القراءات اليومية بحسب الطقس الماروني ” 18 أغسطس – آب 2021 “
الأربعاء الثالث عشر من زمن العنصرة
رسالة القدّيس يوحنّا الأولى 20-12:2
يا إِخوَتِي : أَكْتُبُ إِلَيْكُم، أَيُّهَا الأَبْنَاء، لأَنَّ خطايَاكُم غُفِرَتْ لَكُم مِنْ أَجْلِ ٱسْمِ المَسِيح.
أَكْتُبُ إِلَيْكُم، أَيُّهَا الآبَاء، لأَنَّكُم عَرَفْتُمُ الَّذي هُوَ مُنْذُ البَدْء. أَكْتُبُ إِلَيكُم، أَيُّهَا الشُّبَّان، لأَنَّكُم غَلَبْتُمُ الشِّرِّير.
كَتَبْتُ إِلَيكُم، أَيُّها الأَبْنَاء، لأَنَّكُم عَرَفْتُمُ الآب. كتَبْتُ إِلَيْكُم، أَيُّهَا الآبَاء، لأَنَّكُم عَرَفْتُمُ الَّذي هُوَ مُنْذُ البَدْء. كَتَبْتُ إِلَيكُم، أَيُّهَا الشُّبَّان، لأَنَّكُم أَقْوِيَاء، ولأَنَّ كَلِمَةَ اللهِ ثَابِتَةٌ فِيكُم، وقَدْ غَلَبْتُمُ الشِّرِّير.
لا تُحِبُّوا العَالَمَ ولا مَا في العَالَم. إِنْ كَانَ أَحَدٌ يُحِبُّ العَالَم، فلا تَكُونُ فِيهِ مَحَبَّةُ الآب؛
لأَنَّ كُلَّ مَا في العَالَمِ مِن شَهْوَةِ الجَسَد، وشَهْوَةِ العَين، وكِبْرِياءِ الغِنَى، لَيْسَ هُوَ مِنَ الآبِ بَلْ هُوَ مِنَ العَالَم.
فإِنَّ العَالَمَ وشَهْوَتَهُ يَزُولان، أَمَّا مَنْ يَعْمَلُ بِمَشِيئَةِ اللهِ فَيَثْبُتُ إِلى الأَبَد.
أَيُّهَا الأَبْنَاء، إِنَّهَا السَّاعَةُ الأَخِيرَة. لقَدْ سَمِعْتُم أَنَّ مَسِيحًا دَجَّالاً سَيَأْتِي، وقَدْ أَتَى الآنَ مُسَحَاءُ دَجَّالُونَ كَثِيرُون، فَمِنْ هذَا نَعْرِفُ أَنَّهَا السَّاعَةُ الأَخِيرَة.
إِنَّهُم خَرَجُوا مِنْ بَيْنِنَا، لكِنَّهُم مَا كَانُوا مِنَّا، فلَو كَانُوا مِنَّا، لَكَانُوا ثَبَتُوا مَعَنَا. لكِنَّهُم خَرَجُوا لِيَتَبَيَّنَ أَنَّهُم جَمِيعَهُم لَيسُوا مِنَّا.
أَمَّا أَنْتُم فَلَكُم مَسْحَةٌ مِنَ القُدُّوس، وجَمِيعُكُم تَعْرِفُون ذلِكَ.
إنجيل القدّيس لوقا 11-7:14
لاحَظَ يَسُوعُ كَيْفَ كَانَ المَدْعُووُّنَ يَخْتَارُونَ المَقَاعِدَ الأُولى، فَقَالَ لَهُم هذَا المَثَل:
«إِذَا دَعَاكَ أَحَدٌ إِلى وَلِيمَةِ عُرْس، فَلا تَجْلِسْ في المَقْعَدِ الأَوَّل، لَرُبَّما يَكُونُ قَدْ دَعَا مَنْ هُوَ أَعْظَمُ مِنْكَ قَدْرًا،
فَيَأْتي الَّذي دَعَاكَ وَدَعَاهُ وَيَقُولُ لَكَ: أَعْطِهِ مَكَانَكَ! فَحِينَئِذٍ تُضْطَرُّ خَجِلاً إِلى الجُلُوسِ في آخِرِ مَقْعَد!
ولكِنْ إِذَا دُعِيتَ فٱذْهَبْ وٱجْلِسْ في آخِرِ مَقْعَد، حَتَّى إِذَا جَاءَ الَّذي دَعَاكَ يَقُولُ لَكَ: يا صَدِيقي، تَقَدَّمْ إِلى أَعْلَى! حِينَئِذٍ يَعْظُمُ شَأْنُكَ فِي عَيْنِ الجَالِسِينَ مَعَكَ.
لأَنَّ كُلَّ مَنْ يَرْفَعُ نَفْسَهُ يُوَاضَع، وَمَنْ يُواضِعُ نَفْسَهُ يُرْفَع.»
التعليق الكتابي :
دِيادوكُس الفوتيكي (حوالى 400 – ؟)، أسقف
عن الكمال الروحي
إعطاء الله المكان الأوّل
مَن يحبّ نفسه لا يمكن أن يحبّ الله؛ لكن مَن لا يحب نفسه بسبب ثروات المحبّة الإلهيّة السامية، فهذا يحبّ الله. لهذا، لا يقوم هكذا إنسان بالبحث عن مجده الخاص، بل عن مجد الله، لأنّ من يحبّ نفسه يبحث عن مجده الخاص. أمّا مَن يحبّ الله، فهو يحبّ مجد خالقه. في الواقع، إنّه لمن ميزة النفس الداخليّة والصديقة لله أن تبحث دومًا عن مجد الله في جميع الوصايا التي تنفّذها وأن تُسرّ بتواضعه، لأنّ المجد يليق بالله نتيجة عظمته، والتواضع بالإنسان؛ بهذه الطريقة، يصبح أقرب إلى الله. إن تصرّفنا هكذا، مسرورين بمجد الربّ، يُصبح بإمكاننا أن نُردّد بدون توقّف، على مثال يوحنّا المعمدان: “لا بُدَّ له مِن أَن يَكبُر. ولا بُدَّ لي مِن أن أَصغُر” (يو 3: 30).
أعرف أحدًا يحبّ الله كثيرًا رغم أنّه يئنّ لأنّه يشعر بأنّه لا يحبّه كما يودّ، وبأنّ نفسه تحترق باستمرار شوقًا برؤية الله الممجّد بداخله وبرؤية نفسه كأنّه غير وجود. لا يعرف هذا الرجل مكانته، حتّى لو مدحناه بالكلمات؛ لأنّه نتيجة رغبته الشديدة في الانخفاض، ما عاد يُفكّر بكرامته الخاصّة. هذا الرجل كرّس نفسه للخدمة الإلهيّة، كما يتوجّب على كلّ كاهن، لكنّه في تكرّسه التامّ لحبّ الله، تخلّى عن ذكرى كرامته الخاصّة في هاوية محبّته لله، خافيًا المجد الذي قد يناله خلف الأفكار المتواضعة. في كلّ الأوقات، وبنظره، هو لا يرى نفسه سوى خادم عديم الفائدة؛ فإنّ رغبته في الانخفاض تجرّده، بشكلٍ من الأشكال، من كرامته الخاصّة. هذا ما علينا نحن أيضًا أن نفعله، بحيث نهرب من كلّ فخر ومجد، نظرًا للثروة الفائضة من محبّة ذاك الذي أحبّنا كثيرًا.