القراءات اليومية بحسب الطقس الماروني ” 30 يناير – كانون الثاني 2021 “
السبت من أسبوع الكهنة
رسالة القدّيس بولس إلى طيطس 9-1:1
يا إخوَتِي، مِنْ بُولُسَ عَبْدِ الله، ورَسُولِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ في سَبِيلِ إِيْمَانِ مَنِ ٱخْتَارَهُمُ الله، لِيَعْرِفُوا الحَقَّ المُوافِقَ لِلتَّقْوَى،
على رجَاءِ الحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ الَّتي وَعَدَ بِهَا الله، قَبْلَ الأَزْمِنَةِ الدَّهْرِيَّة، واللهُ لا يَكْذِب،
إِلى طِيطُسَ الٱبنِ الْحَقِيقِيِّ في الإِيْمَانِ المُشْتَرَك: أَلنِّعْمَةُ والسَّلامُ مِنَ اللهِ الآبِ والمَسِيحِ يَسُوعَ مُخَلِّصِنَا!
فقَدْ أَظْهَرَ كَلِمَتَهُ في وَقْتِهَا بِالتَّبْشِيرِ الَّذي ٱئْتُمِنْتُ أَنَا عَلَيه، بأَمْرٍ مِنَ اللهِ مُخَلِّصِنَا.
لقَدْ تَرَكْتُكَ في كِرِيت، لِكَي تُنَظِّمَ الأُمُورَ البَاقِيَة، وتُقِيمَ كَهَنَةً في كُلِّ مَدِينَة، كمَا أَوْصَيْتُكَ،
على أَنْ يَكُونَ كُلُّ واحِدٍ مِنْهُم بِلا لَوم، وقَدْ تَزَوَّجَ مَرَّةً وَاحِدَة، ولَهُ أَوْلادٌ مُؤْمِنُون، غُيرُ مأْخُوذِينَ بِتُهْمَةِ طَيْش، ولا عُصَاة؛
لأَنَّ الأُسْقُف، بِوَصْفِهِ وَكِيلاً لله، يَجِبُ أَنْ يَكُونَ بِلا لَوم، غَيرَ مُعْجَبٍ بِنَفْسِهِ، ولا غَضُوبًا، وغَيرَ مُدْمِنٍ لِلخَمْر، ولا تُسْرِعُ يَدُهُ لِلضَّرْب، ولا يَسْعى إِلى رِبْحٍ خَسِيس،
بَلْ مِضْيَافًا، مُحِبًّا لِلخَيْر، رَزِينًا، بَارًّا، نَقِيًّا، عَفِيفًا،
مُتَمَسِّكًا بِالكَلامِ الْحَقِّ المُوافِقِ لِلتَّعْلِيم، لِيَكُونَ قَادِرًا على الوَعْظِ في التَّعْلِيمِ الصَّحِيح، وعلى إِفْحَامِ المُعَارِضِين.
إنجيل القدّيس يوحنّا 17-13:13
قالَ الربُّ يَسوعُ لِتَلامِيذِهِ: «أَنْتُم تَدْعُونَنِي المُعَلِّمَ والرَّبّ، وحَسَنًا تَقُولُون، لأَني كَذلِكَ.
فَإِنْ كُنْتُ أَنَا الرَّبَّ والمُعَلِّمَ قَدْ غَسَلْتُ أَقْدَامَكُم، فَعَلَيْكُم أَنْتُم أَيْضًا أَنْ يَغْسِلَ بَعْضُكُم أَقْدَامَ بَعْض.
لَقَدْ أَعْطَيْتُكُم مِثَالاً، لِتَفْعَلُوا أَنْتُم أَيْضًا كَمَا فَعَلْتُ أَنَا لَكُم.
أَلحَقَّ ٱلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: لَيْسَ عَبْدٌ أَعْظَمَ مِنْ سَيِّدِهِ، ولا رَسُولٌ أَعْظَمَ مِنْ مُرْسِلِهِ.
إِنْ عَلِمْتُمْ هذَا، وعَمِلْتُمْ بِهِ، فَطُوبَى لَكُم!
التعليق الكتابي :
أوريجينُس (نحو 185 – 253)، كاهن ولاهوتيّ
شرح لإنجيل القدّيس يوحنّا، § 32
« فقَد جَعَلتُ لَكُم مِن نَفْسي قُدوَةً لِتَصنَعوا أَنتُم أَيضاً ما صَنَعتُ إِلَيكم »
“وكانَ يسوعُ يَعلَمُ أَنَّ الآبَ جَعَلَ في يَدَيهِ كُلَّ شَيء، وأَنَّهُ خَرَجَ مِنَ الله، وإِلى اللهِ يَمْضي، فقامَ عنِ العَشاءِ…” (يو 13: 3-4). ما لم يكن بين يديّ الرّب يسوع سابقًا، وُضِعَ بين يَدَيه من قِبَل الآب. ليس بعض الأشياء فقط دون سواها، إنّما جميعها. فقد قال النّبي داود في سفر المزامير: “قالَ الرَّبُّ لِسَيِّدي: اِجلِسْ عن يَميني حتَّى أَجعَلَ أَعداءَكَ مَوطِئًا لِقَدَمَيكَ” (مز 110[109]: 1). كان أعداء الرّب يسوع جزءًا من كلّ ما أعطاه إيّاه الآب… وبسبب أولئك الذين ابتعدوا عن الله، ابتعد عن الله، هو الذي بطبيعته لا يريد الخروج من الآب. خرج من الله حتّى يعود كلّ الذين ابتعدوا عن الله معه، إلى جانب الله، وفقًا لمخطّطه الأزليّ…
ماذا فعل الرّب يسوع إذًا عندما غسل أقدام الرّسل؟ حين غسلها ومسحها بالمنديل الذي كان يلفّه، ألم يكن يُهيِّئ أقدامهم للحظة التي فيها سينطلقون لإعلان البشرى السارّة؟ برأيي، تحقّقت النّبوءة في هذه اللحظة: “ما أحسَنَ أقدامَ الذينَ يُبَشِّرون!” (رو 10: 15). ولكن، إن كان غسل أقدام التلاميذ من قِبَل الرّب يسوع قد جعلها حسنة، فكيف يمكن التعبير عن الجمال الحقيقي الذي يميّز أولئك الذين يعمّدهم بأكملهم “في الرُّوحِ القُدُسِ والنَّار”؟ (متّ 3: 11). لقد أصبحت أقدام الرسل حسنة كي يتمكّنوا من وضعها على السبيل المقدّسة، ومن السير مع ذاك الذي قال: “أَنا الطَّريقُ والحَقُّ والحَياة” (يو 14: 6). فكلّ مَن غُسِلَت قدماه من قِبَل الرّب يسوع، يسير على هذه السبيل الحيّة التي توصل إلى الآب؛ هذه السبيل لا تتّسع للأقدام القذرة. للسّير على هذه السبيل الجديدة الحيّة (راجع عب10: 20)، يجب أن تُغسَل أقدامنا من قِبَل الرّب يسوع الذي خلع ثيابه ليأخذ في جسده قذارة أقدامهم من خلال المنديل الذي شكّل ثوبه الوحيد، لأنّه “حَمَلَ هو آلاَمَنا واحتَمَلَ أَوجاعَنا ” (إش 53: 4).