القراءات اليومية بحسب الطقس الماروني ” 24 يونيو – حزيران 2021 “
عيد مولد مار يوحنّا المعمدان
رسالة القدّيس بولس إلى أهل غلاطية 1:5.31-21:4
يا إِخوَتِي، قُولُوا لي، أَنْتُمُ الَّذِينَ تُرِيدُونَ أَنْ تَكُونُوا في حُكْمِ الشَّرِيعَة، أَمَا تَسْمَعُونَ الشَّرِيعَة؟
فإِنَّهُ مَكْتُوب: كَانَ لإِبْراهيمَ ٱبْنَان، واحِدٌ مِنَ الجَارِيَة، ووَاحِدٌ مِنَ الحُرَّة.
أَمَّا الَّذي مِنَ الجَارِيَةِ فقَدْ وُلِدَ بِحَسَبِ الجَسَد، وَأَمَّا الَّذي مِنَ الحُرّةِ فَبِقُوَّةِ الوَعْد.
وفي ذلِكَ رَمْزٌ: فَسَارَةُ وهَاجَرُ تُمَثِّلانِ عَهْدَين، عَهْدًا مِنْ جَبَلِ سِينَاءَ يَلِدُ لِلعُبُوديَّة، وهُوَ هَاجَر؛
لأَنَّ هَاجَرَ هيَ جَبَلُ سِينَاءَ الَّذي في بِلادِ العَرَب، وتُوافِقُ أُورَشَليمَ الحَالِيَّة، لأَنَّهَا في العُبُودِيَّةِ هيَ وأَوْلادُهَا.
أَمَّا أُورَشَليمُ العُلْيَا فَهِيَ حُرَّة، وهِيَ أُمُّنَا؛
لأَنَّهُ مَكْتُوب: «إِفْرَحِي، أَيَّتُهَا العَاقِرُ الَّتي لَمْ تَلِدْ؛ إِنْدَفِعِي بِالتَّرْنِيمِ وَ ٱصْرُخِي، أَيَّتُهَا الَّتي لَمْ تَتَمَخَّضْ؛ لأَنَّ أَولادَ المَهْجُورَةِ أَكْثَرُ مِنْ أَولادِ المُتَزَوِّجَة».
أَمَّا أَنْتُم، أَيُّهَا الإِخْوَة، فإِنَّكُم أَوْلادُ الوَعْدِ مِثْلُ إِسْحق.
ولكِن، كَمَا كَانَ حِينَئِذٍ ٱلمَولُودُ بِحَسَبِ الجَسَدِ يَضْطَهِدُ المَوْلُودَ بِحَسَبِ الرُّوح، فَكَذَلِكَ الآنَ أَيْضًا.
ولكِن مَاذَا يَقُولُ الكِتَاب؟ » أُطْرُدِ الجَارِيَةَ وَٱبْنَهَا، لأَنَّ ٱبْنَ الجَارِيَةِ لا يَرِثُ معَ ٱبْنِ الحُرَّة».
إِذًا، أَيُّهَا الإِخْوَة، لَسْنَا أَوْلادَ جَارِيَة، بَلْ أَوْلادُ الحُرَّة.
إِنَّ المَسِيحَ قَدْ حَرَّرَنَا لِنَبْقَى أَحرارًا. فَٱثْبُتُوا إِذًا ولا تَعُودُوا تَخضَعُونَ لِنِيرِ العُبُودِيَّة.
إنجيل القدّيس لوقا 66-57:1
تَمَّ زَمَانُ إِليصَابَاتَ لِتَلِد، فَوَلَدَتِ ٱبْنًا.
وسَمِعُ جِيرانُهَا وأَقَارِبُها أَنَّ الرَّبَّ قَدْ عَظَّمَ رَحْمَتَهُ لَهَا، فَفَرِحُوا مَعَهَا.
وفي اليَوْمِ الثَّامِنِ جَاؤُوا لِيَخْتِنُوا الصَّبِيّ، وسَمَّوْهُ بِٱسْمِ أَبِيهِ زَكَريَّا.
فأَجَابَتْ أُمُّهُ وَقالَتْ: «لا! بَلْ يُسَمَّى يُوحَنَّا!».
فقَالُوا لَهَا: «لا أَحَدَ في قَرابَتِكِ يُدْعَى بِهذَا ٱلٱسْم».
وأَشَارُوا إِلى أَبِيهِ مَاذَا يُريدُ أَنْ يُسَمِّيَهُ.
فطَلَبَ لَوْحًا وكَتَب: «إِسْمُهُ يُوحَنَّا!». فَتَعَجَّبُوا جَمِيعُهُم.
وٱنْفَتَحَ فَجْأَةً فَمُ زَكَرِيَّا، وٱنْطَلَقَ لِسَانُهُ، وَجَعَلَ يَتَكَلَّمُ ويُبَارِكُ ٱلله،
فَٱسْتَولى الخَوْفُ على جَمِيعِ جِيرانِهِم، وتَحَدَّثَ النَّاسُ بِكُلِّ هذِهِ الأُمُورِ في كُلِّ جَبَلِ اليَهُودِيَّة.
وكانَ كُلُّ مَنْ سَمِعَ بِذلِكَ يَحْفَظُهُ في قَلْبِهِ قَائِلاً: «ما عَسَى هذَا الطِّفْلُ أَنْ يَكُون؟». وكانَتْ يَدُ الرَّبِّ حَقًّا مَعَهُ.
التعليق الكتابي :
القدّيس أوغسطينُس (354 – 430)، أسقف هيبّونا (إفريقيا الشماليّة) وملفان الكنيسة
العظة 293 عن ولادة يوحنّا المعمدان
« فَانفَتَحَ فَمُه لِوَقتِه وَانطَلَقَ لِسانُه فتَكَلَّمَ وبارَكَ الله »
صَمَتَ زكريا وفقد النُّطق حتى ولادة يوحنا، سابق الربّ الذي أعاد إليه الكلام. على ماذا يدلّ صمت زكريا، إن لم يكن على أن النبوءة اختفت، وهي قبل البشارة بالرّب يسوع المسيح، وكأنها اختبأت وانتهت لتنفتح من جديدٍ عند مجيئه، وتصبح واضحَةً عند وصول من أُنبِئَ عنهُ؟
هكذا، فإنَّ النُطقَ الّذي أُعيد إلى زكريا عند ولادة يوحنا يتطابق مع الحجاب الذي انشقّ عندما صرخ الرّب يسوع من على الصليب (راجع مت 27: 51). لو كان يوحنا قد أعلن عن نفسه، لَما انطلق لسان زكريا مرّة أخرى.
إن النُّطق قد أُعيد إليه بسبب ولادة ذلك الذي سيكون الصوت، لأنهم كانوا يسألون يوحنا الذي كان قد أخَذ يُبشّر الربّ: “من أنتَ؟”. فأجاب: “أنا صَوتُ منادٍ في البريّة”. إن الصوت هو يوحنا، في حين أن الربّ يسوع هو الكلمة: “في البدء كان الكلمة”. يوحنا هو الصوت إلى وقت فقط. أمَّا الرّب يسوع المسيح فهو الكلمة في البدء والكلمة الأزلي.