القراءات اليومية بحسب الطقس الماروني ” 11 نوفمبر – تشرين الثاني 2020 “
الأربعاء من أسبوع تجديد البيعة
مار ميناس ورفاقه الشهداء (301)
مار مرتينوس المعترف
الرسالة إلى العبرانيّين 23-15:9
يا إِخوَتِي، أَلمسيحُ هُوَ الوَسِيطُ لِعَهْدٍ جَدِيد، وقَدْ صَارَ مَوتُهُ فِدَاءً لِتَعَدِّيَاتِ العَهْدِ الأَوَّل، حَتَّى يَنَالَ بِهِ المَدْعُوُّونَ وَعْدَ الْمِيْرَاثِ الأَبَدِيّ.
وحَيْثُ تَكُونُ وَصِيَّة، لا بُدَّ مِن إِثْبَاتِ مَوْتِ المُوصِي؛
فَالوَصِيَّةُ تُثَبَّتُ بِمَوتِ المُوصِي، لأَنَّهَا لا قُوَّةَ لَهَا البَتَّةَ مَا دَامَ المُوصِي حَيًّا.
لِذلِكَ فَالعَهْدُ الأَوَّلُ نَفْسُهُ لَمْ يُدَشَّنْ بِغَيْرِ دَم.
فبَعْدَ أَنْ تَلا مُوسَى على جَمِيعِ الشَّعْبِ كُلَّ الوَصَايَا، كَمَا هيَ في الشَّرِيعَة، أَخَذَ دمَ العُجُول، مَعَ مَاءٍ وصُوفٍ قِرْمِزِيّ، وزُوفَى، فَرَشَّ على الكِتَابِ نَفْسِهِ وعلى الشَّعْبِ كُلِّهِ
قَائِلاً: «هذَا هُوَ دَمُ العَهْدِ الَّذي أَوْصَاكُمُ اللهُ بِهِ!».
وكَذلِكَ رَشَّ الدَّمَ عَلى المَسْكِن، وعلى كُلِّ آنِيَةِ الخِدْمَة.
فَإِنَّ الشَّرِيعَةَ تَقْضِي بِأَنْ يُطَهَّرَ كُلُّ شَيءٍ تَقْرِيبًا بِالدَّم، ولا مَغْفِرَةَ بِدُونِ إِرَاقَةِ دَم.
فإِذَا كانَ مِنَ الضَّرُورِيِّ تَطْهِيرُ مَا هُوَ صُورَةٌ لِلأُمُورِ السَّمَاويَّةِ بِتِلْكَ الذَّبائِح، فَالأُمُورُ السَّماوِيَّةُ عَيْنُهَا تُطَهَّرُ بِذَبَائِحَ أَفْضَل.
إنجيل القدّيس يوحنّا 16-11:10
قالَ الرَبُّ يَسوع: «أَنَا هُوَ الرَّاعِي الصَّالِح. والرَّاعِي الصَّالِحُ يَبْذُلُ نَفْسَهُ عَنِ الخِرَاف.
أَمَّا الأَجِير، وهُوَ لَيْسَ بِرَاعٍ، ولَيْسَتِ الخِرَافُ لَهُ، فَيَرَى الذِّئْبَ مُقْبِلاً، ويَتْرُكُ الخِرَافَ ويَهْرُب، فيَخْطَفُهَا الذِّئْبُ ويُبَدِّدُهَا؛
لأَنَّ الأَجِيرَ أَجِير، ولا يُبَالِي بِٱلخِرَاف.
أَنَا هُوَ الرَّاعِي الصَّالِح. أَعْرِفُ خِرَافِي وخَرِافِي تَعْرِفُنِي،
كَمَا أَنَّ الآبَ يَعْرِفُنِي وأَنَا أَعْرِفُ الآب، وأَبْذُلُ نَفْسِي عَنِ الخِرَاف.
ولِي خِرَافٌ أُخْرَى لَيْسَتْ مِنْ هذِهِ الحَظِيرَة، عَلَيَّ أَنْ آتِيَ بِهَا هِيَ أَيْضًا. وَسَتَسْمَعُ صَوتِي، فَتَكُونُ رَعِيَّةٌ وَاحِدَةٌ ورَاعٍ وَاحِد.
التعليق الكتابي :
باسيليوس السلوقيّ (؟ – حوالي 468)، أسقف
العظة رقم 26 عن الراعي الصالح
« أَنا الرَّاعي الصَّالِح والرَّاعي الصَّالِحُ يَبذِلُ نَفْسَه في سَبيلِ الخِراف »
“أَنا الرَّاعي الصَّالِح والرَّاعي الصَّالِحُ يَبذِلُ نَفْسَه في سَبيلِ الخِراف”. لقد شاهد بيلاطس هذا الرَّاعي، وشاهده اليهود يُساق إلى الصليب فداءً عن قطيعه، كما أعلن ذلك الأنبياء بوضوحٍ قبل الآلام والصلب: “كحَمَلٍ سيقَ إِلى الذَّبْحِ كنَعجَةٍ صامِتَةٍ أَمامَ الَّذينَ يَجُزُّونَها ولم يَفتَحْ فاهُ” (إش 53: 7).
لم يرفض الموت، ولم يهرب من الحكم ولم يدفع مَن كان يصلبه. لم يخضع للصلب، بل سعى إليه من أجل خرافه: ” إِنَّ الآبَ يُحِبُّني لِأَنِّي أَبذِلُ نَفْسي لأَنالَها ثانِيَةً. ما مِن أَحَدٍ يَنتزِعُها مِنَّي بل إنّني أَبذِلُها بِرِضايَ. فَلي أَن أَبذِلَها ولي أَن أَنالَها ثانِيَةً”(يو 10: 17 + 18). لقد غلب الصلب بصليبه والموت بموته. من قبره، فتح القبور الأخرى، وهزّ الجحيم وحطّم أقفاله. بقيت القبور موصدة والسجون مقفلة حتّى نزل الراعي إلى الموت وأعلن تحرير تلك الخراف التي غلبها النوم. رأيناه في الجحيم يعطي الأمر بالخروج منه. ورأيناه ههنا يجدّد الدعوة إلى الحياة.
“أَنا الرَّاعي الصَّالِح والرَّاعي الصَّالِحُ يَبذِلُ نَفْسَه في سَبيلِ الخِراف”: فإنّه بذلك يفتّش عن محبّة خرافه، ومَن يحبّ الرّب يسوع المسيح يعرف كيف يسمع صوته.