظِيمَ أَحْبَارِنَا قَد حَصَلَ على خِدْمَةٍ أَسْمَى، بِمِقْدَارِ مَا هُو وَسِيطٌ لِعَهْدٍ أَفْضَل، مُؤَسَّسٍ على وُعُودٍ أَفْضَل.
إنجيل القدّيس يوحنّا 6-1:10
قالَ الرَبُّ يَسوع: «أَلحَقَّ ٱلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: مَنْ لا يَدْخُلُ حَظيرَةَ الخِرَافِ مِنْ بَابِهَا، بَلْ يَتَسَلَّقُ مِنْ مَوْضِعٍ آخَر، فَهُوَ لِصٌّ وسَارِق.
أَمَّا مَنْ يَدْخُلُ مِنَ البَابِ فَهُوَ رَاعِي الخِرَاف.
لَهُ يَفْتَحُ البَوَّاب، وَالخِرَافُ تَسْمَعُ صَوْتَهُ، فَيَدْعُو خِرَافَهُ بِأَسْمَائِهَا ويُخْرِجُهَا.
وعِنْدَمَا يُخْرِجُ كُلَّ خِرَافِهِ، يَسيرُ قُدَّامَهَا، والخِرَافُ تَتْبَعُهُ، لأَنَّهَا تَعْرِفُ صَوْتَهُ.
أَمَّا الغَرِيبُ فَلَنْ تَتْبَعَهُ بَلْ تَهْرُبُ مِنْهُ، لأَنَّهَا لا تَعْرِفُ صَوْتَ الغُرَبَاء».
قَالَ لَهُم يَسُوعُ هذَا المَثَل، فَلَمْ يَفْهَمُوا مَا كَانَ يُكَلِّمُهُم بِهِ.
التعليق الكتابي :
الطوباويّ يوحنّا هنري نِيومَن (1801 – 1890)، كاهن ومؤسّس جماعة دينيّة ولاهوتيّ
عظات أبرشيّة بسيطة (Parochial and Plain Sermons)، الجزء الثامن، عظة بعنوان: راعي النّفوس
« يسير قُدَّامَها وهي تَتبَعُه »
“ورأَى الجُموعَ فأَخذَته الشَّفَقَةُ علَيهم، لأَنَّهم كانوا تَعِبينَ رازِحين، كَغَنَمٍ لا راعيَ لها” (مت 9: 36). تبدّدت الخراف لأنّه لم يكن هناك راعٍ… هكذا كانت الحال في العالم كلّه عندما جاء الرّب يسوع المسيح برحمته اللامتناهية “لِيَجمَعَ شَمْلَ أَبناءِ اللهِ المُشَتَّتين” (يو 11: 52). وإن تُرِكوا من جديد للحظة بدون قائد، عندما حارب الرّاعي الصالح العدوّ وبذل حياته من أجل خرافه – حسب النبوءة: “اِضرِب الراعِيَ فتَتَبَدَّدَ الخِراف” (زك 13: 7) – غير إنّه ما لبث أن قام من بين الأموات ليحيا إلى الأبد، حسبما جاء في هذه النبوءة الأخرى: “الَّذي فَرَّقَ إِسْرائيلَ يَجمَعُه ويَحفَظُه كما يَحفَظُ الرَّاعي قَطيعَه” (إر 31: 10).
كما يقوله هو ذاته في المثل الّذي يعرضه لنا، “يَدعو خِرافَه كُلَّ واحدٍ مِنها بِاسمِه ويُخرِجُها، فإِذا أَخرَجَ خِرافَه جَميعاً سارَ قُدَّامَها وهي تَتبَعُه لأَنَّها تَعرِفُ صَوتَه” (يو 10: 3-4). هكذا، يوم قيامة الرّب من بين الأموات، عندما كانت مريم تبكي، دعاها باسمها (راجع يو 20: 16)، فاستدارت وعرفت بالسمع ذاك الّذي لم تعرفه بالنظر. وأيضًا قال لسمعان بطرس: “يا سمعان بن يونا، أتحبّني؟”، وأضاف: “اتبعني” (يو 21: 15 و19). وكذلك أيضًا، هو وملاكه قالا للنسوة: “ها هُوذا يَتَقَدَّمُكم إِلى الجَليل”؛ “اِذْهَبا فبَلِّغا إِخوَتي أَن يَمضوا إِلى الجَليل، فهُناكَ يَرَونَني” (مت 28: 7 و10). ومنذ ذلك الوقت، الرّاعي الصالح الّذي أخذ مكان خرافه والّذي مات من أجلها لتستطيع أن تحيا إلى الأبد، يتقدّمها وهي “تتبع الحمل أينما ذهب” (رؤ 14: 4).