القراءات اليومية بحسب الطقس المارونيّ” 26 أغسطس – آب 2021 “
الخميس الرابع عشر من زمن العنصرة
رسالة القدّيس يوحنّا الأولى 13:5-21
يا إِخوَتِي : كتَبْتُ إِلَيْكُم بِهذَا، لِكَي تَعْلَمُوا أَنَّ الحَيَاةَ الأَبَدِيَّةَ هِيَ لَكُم أَنْتُمُ الَّذِينَ تُؤْمِنُونَ بِٱسْمِ ٱبْنِ الله.
وهذِهِ هِيَ الثِّقَةُ الَّتي لنَا أَمَامَهُ، أَنَّهُ يَسْمَعُ لنَا، إِذَا طَلَبْنَا شَيْئًا مُوافِقًا لِمَشِيئَتِهِ.
وإِنْ كُنَّا نَعْلَمُ أَنَّهُ يَسْمَعُ لنَا في مَا نَطْلُبُهُ، نَعْلَمُ أَنَّنَا نَحْصَلُ على مَا طَلَبْنَاهُ مِنْهُ.
إِنْ رأَى أَحَدٌ أَخَاهُ يَخْطَأُ خطِيئَةً لا تُؤَدِّي إلى المَوْت، فَلْيَسْأَلِ اللهَ فيَهَبَ الحَيَاةَ لَهُ ولِلَّذِينَ يَخْطأُونَ خَطِيئَةً لا تُؤَدِّي إِلى الْمَوت. هُنَاكَ خطِيئَةٌ تُؤَدِّي إِلى الْمَوْت، ولا أَقُولُ لَكُم أَنْ تَسْأَلُوا اللهَ مِن أَجْلِهَا.
كُلُّ ظُلْمٍ هُوَ خَطِيئَة. وهُنَاكَ خَطِيئَةٌ لا تُؤدِّي إِلى الْمَوت.
إِنَّنَا نَعْلَمُ أَنَّ كُلَّ مَولُودٍ مِنَ اللهِ لا يَخْطَأ، لأَنَّ ٱبْنَ اللهِ يَحْفَظُهُ، فَلا يَمَسُّهُ الشِّرِّير.
ونَعْلَمُ أَنَّنَا مِنَ الله، وأَنَّ العَالَمَ كُلَّهُ تَحْتَ سُلْطَانِ الشِّرِّير.
ونَعْلَمُ أَيضًا أَنَّ ٱبْنَ اللهِ أَتَى فأَعْطَانَا الفَهْمَ لِنَعْرِفَ الحَقّ. ونَحْنُ في الحَقّ، أَي في ٱبْنِهِ يَسُوعَ المَسِيح. هذَا هُوَ الإِلهُ الحَقُّ والحَياةُ الأَبَدِيَّة.
أَيُّهَا الأَبْنَاء، صُونُوا أَنْفُسَكُم مِنَ الأَوثَان!
إنجيل القدّيس لوقا 9:16-12
قالَ الربُّ يَسوع لِتَلامِيذِهِ: «إِصْنَعُوا لَكُم أَصْدِقاءَ بِالمَالِ الخَائِن، حَتَّى إِذا نَفَد، قَبِلَكُمُ الأَصْدِقاءُ في المَظَالِّ الأَبَدِيَّة.
أَلأَمِينُ في القَلِيلِ أَمينٌ في الكَثِير. والخَائِنُ في القَلِيلِ خَائِنٌ أَيْضًا في الكَثير.
إِنْ لَمْ تَكُونُوا أُمَنَاءَ في المَالِ الخَائِن، فَمَنْ يَأْتَمِنُكُم عَلَى الخَيْرِ الحَقِيقيّ؟
وَإِنْ لَمْ تَكُونُوا أُمَنَاءَ في مَا لَيْسَ لَكُم، فَمَنْ يُعْطِيكُم مَا هُوَ لَكُم؟
التعليق الكتابيّ:
القدّيس أمبروسيوس (نحو 340 – 379)، أسقف ميلانو وملفان الكنيسة
شرح لإنجيل القدّيس لوقا، 7
«اِتَّخِذوا لكم أَصدِقاءَ بِالمالِ الحَرام»
“ما مِن خادِمٍ يَستَطيعُ أَن يَعمَلَ لِسَيِّدَيْن”. هذا لا يعني أنّ هناك سَيِّدَيْن؛ لا يوجد سوى سيّد واحد. فلا يحقّ للمال أن يكون سيّدًا حتّى لو كان هناك أشخاص يخدمونه، لأنّ هؤلاء قد اختاروا نير العبوديّة. في الواقع، لا يؤمّن المال سلطة عادلة، بل يفرض عبوديّة ظالمة. لهذا السبب، قال الربّ: “اِتَّخِذوا لكم أَصدِقاءَ بِالمالِ الحَرام”(لو 16: 9)، حتّى نستطيع من خلال كَرَمنا تجاه الفقراء أن نحصل على حظوة الملائكة وبقية القدّيسين.
لم يطلْ الانتقاد الوكيل في الإنجيل، (راجع لو 16: 1-12) لكي نَعلم بأنّنا لسنا أسيادًا بل نحن وكلاء على ثروات الآخرين. وبالرغم من ارتكاب الوكيل خطأ، فقد أشيد به، لأنّه حصل على الأصدقاء من خلال مسامحته للآخرين باسم سيّده. لقد أجاد الرّب يسوع الكلام عن “المالِ الحَرام” لأنّ البخل يُخضِع ميولنا للتجربة من خلال إغراءات الثروات المتنوّعة لدرجة أنّنا نريد أن نكون عبيدًا لها. لهذا السبب قال: “فَإِذا لم تَكونوا أُمَناء على المالِ الحَرام، فعَلى الخَيرِ الحَقِّ مَن يَأَتَمِنُكم؟” (لو 16: 11) الثروات غريبة عنّا لأنّها خارج طبيعتنا، فهي لا تولد معنا ولا تتبعنا في الموت. وعلى العكس من ذلك، فالرّب يسوع المسيح هو لنا لأنّه الحياة … فلا نكونَنّ عبيدًا للممتلكات الخارجيّة، لأنّه يجب ألاّ نعترف بربّ إلاّ الرّب يسوع المسيح.