القراءات اليومية بحسب الطقس الماروني ” 8 أبريل – نيسان 2021 “
الخميس من أسبوع الحواريّين
المجمع المسكونيّ السابع في نيقية 787
رسالة القدّيس بولس إلى أهل أفسس 10-1:2
يا إِخوَتِي، وأَنْتُم، فقَدْ كُنْتُمْ أَمْوَاتًا بِزَلاَّتِكُم وخَطَايَاكُم،
الَّتي سَلَكْتُم فيهَا مِنْ قَبْلُ بِحَسَبِ إِلهِ هذَا العَالَم، بِحَسَبِ رَئِيسِ سُلْطَانِ الجَوّ، أَي الرُّوحِ الَّذي يَعْمَلُ الآنَ في أَبْنَاءِ العُصْيَان؛
ومِنْهُم نَحْنُ أَيْضًا جَمِيعُنَا قَدْ سَلَكْنَا مِنْ قَبْلُ في شَهَواتِ إِنْسَانِنَا الجَسَدِيّ، عَامِلِينَ بِرَغَبَاتِهِ وأَفكَارِهِ، وكُنَّا بِالطَّبِيعَةِ أَولادَ الغَضَبِ كَالبَاقِين؛
لكِنَّ الله، وهُوَ الغنِيُّ بِرَحْمَتِهِ، فَلِكَثْرَةِ مَحَبَّتِهِ الَّتي أَحَبَّنَا بِهَا،
وقَدْ كُنَّا نَحْنُ أَيْضًا أَمْوَاتًا بِزَلاَّتِنَا، أَحْيَانَا معَ المَسِيح، وبِالنِّعْمَةِ أَنْتُم مُخَلَّصُون؛
ومَعَهُ أَقَامَنَا وَأَجْلَسَنَا في السَّمَاوَاتِ في المَسِيحِ يَسُوع،
لِيُظْهِرَ في الأَجْيَالِ الآتِيَةِ غِنَى نِعْمَتِهِ الفَائِقَة، بِلُطْفِهِ لَنَا في المَسِيحِ يَسُوع.
فَبِالنِّعمَةِ أَنْتُمْ مُخَلَّصُونَ بِواسِطَةِ الإِيْمَان: وهذَا لَيْسَ مِنْكُم، إِنَّهُ عَطِيَّةُ الله.
ولا هُوَ مِنَ الأَعْمَال، لِئَلاَّ يَفْتَخِرَ أَحَد؛
لأَنَّنَا نَحْنُ صُنْعُهُ، قَدْ خُلِقْنَا في المَسِيحِ يَسُوعَ لِلأَعْمَالِ الصَّالِحَة، الَّتي سَبَقَ اللهُ فأَعَدَّهَا لِكَي نَسْلُكَ فيهَا.
إنجيل القدّيس مرقس 18-15:16
قالَ الربُّ يَسوعُ لِتَلاميذِه: «إِذْهَبُوا إِلى العَالَمِ كُلِّهِ، وَٱكْرِزُوا بِٱلإِنْجِيلِ لِلْخَلِيقَةِ كُلِّها.
فَمَنْ آمَنَ وَٱعْتَمَدَ يَخْلُص، وَمَنْ لَمْ يُؤْمِنْ فَسَوْفَ يُدَان.
وهذِهِ الآيَاتُ تَتْبَعُ الْمُؤْمِنين: بِٱسْمِي يُخْرِجُونَ الشَّيَاطِين، ويَتَكَلَّمُونَ بِلُغَاتٍ جَدِيدَة،
ويُمْسِكُونَ الْحَيَّات، وَإِنْ شَرِبُوا سُمًّا مُمِيتًا فَلا يُؤْذِيهِم، ويَضَعُونَ أَيْدِيَهُم عَلى المَرْضَى فَيَتَعَافَوْن».
التعليق الكتابي :
القدّيس يوحنّا بولس الثاني (1920 – 2005)، بابا روما
الرّسالة العامّة ” بداية الألفيّة الجديدة ( Novo millennio ineunte ) “، العدد 58
« اذهَبوا في العالَمِ كلِّه، وأعلِنوا البشارةَ إلى الخَلْقِ أجمَعين »
“سِرْ في العُرْض!” (لو 5: 4). فَلنَمضِ نحو الرجاء! ها هي الكنيسة على أبواب ألفيّة جديدة، أمام محيط شاسع ستَغوص فيه، مُتّكِلة على معونة الرّب يسوع المسيح. وها هو ابن الله، الذي تجسّدَ منذ ألفَيّ سنة حبًّا بالبشر، يكملُ عملَه اليوم أيضًا: أمّا نحن، فعلينا أن نتحلّى بنظرة ثاقبة لكي نتمكّن من رؤية هذا العمل؛ لا بل علينا أن نحملَ في داخلنا قلبًا كبيرًا، فنصبحَ صانعينَ لهذا العمل… “فاذهَبوا وتَلمِذوا جَميعَ الأمم، وعمِّدوهم باسمِ الآبِ والابن والروحِ القُدُس” (مت 28: 19). إنّ هذه الوصيّة الإرساليّة تدخلنا في الألفيّة الثالثة، وتدعونا في الوقتِ عينِه إلى التحلّي بالاندفاع نفسِه الذي تميّز به المسيحيّون الأوّلون: كما يمكننا الاعتماد على قوّة الرُّوح الذي حلَّ على التلاميذ في العنصرة، والذي يدفعنا اليوم إلى سلوك هذا الدرب مجدّدًا، مدعومينَ “بالرجاء الذي لا يُخيِّب صاحِبَه” (رو 5: 5).
وفي بداية هذا القرن الجديد، يجب أن تكون خطواتنا أكثر تيقّظًا خلال سلوكِنا مجدّدًا دروب هذا العالم. فالدروب التي يسلكها كلّ واحد منّا، وكلّ واحدة من كنائسنا متعدّدة، ولكن لا مسافة بين أولئكَ المتّحدين ببعضهم من خلال المناولة الوحيدة، هذه المناولة التي تتجدّد كلّ يوم، وتتغذّى على مائدة الإفخارستيّا وكلمة الحياة. إنّ كلّ يوم أحد في الكنيسة هو موعد لنا مع الرّب يسوع المسيح القائم من بين الأموات، كما في “مساء ذلك اليوم، يوم الأحد” (راجع يو20: 19)، حيث تراءى الرّب يسوع المسيح لتلاميذه “ليَنفخَ فيهم” الرُّوح القدس المُحيي، وليُرسلَهم في المغامرة التبشيريّة الكبرى.