القراءات اليومية بحسب الطقس الماروني” 10 أكتوبر – تشرين الأول 2019 “
الخميس من الأسبوع الرابع بعد عيد الصليب
رؤيا القدّيس يوحنّا 14.12-1:21
يا إِخوَتِي، رأَيتُ سَمَاءً جَدِيدةً وأَرْضًا جَدِيدَة، فَٱلسَّمَاءُ ٱلأُولَى وٱلأَرْضُ ٱلأُولَى قَدْ زَالَتَا، وٱلبَحْرُ لا يَكُونُ مِنْ بَعْد.
وٱلمَدينَةُ ٱلمُقَدَّسَةُ ٱلجَدِيدَةُ رأَيْتُهَا نَازِلَةً مِنَ ٱلسَّمَاء، مِنْ عِنْدِ ٱلله، مُهَيَّأَةً كَعَرُوُسٍ مُزَيَّنَةٍ لِرَجُلِهَا.
وَسَمِعْتُ صَوْتًا عَظيمًا مِنَ ٱلعَرْشِ يَقُول: «هُوَذَا مَسْكِنُ ٱللهِ مَعَ ٱلبَشَر، فَهُوَ سَيَسْكُنُ مَعَهُم، وَهُم يَكُونُونَ شُعُوبًا لَهُ، وٱللهُ نَفْسُهُ يَكُونُ مَعَهُم، إِلهًا لَهُم.
وَسيَمْسَحُ كُلَّ دَمْعَةٍ مِنْ عُيُونِهِم، وٱلمَوْتُ لَنْ يَكُونَ مِنْ بَعْد، ولا ٱلنَّوْح، ولا ٱلصُّرَاخ، ولا ٱلوَجَعُ يَكونُ مِنْ بَعْد، لأَنَّ ٱلأَشيَاءَ ٱلأُولى قَدْ زَالَتْ!».
وقالَ ٱلجَالِسُ عَلَى ٱلعَرْش: «هَاءَنَذا أَجْعَلُ كُلَّ شَيءٍ جَدِيدًا». وقال: «أُكْتُبْ! لأَنَّ هذِهِ الأَقْوَالَ عَدْلٌ وَحقّ!».
وقالَ لي: «لَقَد تَمَّت! أَنَا ٱلأَلِفُ وٱليَاء، ٱلبِدَايَةُ وٱلنِّهَايَة. أَنا أُعْطِي ٱلعَطْشَانَ مِن يَنْبُوعِ مَاءِ ٱلحَيَاةِ مَّجَانًا.
أَلظَّافِرُ يَرِثُ كُلَّ هذَا، وسَأَكُونُ لَهُ إِلهًا، وَهُوَ يَكُونُ لِيَ ٱبْنًا.
أَمَّا ٱلجُبَنَاءُ وٱلكُفَّار، وٱلأَرْجَاسُ وٱلقَتَلَة، وٱلفُجَّارُ وٱلسَّحَرَة، وعَابِدُو ٱلأَوْثَانِ وٱلكَذَّابُونَ جَمِيعًا، فَنَصِيبُهُم في ٱلبُحَيْرَةِ ٱلمُتَّقِدَةِ بِٱلنَّارِ وٱلكِبْرِيت، وهذَا هُوَ ٱلمَوتُ ٱلثَّاني!».
وأَتَى واحِدٌ مِنَ ٱلمَلائِكَةِ ٱلسَّبعَةِ ٱلحَامِلينَ ٱلكُؤُوسَ ٱلسَّبْعَ ٱلمَلأَى مِنَ ٱلضَّرَبَاتِ ٱلسَّبْعِ ٱلأَخيرَة، وكَلَّمَنِي قائِلاً: «تَعَالَ فَأُرِيكَ ٱلمَرْأَةَ عَرُوسَةَ ٱلحَمَل!».
وَنَقَلَنِي بِٱلرُّوحِ إلى جَبَلٍ عَظِيمٍ عَالٍ، فأَرَانِي ٱلمَدِينَةَ ٱلمُقَدَّسَةَ نَازِلَةً مِنَ ٱلسَّمَاءِ، مِنَ عِنْدِ ٱلله،
وَلَهَا مَجْدُ ٱلله، ولَمَعَانُهَا أَشْبَهُ بِحَجَرٍ كَرِيم، كَحَجَرِ ٱليشْبِ ٱلبِلَّورِيّ.
وَلَها سُورٌ عَظِيمٌ عالٍ، وَلَهَا ٱثْنَا عَشَرَ بَابا، وعَلى الأَبْوَابِ ٱثْنَا عَشَرَ مَلاكًا وأَسْمَاءٌ مَكْتُوبَة، هِيَ أَسْمَاءُ أَسْبَاطِ إِسْرائِيلَ ٱلٱثْنَي عَشَر:
وسُورُ ٱلمَدِينَةِ لَهُ ٱثْنَا عَشَرَ أَسَاسًا، وعَلَيْهَا ٱثْنَا عَشَر ٱسْمًا، هيَ أَسْمَاءُ رُسُلِ ٱلحَمَلِ ٱلٱثْنَي عَشَر.
إنجيل القدّيس لوقا 9-6:13
قالَ الربُّ يَسوعُ هذَا المَثَل: «كَانَ لِرَجُلٍ تِينَةٌ مَغْرُوسَةٌ في كَرْمِهِ، وَجَاءَ يَطْلُبُ فيهَا ثَمَرًا فَلَمْ يَجِدْ.
فقالَ لِلكَرَّام: هَا إِنِّي مُنْذُ ثَلاثِ سِنِين، آتي وَأَطْلُبُ ثَمَرًا في هذِهِ التِّينَةِ وَلا أَجِد، فٱقْطَعْهَا! لِمَاذَا تُعَطِّلُ الأَرْض؟
فَأَجابَ وَقَالَ لَهُ: يَا سَيِّد، دَعْهَا هذِهِ السَّنَةَ أَيْضًا، حَتَّى أَنْكُشَ حَوْلَهَا، وَأُلْقِيَ سَمَادًا،
لَعَلَّها تُثْمِرُ في السَّنَةِ القَادِمَة، وَإِلاَّ فَتَقْطَعُها!».
التعليق الكتابي :
جوليانا من نورويتش (1342 – ما بعد 1416)، ناسكة إنكليزيّة
تجلّيات الحبّ الإلهي، الفصل 39
« لكِن إِن لم تَتوبوا تَهِلكوا بِأَجمَعِكُم »
إنّ الخطيئة هي السوط الأكثر حدَة الذي يستطيع أن يضرب كلّ نفس مختارة. هو يكسر كلّ أحد، رجلاً كان أو امرأة، فيذلَه بنظر نفسه، لدرجة أنَه يعتقد أنّه لا يستحقّ إلّا السقوط في الجحيم. إلى أن يلمسه الرُّوح القدس، فيأخذه الندم ويرى مرارته تتحوّل إلى رجاء في الرَّحمة الإلهيّة. عندئذ، تبدأ جراحاته بالشفاء ونفسه بالحياة، ما إن يتّجه نحو حياة الكنيسة المقدَسة. ثم يقوده الرُّوح القدس إلى الاعتراف، كي يبوح بخطاياه بكامل إرادته، بكلّ تجرّد وكلّ صراحة، مع حزن كبير ومع الخجل لأنَه قد لطَخ صورة الله الجميلة. يتلقَى التكفير عن كلّ خطيئة من قبل معرّفه، كما أقرّت الكنيسة المقدّسة وفقًا لتعاليم الرُّوح القدس. وهذا التواضع يروق الله بشكل كبير.
إنّ ربّنا يحفظنا باهتمام كبير، حتّى عندما نعتقد أنّنا شبه متروكين ومرفوضين بسبب خطايانا، ونرى أنّنا نستحقّ ذلك. إنّ التواضع الذي نكتسبه من ذلك يرفعنا عاليًا بنظر الله. تولّد النعمة الإلهيّة ندمًا كبيرًا ورأفة وعطشًا حقيقيًّا إلى الله، بحيث يرتفع الخاطئ الذي تحرّر فجأة من الخطيئة والعذاب، ليبلغ الغبطة، على مثال القدّيسين الكبار.