القراءات اليومية بحسب الطقس الماروني ” 23 يونيو – حزيران 2021 “
الأربعاء الخامس من زمن العنصرة
المجمع المسكونيّ الثالث في أفسس 431
سفر أعمال الرسل 23a-19.10-1:10
يا إخوتي، كَانَ في قَيصَرِيَّةَ رَجُلٌ ٱسْمُهُ كُرْنِيلِيوُس، قائِدُ مئَةٍ منَ ٱلفِرْقَةِ ٱلَّتي تُدْعَى ٱلإِيطالِيَّة.
كانَ تَقِيًّا يَخَافُ ٱللهَ هوَ وجَمِيعُ أَهْلِ بَيتِهِ، ويَتَصَدَّقُ على ٱلشَّعْبِ بِصَدَقاتٍ كَثِيرَة، ويُداوِمُ على ٱلصَّلاةِ لله.
وذَاتَ يَوم، نَحْوَ ٱلسَّاعَةِ ٱلثَّالِثَةِ بَعْدَ ٱلظُّهْر، رأَى جَلِيًّا، في رُؤْيَا، مَلاكَ اللهِ يَدْخُلُ عَلَيهِ ويَقُولُ لَهُ: «يَا كُرْنِيلِيُوس!».
فتَفَرَّسَ فيهِ كُرْنِيلِيُوس، وقدِ ٱسْتَوْلَى عَلَيهِ ٱلخَوْف، وقَال: «مَا ٱلأَمرُ، يا سَيِّدي؟». قَالَ لَهُ ٱلْمَلاك: «إِنَّ صَلَواتِكَ وصَدَقاتِكَ صَعِدَتْ كَذِكْرٍ أَمَامَ ٱلله.
فَأَرْسِلِ ٱلآنَ رِجَالاً إِلى يَافَا، وَٱسْتَحضِرْ سِمْعَانَ ٱلمُلَقَّبَ بِبُطرُس.
فَهُوَ نَازِلٌ ضَيْفًا عِندَ دَبَّاغٍ ٱسْمُهُ سِمْعَان، بَيْتُهُ على شَاطِئِ ٱلبَحْر».
فلَمَّا ٱنْصَرَفَ ٱلْمَلاكُ ٱلَّذي كانَ يُكَلِّمُهُ، دعَا كُرْنِيلِيُوسُ ٱثْنَيْنِ مِن خَدَمِهِ، وجُندِيًّا تقِيًّا مِمَّن كانُوا يُلازِمُونَهُ،
وأَطْلَعَهُم على كُلِّ مَا في ٱلأَمْر، وأَرْسَلَهُم إِلى يَافَا.
وفي ٱلغَد، فيمَا هُم يُتابِعُونَ طَريقَهُم، وَيَقْتَرِبُونَ مِنَ ٱلْمَدينة، صَعِدَ بُطرُسُ إِلى ٱلسَّطْحِ وَقْتَ ٱلظُّهْرِ لِيُصَلِّي.
وأَحَسَّ بِالْجُوعِ فٱشْتَهى أَنْ يَأْكُل. وفيمَا كَانُوا يُهَيِّئُونَ لَهُ ٱلطَّعَام، حَدَثَ لهُ ٱنْخِطَاف،
وفِيمَا كَانَ بُطْرُسُ لا يَزَالُ يُفَكِّرُ في الرُّؤْيَا، قَالَ لَهُ ٱلرُّوح: «هُوَذَا رِجَالٌ يَطْلُبُونَكَ.
فَقُمْ وَٱنْزِلْ وٱذْهَبْ مَعَهُم بِدُونِ تَرَدُّد، لأَنِّي أَنَا أَرْسَلْتُهُم».
فنَزَلَ بُطرُسُ إِلى ٱلرِّجَالِ وقَالَ لَهُم: «أَنَا هُوَ ٱلَّذي تَطْلُبُونَهُ. فَمَا ٱلسَّبَبُ ٱلَّذي مِنْ أَجْلِهِ أَتَيْتُم؟».
فَقَالُوا: «إِنَّ كُرْنِيلِيُوسَ قائِدَ ٱلْمِئَة، وهُوَ رَجُلٌ بَارٌ يَخَافُ ٱلله، وتَشْهَدُ لهُ أُمَّةُ ٱليَهُودِ كُلُّها، قَد أَوحَى إِلَيهِ مَلاكٌ قِدِّيسٌ أَن يَستَحضِرَكَ إِلى بَيتِهِ ويَسْمَعَ مَا عِنْدَكَ مِنْ كَلام».
فدَعاهُم بُطْرُسُ إِلى ٱلدُّخُولِ وأَضَافَهُم. وفي ٱلغَد، قَامَ وخَرَجَ مَعَهُم، ورَافَقَهُ بَعْضُ ٱلإِخْوَةِ مِنْ يَافَا.
إنجيل القدّيس متّى 26-21:10
قالَ الربُّ يَسوعُ لِتلاميذِهِ: «سَيُسْلِمُ الأَخُ أَخَاهُ إِلى المَوْت، والأَبُ ٱبْنَهُ، ويَتَمَرَّدُ الأَوْلادُ عَلى وَالِدِيْهِم ويَقْتُلُونَهُم.
ويُبْغِضُكُم جَمِيْعُ النَّاسِ مِنْ أَجْلِ ٱسْمِي، ومَنْ يَصبِرْ إِلى المُنْتَهَى يَخْلُصْ.
وإِذَا ٱضْطَهَدُوكُم في هذِهِ المَدِينَة، أُهْرُبُوا إِلى غَيْرِهَا. فَٱلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: لَنْ تَبْلُغُوا آخِرَ مُدُنِ إِسْرَائِيلَ حَتَّى يَأْتِيَ ٱبْنُ الإِنْسَان.
لَيْسَ تِلْميذٌ أَفْضَلَ مِنْ مُعَلِّمِهِ، ولا عَبْدٌ مِنْ سَيِّدِهِ.
حَسْبُ التِّلْمِيذِ أَنْ يَصِيْرَ مِثْلَ مُعَلِّمِهِ، والعَبْدِ مِثْلَ سَيِّدِهِ. فَإِنْ كَانَ سَيِّدُ البَيْتِ قَدْ سَمَّوْهُ بَعْلَ زَبُول، فَكَمْ بِالأَحْرَى أَهْلُ بَيْتِهِ؟
فَلا تَخَافُوهُم! لأَنَّهُ مَا مِنْ مَحْجُوبٍ إِلاَّ سَيُكْشَف، ومَا مِنْ خَفِيٍّ إِلاَّ سَيُعْرَف.
التعليق الكتابي :
القدّيس قِبريانُس (نحو 200 – 258)، أسقف قرطاجة وشهيد
فوائد الصبر
« وَٱلَّذي يَثبُتُ إِلى ٱلنِّهايَة، فَذاكَ ٱلَّذي يَخلُص »
خَلاصِيَّةٌ هي تعاليم ربّنا ومعلّمنا يسوع المسيح: “مَن صبر إلى المنتهى، خَلص”. كما أضاف قائلاً: “إِن ثَبتُّم في كلامي كُنتُم تلاميذي حَقاً. تَعرِفونَ الحَقّ: والحَقُّ يُحَرِّرُكُم” (يو 8: 31-32). إذًا، يجب أن نتحمّل ونثابر، يا إخوتي الأحبّاء. هكذا، حين نسلِّم برجاء الحقيقة والحريّة، يصبح بإمكاننا أن نتوصّل إلى معرفة هذه الحقيقة وهذه الحريّة. فإن كنّا مسيحيين، يكون هذا بفضل رجائنا. لكن، كي يثمر الرجاء والإيمان، يجب أن نتحلّى بالصبر…
لذا، فلنعمل دائمًا بصبر لئلاّ نتعثّر على درب الملكوت، فتقوى علينا التجارب. دعونا لا نجذِّف، ولا نعلن، ولا نطالب بما أُخذ منّا بالقوّة. لنُدِر خدّنا الأيسر، ولنُسامح إخوتنا على إساءاتهم، ولنُحبّ أعداءنا ولنُصلّي من أجل مضطهدينا: كيف نحقّق كلّ ذلك إن لم نكن ثابتين في الصبر والتسامح؟ هذا ما نراه عند القدّيس إسطفانُس… فهو لم يطلب الثأر بل المسامحة لقاتليه: “يا ربّ، لا تَحسُب عليهم هذه الخطيئة!” (أع 7: 60). هكذا، لم يكن شهيد المسيح الأوّل… مُبشِّرًا بآلام الرّب يسوع المسيح فقط، بل أيضًا مُقتدِيًا بطيبته الفائقة. حين يسكن الصبر قلوبنا، لا يبقى مكان للغضب، وللخلافات وللمنافسة. وبالتالي، يطرد صبر الرّب يسوع المسيح هذا كلّه ليبني في هذا القلب مقامًا مسالمًا حيث يحلو السكن لملك السلام.