القراءات اليومية بحسب الطقس الماروني” 22 مارس – أذار 2021 “
الاثنين السادس من الصوم الكبير
رسالة القدّيس بولس إلى أهل رومة 33-25:15
يا إخوَتِي، أَنا الآنَ ذَاهِبٌ إِلى أُورَشَليمَ لأَخْدُمَ القِدِّيسِين.
فَإِنَّ المُؤْمِنينَ في مَقْدُونِيَةَ وَأَخَائِيَةَ أَحَبُّوا أَنْ يُشَارِكُوا في إِعَانَةِ الفُقَرَاءِ القِدِّيسِينَ الَّذينَ في أُورَشَليم.
أَحَبُّوا ذلِك، وهوَ دَيْنٌ عَلَيْهِم: لأَنَّهُ إِذَا كَانَ الأُمَمُ قَدْ شَارَكُوهُم في خَيْرَاتِهِمِ الرُّوحِيَّة، فَعَلى الأُمَمِ أَيْضًا أَنْ يَخْدُمُوهُم في الخَيْرَاتِ المَادِّيَّة.
فَإِذَا أَنْهَيْتُ هذَا الأَمْرَ في أُورَشَليم، وسَلَّمْتُ شَخْصِيًّا تِلْكَ الإِعَانَاتِ إِلى القِدِّيسِين، سَأَمُرُّ بِكُم ذَاهِبًا إِلى إِسْبَانِيا.
وأَعْلَمُ أَنِّي، إِذَا أَتَيْتُكُم، سآتِيكُم بِمِلْءِ بَرَكَةِ المَسِيح.
وأُنَاشِدُكُم، أَيُّهَا الإِخْوَة، بِرَبِّنَا يَسُوعَ المَسِيح، وبِمَحَبَّةِ الرُّوح، أَنْ تُجَاهِدُوا مَعِي في صَلَوَاتِكُم إِلى اللهِ مِنْ أَجْلِي،
لِكَي أَنْجُوَ في اليَهُودِيَّةِ مِنَ الكَافِرِين، وتَكُونَ خِدْمَتِي في أُورَشَليمَ مَقْبُولَةً لَدَى القِدِّيسِين،
فآتِيَ إِلَيْكُم مَسْرُورًا، إِنْ شَاءَ الله، وأَسْتَرِيحَ مَعَكُم.
وإِلهُ السَّلامِ يَكُونُ مَعَكُم أَجْمَعِين! آمِين.
إنجيل القدّيس يوحنّا 36-32:7
سَمِعَ الفَرِّيسَيُّونَ مَا كَانَ يَتَهَامَسُ بِهِ الجَمْعُ في شَأْنِ يَسُوع، فَأَرْسَلُوا هُمْ والأَحْبَارُ حَرَسًا لِيَقْبِضُوا عَلَيْه.
فَقَالَ لَهُم يَسُوع: «أَنَا مَعَكُم بَعْدُ زَمَنًا قَلِيلاً، ثُمَّ أَمْضِي إِلى مَنْ أَرْسَلَنِي.
سَتَطْلُبُونِي فَلا تَجِدُونِي، وحَيْثُ أَكُونُ أَنَا لا تَقْدِرُونَ أَنْتُم أَنْ تَأْتُوا».
فَقَالَ اليَهُودُ بَعْضُهُم لِبَعْض: «إِلى أَيْنَ يَنْوِي هذَا أَنْ يَذْهَب، فلا نَجِدَهُ نَحْنُ؟ هَلْ يَنْوِي الذَّهَابَ إِلى اليَهُودِ المُشَتَّتِينَ بِيْنَ اليُونَانيِّينَ، ويُعَلِّمُ اليُونَانيِّين؟
مَا هذِهِ الكَلِمَةُ الَّتِي قَالَهَا: سَتَطْلُبُونِي فَلا تَجِدُونِي، وحَيْثُ أَكُونُ أَنَا لا تَقْدِرُونَ أَنْتُم أَنْ تَأْتُوا؟».
التعليق الكتابي :
القدّيس أوغسطينُس (354 – 430)، أسقف هيبّونا (إفريقيا الشماليّة) وملفان الكنيسة
الدّراسة 31
« ستَطلُبونني فلا تَجدوني وحَيثُ أَكونُ أَنالا تَستطيعونَ أَنتُم أَن تَأتوا »
لم يقل الرّب يسوع: حيث سوف أكون أنا، بل: “حَيثُ أَكونُ أَنا”، لأنّ الرّب يسوع لم يترك أبدًا المكان الذي كان سيعود إليه. كما أنّه عاد إليه بدون أن يتركنا؛ فبالفعل، عاش الرّب يسوع بجسده البشري المنظور على الأرض؛ أما بعظمته غير المنظورة، فهو كان في الأرض وفي السماء في آنٍ معًا. كما أنّه لم يقل: أنتم لن تستطيعوا أبدًا أن تأتوا، بل قال: “لا تَستطيعونَ أَنتُم أَن تَأتوا”، لأنّ وضع التلاميذ لم يكن ليسمح لهم باللحاق به آنذاك. وللتأكيد على أنّه لم يشأ بكلامه هذا أن يشعرهم باليأس… شرح الرّب لبطرس معنى هذا الكلام حين قال: “إِلى حَيثُ أَنا ذاهبٌ لا تَستَطيعُ الآنَ أن تَتبَعَني، ولكِن ستَتبَعُني بَعدَ حين” (يو13: 36).
هذه الكلمات “حَيثُ أَنا ذاهبٌ” كانت تعني حضن الآب. وهذا ما لم يفهموه على الإطلاق؛ رغم ذلك وبمناسبة هذا الكلام، سيُنبئون بخلاصنا من خلال الإعلان بأنّ المخلِّص سيتوجّه إلى الأبرار، لا بحضوره الجسديّ لكنّ بواسطة قدميه، لأنّه أرسل أعضاءه ليضعنا بمرتبة هذه الأعضاء.