القراءات اليومية بحسب الطقس الماروني ” 28 أبريل – نيسان 2021 “
الأربعاء الرابع من زمن القيامة
مار يوحنّا من الاثنين والسبعين رسول
رسالة القدّيس بولس الأولى إلى أهل تسالونيقي 20-13:2
يا إخوَتِي، نَحْنُ أَيضًا نَشكُرُ اللهَ بغيرِ ٱنْقِطَاع، لأَنَّكُم لَمَّا تَلَقَّيْتُم كَلِمَةَ الله الَّتي سَمِعْتُمُوهَا مِنَّا، قَبِلْتُمُوهَا لا بِأَنَّهَا كَلِمَةُ بَشَر، بَلْ بِأَنَّهَا حَقًّا كَلِمَةُ الله. وإِنَّهَا لَفَاعِلَةٌ فيكُم، أَيُّهَا المُؤْمِنُون.
فأَنْتُم، أَيُّهَا الإِخْوَة، قَدِ ٱقْتَدَيْتُم بِكَنَائِسِ اللهِ في المَسِيحِ يَسُوع، الَّتي هِيَ في اليَهُودِيَّة، لأَنَّكُمُ ٱحْتَمَلْتُم أَنْتُم أَيْضًا مِنْ بَنِي أُمَّتِكُم، ما ٱحْتَمَلُوهُ هُم مِنَ اليَهُود،
الَّذِينَ قَتَلُوا الرَّبَّ يَسُوع، والأَنْبِيَاء، وٱضْطَهَدُونَا نَحْنُ أَيْضًا، وهُم لا يُرْضُونَ الله، ويُعادُونَ كُلَّ النَّاس،
ويَمْنَعُونَنَا مِنْ أَنْ نُكَلِّمَ الأُمَمَ فَيَنَالُوا الخَلاص، وبِذلِكَ يُطَفِّحُونَ على الدَّوامِ كَيْلَ آثَامِهِم. لَقَدْ حَلَّ الغَضَبُ عَلَيْهِم إِلى النِّهَايَة.
أَمَّا نَحْنُ، أَيُّهَا الإِخْوَة، فَمَا إِنْ تَيَتَّمْنَا مِنْكُم مُدَّةَ سَاعَة، بِالوَجْهِ لا بِالقَلْب، حَتَّى بَذَلْنَا جَهْدًا شَدِيدًا، وَبِشَوقٍ كَبير، لِنَرى وَجْهَكُم.
لِذلِكَ أَرَدْنَا أَنْ نَأْتِيَ إِلَيكُم، أَنَا بُولُسَ على الأَخَصّ، مرَّةً وَٱثْنَتَيْن، ولكِنْ عَاقَنَا الشَّيْطَان.
فَمَا هوَ رَجَاؤُنَا أَو فَرَحُنَا أَو إِكْليلُ فَخْرِنَا، في حَضْرَةِ رَبِّنَا يَسُوع، عِنْدَ مَجِيئِهِ، أَفَلَسْتُم أَنْتُم أَيْضًا؟
بَلَى! أَنْتُم مَجْدُنَا وفَخْرُنَا.
إنجيل القدّيس يوحنّا 15-1:6
بَعْدَ ذلِك، عَبَرَ يَسُوعُ بَحْرَ الجَليل، أَي بُحَيْرَةَ طَبَرَيَّة.
وكَانَ يَتْبَعُهُ جَمْعٌ كَثِير، لأَنَّهُم شَاهَدُوا الآيَاتِ الَّتِي كَانَ يَصْنَعُهَا لِلمَرْضَى.
وصَعِدَ يَسُوعُ إِلى الجَبَل، وجَلَسَ هُنَاكَ مَعَ تَلامِيذِهِ.
وكَانَ الفِصْحُ، عِيدُ اليَهُودِ، قَريبًا.
ورَفَعَ يَسُوعُ عَيْنَيْه، ورَأَى جَمْعًا كَثِيراً مُقْبِلاً إِلَيْه، فَقَالَ لِفِيلِبُّس: «مِنْ أَيْنَ نَشْتَرِي خُبْزًا لِيَأْكُلَ هؤُلاء؟».
قَالَ يَسُوعُ هذَا لِيَمْتَحِنَ فِيلِبُّسَ، لأَنَّهُ كَانَ يَعْلَمُ مَا سَوْفَ يَصْنَع.
أَجَابَهُ فِيلِبُّس: «لا يَكْفِيهِم خُبْزٌ بِمِئَتَي دِينَار، لِيَحْصَلَ كُلٌّ مِنْهُم عَلى شَيءٍ قَلِيل».
قَالَ لَهُ وَاحِدٌ مِنْ تَلامِيذِهِ، وهُوَ أَنْدرَاوُس، أَخُو سِمْعَانَ بُطْرُس:
«هُنَا صَبِيٌّ مَعَهُ خَمْسَةُ أَرْغِفَةٍ مِنْ شَعِيرٍ وسَمَكَتَان، ولكِنْ مَا هذَا لِكُلِّ هؤُلاء؟».
قَالَ يَسُوع: «أَجْلِسُوا النَّاس». وكَانَ في المَوضِعِ عُشْبٌ كَثِير. فَجَلَسَ الرِّجَال، وعَدَدُهُم نَحْوُ خَمْسَةِ آلاف.
فَأَخَذَ يَسُوعُ الأَرْغِفَةَ وشَكَر، ثُمَّ وزَّعَهَا عَلى الجَالِسِينَ بِقَدْرِ مَا شَاؤُوا. وكَذلِكَ فَعَلَ بِٱلسَّمَكَتَين.
ولَمَّا شَبِعُوا، قَالَ يَسُوعُ لِتَلامِيذِهِ: «إِجْمَعُوا مَا فَضَلَ مِنْ كِسَرٍ، لِئَلاَّ يَضِيعَ شَيء».
فَجَمَعُوا مَا فَضَلَ عَنِ الآكِلينَ مِنْ كِسَرِ أَرْغِفَةِ الشَّعِيرِ الخَمْسَة، ومَلأُوا ٱثْنَتَي عَشْرَة قُفَّة.
فَلَمَّا رَأَى النَّاسُ الآيَةَ الَّتِي صَنَعَهَا يَسُوع، أَخَذُوا يَقُولُون: «حَقًّا، هذَا هُوَ النَّبِيُّ الآتِي إِلى العَالَم».
وعَرَفَ يَسُوعُ أَنَّهُم يَهُمُّونَ أَنْ يَأْتُوا ويَخْطَفُوه، لِيَجْعَلُوهُ مَلِكًا، فَعَادَ وٱعْتَزَلَ فِي الجَبَلِ وَحْدَهُ.
التعليق الكتابي :
القدّيس أفرام السريانيّ (نحو 306 – 373)، شمّاس في سوريا وملفان الكنيسة
الدياطِسَّرون، 12: 1-4
تكثير الأرغفة
قامَ الربّ بتكثير الأرغفة في الصحراء وحوّلَ الماءَ إلى خمر في قانا، فعوّدَ تلاميذه بذلك على أن يألفَ فمُهم مذاقَ خبزه وخمره إلى حين تأتي الساعة التي يقدِّمُ لهم فيها جسدَه ودمَه. لقد جعلهم يتذوّقون خبزًا وخمرًا انتقاليّين حتّى يبثَّ فيهم الرغبة في تذوّق جسده ودمه المُحيِي. لقد أعطاهم هذه الأشياء الصغيرة بسخاء حتّى يعلموا بأنّ هبته العظمى ستكون مجّانيّة. أعطاهم إيّاها مجّانًا ولو أنّه كان بمقدورهم شراءها، من أجل أن يدركوا بأنّه لن يُطلبَ منهم دفعُ ثمن شيء نفيس جدًّا، لأنّه لو كان بمقدورهم دفع قيمة الخبز والخمر لما كان أمكنهم دفع قيمة جسده ودمه.
لم يغدق علينا الربّ هباته المجّانيّة وحسب، بل عاملنا بمحبّةٍ خالصة لأنّه أعطانا هذه الأشياء الصغيرة مجّانًا ليجذبنا إليه فنُقبِلَ عندئذٍ مجّانًا إلى هذا الخير الوفير الذي يدعى الإفخارستيّا. كانت هذه الحصّة الصغيرة من الخبز والخمر التي قدّمها الربّ عذبة المذاق للفم، إلاّ أنّ هبة جسده ودمه هي غنى للنفس. لقد جذبنا بهذه الأطايب التي يستسيغها الحلق حتّى يقودنا إلى المأكل الرُّوحيّ الذي يعطي الحياة لنفوسنا…
إنّ عملَ الربّ يبلغُ كلّ شيء: لقد كثّرَ الأرغفة بطرفة عين. إنّ ما يجهدُ البشرُ في صنعه خلال عشرة أشهر من العمل، قامت أصابع الربّ العشرة بإنجازه في لمح البصر… لتثمرَ بذلك كميّة زهيدة من الخبز مئات ومئات الأرغفة. فتمَّ ما سبق وحصلَ خلال المباركة الأولى: ” اِنْموا واَكْثُروا وأمْلأُوا الأَرضَ” (تك 1: 28).