stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

القراءات اليومية بحسب الطقس الماروني ” 12 نوفمبر – تشرين الثاني 2020 “

365views

الخميس من أسبوع تجديد البيعة

الرسالة إلى العبرانيّين 28-24:9

يا إِخوَتِي، الْمَسِيحُ لَمْ يَدْخُلْ إِلى قُدْسِ أَقْدَاسٍ مَصْنُوعٍ بِالأَيْدِي، هُوَ رَمزٌ إِلى القُدْسِ الحَقِيقِيّ، بَلْ دَخَلَ إِلى السَّماءِ عَيْنِهَا، لِيَظْهَرَ الآنَ أَمَامَ وَجْهِ اللهِ مِنْ أَجْلِنَا.
ولَمْ يَدخُلْ لِيُقَرِّبَ نَفْسَهُ مِرَارًا، كَمَا يَدْخُلُ عَظِيمُ الأَحْبَارِ إِلى قُدْسِ الأَقْدَاسِ كُلَّ سَنَة، بِدَمٍ غَيْرِ دَمِهِ،
وإِلاَّ لَكَانَ عَلَيْهِ أَنْ يَتَأَلَّمَ مِرَارًا مُنْذُ إِنْشَاءِ العَالَم. لكِنَّهُ ظَهَرَ الآنَ مَرَّةً واحِدَة، في مُنْتَهَى الدُّهُور، لِيُبْطِلَ الخَطِيئَةَ بِذَبِيحَةِ نَفْسِهِ.
وكَمَا هُوَ مَحْتُومٌ على النَّاسِ أَنْ يَمُوتُوا مَرَّةً واحِدَة، وبَعْدَ ذلِكَ تَكُونُ الدَّيْنُونَة،
كَذلِكَ المَسِيحُ قَرَّبَ نَفْسَهُ مَرَّةً واحِدَة، لِيَحْمِلَ خَطايَا الكَثِيرِين؛ وَسَيَظْهَرُ ثَانِيَةً، بِمَعْزِلٍ عَنِ الخَطِيئَة، لِيُخَلِّصَ الَّذِينَ يَنْتَظِرُونَهُ.

إنجيل القدّيس يوحنّا 21-17:10

قالَ الرَبُّ يَسوع: «أَلآبُ يُحِبُّنِي لأَنِّي أَبْذُلُ نَفْسِي، لِكَيْ أَعُودَ فَأَسْتَرجِعَهَا.
لا أَحَدَ يَنْتَزِعُهَا مِنِّي، بَلْ أَنَا أَبْذُلُهَا مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِي. لِي سُلْطَانٌ أَنْ أَبْذُلَهَا، ولِي سُلْطَانٌ أَنْ أَعُودَ فَأَسْتَرْجِعَهَا. هذِهِ الوَصِيَّةُ قَبِلْتُهَا مِنْ أَبِي».
فَحَدَثَ مِنْ جَدِيدٍ شِقَاقٌ بِينَ اليَهُودِ بِسَبَبِ هذَا الكَلام.
وكَانَ كَثِيرُونَ مِنْهُم يَقُولُون: «بِهِ شَيْطَان، وهُوَ يَهْذِي. فَلِمَاذَا تَسْمَعُونَ لَهُ؟».
وآخَرُونَ يَقُولُون: «هذِهِ الأَقْوَالُ لَيْسَتْ أَقْوَالَ مَنْ بِهِ شَيْطَان! هَلْ يَقْدِرُ شَيْطَانٌ أَنْ يَفْتَحَ عُيُونَ العُمْيَان؟».

التعليق الكتابي :

القدّيس أوغسطينُس (354 – 430)، أسقف هيبّونا (إفريقيا الشماليّة) وملفان الكنيسة
العظة 47

« ما مِن أَحَدٍ يَنتزِعُها مِنَّي بل إنّني أَبذِلُها بِرِضايَ. فَلي أَن أَبذِلَها ولي أَن أَنالَها ثانِيَةً »

” أَبذِلُ نَفْسي”… لاحظوا قوّة هذه العبارة. فليَكُفّ اليهود عن تمجيد أنفسهم. قد يصُبّون غضبَهم عليّ، لكن إن لم أوافق على التضحية بحياتي، إلى ماذا يمكن أن تؤدّي جهودُ غضبِهم؟ فإنّ محبّة الآب للابن ليست ثمن الموت الذي سيواجهُه، لكنّه يحبُّه لأنّه يجدُ فيه طبيعتَه نفسَها. في حين أنّه بموجبِ هذا الحبِّ نفسِه، رَضِيَ الابن ببذل ذاته من أجلِنا.

هذه الكلمات هي الدليل القاطع على أنّ موتَ الابن لم يكن نتيجةَ أيِّ خطيئة شخصيّة، بل جاء لأنّه أرادَ ذلك، حين أرادَ ذلك وبالطريقة التي أرادَها: “ما مِن أَحَدٍ يَنتزِعُها مِنَّي بل إنّني أَبذِلُها بِرِضايَ. فَلي أَن أَبذِلَها ولي أَن أَنالَها ثانِيَةً”.

إذًا، بأيِّ معنى يقولُ ربُّنا أنّه يملكُ القدرة على التضحية بروحِه أو بحياتِه؟ |إنّ الرّب يسوع المسيح هو في الوقتِ نفسِه “الكلمة” والإنسان، أي “الكلمة” والرُّوح والجسد؛ إذًا، هل ضحّى بروحِهِ أو بحياتِه واسترَدَّها بصفتِهِ الكلمة؟ أو بصفتِهِ روحًا بشريّة، فَضَحَّت الرُّوح بنفسِها واسترَدَّتها؟ أو بصفتِهِ جسدًا، فضحّى الجسد بروحِهِ واسترَدَّها؟ إن قلنا أنّ “كلمة الله” ضحّى بروحِهِ واسترَدَّها، هذا يعني أنّ تلك الروح بقِيَتْ مُنفصلة عن “كلمة الله”، لأنّ الموتَ يفصلُ الرُّوح عن الجسد. لكن لا، لم تُفصَل الرُّوح أبدًا عن “الكلمة”. إن قلنا العكس، أي أنّ الرُّوح ضحَّت بنفسِها، يكون هذا كلامًا غير منطقي. فإن كانت لا تستطيعُ الانفصال عن “الكلمة”، كيف يمكنها أن تنفصلَ عن نفسِها؟ إذًا، الجسد هو الذي ضحّى بالرُّوح ليسترِدَّها لاحقًا، لكن ليس بقدرتِه، بل بقدرة “الكلمة” الذي كان يسكنُ فيها.