stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

القراءات اليومية بحسب الطقس الماروني” 13 فبراير – شباط 2021 “

343views

السبت من أسبوع الموتى المؤمنين

رسالة القدّيس بولس الأولى إلى أهل قورنتس 58-51:15

يا إخوَتِي، هَا إِنِّي أَكْشِفُ لَكُم سِرًّا: لَنْ نَرْقُدَ جَمِيعُنا، بَلْ جَمِيعُنا سَنَتَحَوَّل،
في لَحْظَةٍ، في طَرْفَةِ عَيْن، عِنْدَ البُوقِ الأَخِير؛ لأَنَّهُ سَيُهْتَفُ بِالبُوق، فَيَقُومُ الأَمْوَاتُ بِغَيْرِ فَسَاد، ونَحْنُ سَنَتَحَوَّل.
فَلا بُدَّ أَنْ يَلْبَسَ هذَا الفَاسِدُ عَدَمَ الفَسَاد، ويَلْبَسَ هذَا المَائِتُ عَدَمَ المَوْت !
وحِينَ يَلْبَسُ هذَا الفَاسِدُ عَدَمَ الفَسَاد، ويَلْبَسُ هذَا المَائِتُ عَدَمَ المَوْت، حِينَئِذٍ تَتِمُّ الكَلِمَةُ المَكْتُوبَة: «لَقَدِ ٱبْتُلِعَ المَوْتُ في الغَلَبَة!
أَيْنَ غَلَبتُكَ، يَا مَوْت؟ يَا مَوْتُ، أَيْنَ شَوْكَتُكَ ؟».
إِنَّ شَوْكَةَ المَوْتِ هِيَ الخَطِيئَة، وقُوَّةَ الخَطِيئَةِ هِيَ الشَّرِيعَة.
فَالشُّكْرُ للهِ الَّذي يُعْطِينَا الغلَبَةَ بِرَبِّنَا يَسُوعَ المَسِيح!
إِذًا، يَا إِخْوَتِي الأَحِبَّاء، كُونُوا رَاسِخِين، غَيْرَ مُتَزَعْزِعِين، مُتَقَدِّمِينَ عَلَى الدَّوَامِ في عَمَلِ الرَّبّ، عَالِمِينَ أَنَّ تَعَبَكُم لَيْسَ بِبَاطِلٍ أَمَامَ الرَّبّ.

إنجيل القدّيس لوقا 59-49:12

قالَ الربُّ يَسوع: «جِئْتُ أُلْقِي عَلَى الأَرْضِ نَارًا، وَكَمْ أَوَدُّ لَوْ تَكُونُ قَدِ ٱشْتَعَلَتْ!
وَلي مَعْمُودِيَّةٌ أَتَعَمَّدُ بِهَا، وَمَا أَشَدَّ تَضَايُقِي إِلى أَنْ تَتِمّ!
هَلْ تَظُنُّونَ أَنِّي جِئْتُ أُحِلُّ في الأَرْضِ سَلامًا؟ أقُولُ لَكُم: لا! بَلِ ٱنْقِسَامًا!
فَمُنْذُ الآنَ يَكُونُ خَمْسَةٌ في بَيْتٍ وَاحِد، فَيَنْقَسِمُون: ثَلاثةٌ عَلَى ٱثْنَيْن، وٱثْنَانِ عَلى ثَلاثَة!
يَنْقَسِمُ أَبٌ عَلَى ٱبْنِهِ وٱبْنٌ عَلَى أَبِيه، أُمٌّ عَلَى ٱبْنَتِهَا وٱبْنَةٌ عَلَى أُمِّهَا، حَمَاةٌ عَلَى كَنَّتِها وَكَنَّةٌ عَلَى حَمَاتِها!».
وَقَالَ أَيْضًا لِلْجُمُوع: «مَتَى رَأَيْتُم سَحَابَةً تَطْلُعُ مِنَ المَغْرِب، تَقُولُونَ في الحَال: أَلمَطَرُ آتٍ! فَيَكُونُ كَذلِكَ.
وَعِنْدَمَا تَهُبُّ رِيحُ الجَنُوب، تَقُولُون: سَيَكُونُ الطَّقْسُ حَارًّا! ويَكُونُ كَذلِكَ.
أَيُّهَا المُرَاؤُون، تَعْرِفُونَ أَنْ تُمَيِّزُوا وَجْهَ الأَرْضِ وَالسَّمَاء، أَمَّا هذا الزَّمَانُ فَكَيْفَ لا تُمَيِّزُونَهُ؟
وَلِمَاذا لا تَحْكُمُونَ بِالحَقِّ مِنْ تِلْقَاءِ أَنْفُسِكُم؟
حِينَ تَذْهَبُ مَعَ خَصْمِكَ إِلى الحَاكِم، إِجْتَهِدْ في الطَّرِيقِ أَنْ تُنْهِيَ أَمْرَكَ مَعَهُ، لِئَلاَّ يَجُرَّكَ إِلى القَاضِي، وَيُسَلِّمَكَ القَاضِي إِلى السَّجَّان، وَالسَّجَّانُ يَطْرَحُكَ في السِّجْن.
أَقُولُ لَكَ: لَنْ تَخْرُجَ مِنْ هُنَاك، حَتَّى تُؤَدِّيَ آخِرَ فَلْس».

التعليق الكتابي :

ديونيسيوس الكرتوزيّ (1402 – 1471)، راهب
شرح لإنجيل القدّيس لوقا

« السَّلامَ أَستَودِعُكُم وسَلامي أُعْطيكم. لا أُعْطي أَنا كما يُعْطي العالَم » (يو14: 27)

“أَتَظُنُّونَ أَنِّي جِئتُ لأُحِلَّ السَّلامَ في الأَرْض؟” وكأنّي بالرّب يسوع قد قال: “لا تظنّوا أنّني جئت لأُعطي البشر سلام الجسد ولا سلام هذا العالم، أو السلام بدون أيّة قاعدة، ذاك السلام الذي سيجعلهم يعيشون بتفاهم تامّ في الشرّ، والذي سيؤمّن لهم الثروات على هذه الأرض. أقول لكم: لا، لم آتي لأعطيكم هذا السلام بل الانقسام، أي انفصال تامّ وإيجابيّ جدًّا للأنفس وحتّى للأجساد. هكذا، فإنّ أولئك الذين يؤمنون بي، ولأنّهم يحبّون الله ويبحثون عن السلام الداخليّ، فإنّهم سيجدون أنفسهم تلقائيًّا في خلاف مع الأشرار؛ وسينفصلون عن كلّ مَن يحاول أن يغيّر مسيرتهم نحو التطوّر الرُّوحيّ ونحو طهارة المحبّة الإلهيّة، وعن كلّ مَن يبذل جهودًا لخلق المصاعب لهم.

إذًا، إنّ السّلام الروحيّ والسلام الداخليّ والسّلام الجيّد، هذا هو سكون النّفس في الله، وهو التفاهم ضمن الإطار الصحيح. لقد جاء الرّب يسوع المسيح ليُعطينا هذا السلام قبل أيّ شيء أخر. فالسلام الدّاخلي ينبع من المحبّة. وهو عبارة عن سعادة لا تنتهي تشعر بها النفس التي تسكن في المسيح. وهذا ما ندعوه سلام القلب. هذا السلام هو البداية، وهو تذوّق مسبق للسلام الذي عاشه القدّيسون في أوطانهم، وهو السلام الأبديّ.