القراءات اليومية بحسب الطقس الماروني ” 21 نوفمبر – تشرين الثاني 2020 “
عيد دخول سيّدتنا مريم العذراء إلى الهيكل
الرسالة إلى العبرانيّين 6-1:3.18-14:2
يا إخوتي، بِمَا أَنَّ الأَبْنَاءَ شُرَكَاءُ في اللَّحْمِ والدَّم، صَارَ هُوَ أَيْضًا شَرِيكًا فِيهِمَا، لِيُبْطِلَ بِالمَوتِ مَنْ لَهُ سُلْطَانُ المَوت، أَي إِبْلِيس،
ويُعْتِقَ جَمِيعَ الَّذِينَ كانُوا مَدَى الحَياةِ خَاضِعِينَ لِلعُبُودِيَّةِ خَوْفًا مِنَ المَوْت.
فَمِنَ المُؤَكَّدِ أَنَّهُ لَمْ يَأْخُذْ على عَاتِقِهِ ٱلمَلائِكَة، بَلْ نَسْلَ إِبْرَاهيم.
ومِن ثَمَّ كَانَ عَلَيهِ أَنْ يتَشَبَّهَ بإِخْوَتِهِ في كُلِّ شَيء، لِيَصِيرَ عَظيمَ أَحْبَارٍ رَحِيمًا وأَمِينًا في مَا هُوَ لله، حَتَّى يُكَفِّرَ خَطايَا الشَّعْب.
وبِمَا أَنَّهُ هُوَ نَفْسُهُ قَدْ ٱبْتُلِيَ بِالآلام، فَهُوَ قَادِرٌ عَلى إِغَاثَةِ المُبْتَلَيْن.
والآن، أَيُّهَا الإِخْوَةُ القِدِّيسُون، ٱلْمُشْتَرِكُونَ في الدَّعْوَةِ السَّماوِيَّة، تَأَمَّلُوا رَسُولَ وعَظِيمَ أَحْبَارِ ٱعْتِرَافِنَا، يَسُوع،
وهُوَ مُؤتَمَنٌ لِمَنْ أَقَامَهُ، كَمَا كَانَ مُوسَى مُؤْتَمَنًا على بَيْتِ اللهِ كُلِّهِ.
فَإِنَّهُ قَدْ صَارَ أَهْلاً لِمَجْدٍ يَفُوقُ مَجْدَ مُوسى، بِمِقْدَارِ مَا لِبَانِي البَيْتِ مِنْ كَرَامَةٍ تَفُوقُ كَرَامَةَ البَيْت.
فَلِكُلِّ بَيْتٍ إِنْسَانٌ يَبْنِيه، وبَانِي الكُلِّ هُوَ الله.
وكانَ مُوسَى مُؤْتَمَنًا عَلى بَيْتِ اللهِ كُلِّهِ بِصِفَتِهِ خَادِمًا، لِيَشْهَدَ لِمَا سَوفَ يُقَال؛
أَمَّا المَسِيحُ فَكَالٱبْنِ على بَيتِهِ، وبَيتُهُ هُوَ نَحْنُ، إِنْ تَمَسَّكْنَا بِثِقَةِ الرَّجَاءِ وفَخْرِهِ.
إنجيل القدّيس لوقا 32-27:11
فيمَا يَسوعُ يَتَكَلَّم بِهذَا، رَفَعَتِ ٱمْرَأَةٌ مِنَ الجَمْعِ صَوْتَها، وَقَالَتْ لَهُ: «طُوبَى لِلْبَطْنِ الَّذي حَمَلَكَ، وَلِلثَّدْيَينِ اللَّذَينِ رَضِعْتَهُمَا».
أَمَّا يَسُوعُ فَقَال: «بَلِ ٱلطُّوبَى لِلَّذينَ يَسْمَعُونَ كَلِمَةَ اللهِ وَيَحْفَظُونَها!».
وفيمَا كانَ الجُمُوعُ مُحْتَشِدِين، بَدَأَ يَسُوعُ يَقُول: «إِنَّ هذَا الجِيلَ جِيلٌ شِرِّير. إِنَّهُ يَطْلُبُ آيَة، وَلَنْ يُعْطَى آيَةً إِلاَّ آيَةَ يُونَان.
فكَمَا كَانَ يُونانُ آيَةً لأَهْلِ نِينَوى، كَذلِكَ سَيَكُونُ ٱبْنُ الإِنْسَانِ لِهذَا ٱلجِيل.
مَلِكَةُ الجَنُوبِ سَتَقُومُ في الدَّيْنُونَةِ مَعَ رِجَالِ هذا الجِيلِ وَتَدِينُهُم، لأَنَّها جَاءَتْ مِنْ أَقَاصِي الأَرْضِ لِتَسْمَعَ حِكْمَةَ سُلَيْمَان، وَهَا هُنَا أَعْظَمُ مِنْ سُلَيْمَان.
رِجَالُ نِينَوى سَيَقُومُونَ في الدَّيْنُونَةِ مَعَ هذا الجِيلِ وَيَدِينُونَهُ، لأَنَّهُم تَابُوا بِإِنْذَارِ يُونَان، وَهَا هُنَا أَعْظَمُ مِنْ يُونَان.
التعليق الكتابي :
القدّيس بيدُس المُكرَّم (نحو 673 – 735)، راهب وملفان الكنيسة
عظة عن إنجيل القدّيس لوقا
« طوبى لِمَن يَسمَعُ كَلِمَةَ اللهِ ويَحفَظُها ! » (لو 11: 28)
“طوبى لِلبَطنِ الَّذي حَمَلَكَ، ولِلثَّدْيَيْنِ اللَّذَينِ رَضِعتَهما!” (لو 11: 27). كبير هو التفاني، كبير هو الإيمان الظاهر في عبارة هذه المرأة في الإنجيل. ففيما يقوم الكتبة والفريسيّون باختبار الربّ والتجديف عليه، اعترفت هذه المرأة أمام الجميع بتجسّده بأمانة كبيرة، وجاهرت به بثقة عجيبة حتّى إنّها كذّبت افتراء معاصريها والإيمان الخاطئ للهراطقة المقبلين. لقد أهان معاصرو الرّب يسوع أعمال الرُّوح القدس ونفوا أنّ يسوع هو فعلاً ابن الله، ومساوٍ للآب في الجوهر. في مرحلة لاحقة، نفى أشخاص أيضًا أنّ مريم التي بقيت عذراء قد أعطت بفضل الرُّوح القدس جسدًا لابن الله الذي كان يجب أن يولد بجسد بشريّ؛ نفوا أنّه فعلاً ابن الإنسان، وأنّ له نفس طبيعة والدته. لكنّ الرسول بولس كذّب هذا الرأي حين قال: “فلَمَّا تَمَّ الزَّمان، أَرسَلَ اللهُ ابنَه مَولودًا لامرَأَةٍ، مَولودًا في حُكْمِ الشَّريعةْ” (غل 4: 4). لأنّه إذ ولد من العذراء، أخذ جسده لا من العدم، بل من جسد والدته. ولولا ذلك، لن يكون دقيقًا أن نناديه ابن الإنسان…
طوبى للأم التي في الحقيقة حسب تعبير الشاعر سيدُليُس: “وَلَدَت المَلِك الذي يملُك على الأرض والسماء طوال الدهور. فهي تشعر بفرح الأمومة وشرف العذريّة. لم نشهد من قبل امرأة مثلها ولن نشهد مثلها أبدًا”. وعلى الرغم من ذلك، أضاف المخلّص قائلاً: “بل طوبى لِمَن يَسمَعُ كَلِمَةَ اللهِ ويَحفَظُها!”(لو 11: 28). أعطى الربّ لشهادة هذه المرأة إثباتًا مدهشًا. فهو لا يعلن الطوبى لتلك التي أعطي لها أن تلد بالجسد كلمة الله فحسب، بل يعلن الطوبى لكلّ الذين ينكبّون على أن يلدوا بالرُّوح كلمة الله نفسها عبر الإصغاء إلى الإيمان بإيلاده وتغذيته سواء في قلوبهم أو في قلوب الآخرين، تاركينه حاضرًا بممارسة الخير.