القراءات اليومية بحسب الطقس الماروني ” 27 أكتوبر – تشرين الأول 2021 “
الأربعاء من الأسبوع السادس بعد عيد الصليب
رسالة القدّيس بولس الأولى إلى أهل قورنتس 24.17.14-8.3-1:7
يا إِخوَتِي، أَمَّا في شَأْنِ مَا كَتَبْتُم بِهِ إِلَيَّ، فَحَسَنٌ لِلرَّجُلِ أَنْ لا يَمَسَّ ٱمْرَأَةً!
ولكِنْ، تَجَنُّبًا لِلزِّنَى، فَلْيَكُنْ لِكُلِّ رَجُلٍ ٱمْرَأَتُهُ، وَلْيَكُنْ لِكُلِّ ٱمْرَأَةٍ رَجُلُهَا.
ولْيُوفِ الرَّجُلُ ٱمْرَأَتَهُ حَقَّهَا، وكَذَلِكَ المَرْأَةُ أَيْضًا رَجُلَهَا.
أَمَّا لِغَيْرِ المُتَزَوِّجينَ والأَرَامِلِ فأَقُول: حَسَنٌ لَهُم أَنْ يَظَلُّوا مِثْلِي أَنَا!
ولكِنْ إِذَا لَمْ يَسْتَطيعُوا أَنْ يَضْبِطُوا أَنْفُسَهُم، فَلْيَتَزَوَّجُوا؛ لأَنَّ الزَّوَاجَ أَفْضَلُ مِنَ التَّحَرُّق.
أَمَّا المُتَزَوِّجُونَ فآمُرُهُم، لا أَنَا بَلِ الرَّبّ، بِأَنْ لا تُفَارِقَ ٱلمَرْأَةُ رَجُلَهَا،
وإِنْ فَارَقَتْهُ، فَلْتَبْقَ بِلا زَوَاج، أَو فَلْتُصَالِحْ رَجُلَهَا؛ وبِأَنْ لا يَتْرُكَ الرَّجُلُ ٱمْرَأَتَهُ.
أَمَّا البَّاقُونَ فأَقُولُ لَهُم أَنَا، لا الرَّبّ: إِذَا كَانَ لِرَجُلٍ مُؤْمِنٍ ٱمْرَأَةٌ غَيْرُ مُؤْمِنَة، وهيَ تَرضَى أَنْ تُسَاكِنَهُ، فلا يَتْرُكْهَا.
وإِذَا كَانَ لٱمْرَاَةٍ مُؤْمِنَةٍ رَجُلٌ غَيْرُ مُؤْمِن، وهُوَ يَرْضَى أَنْ يُسَاكِنَهَا، فَلا تَتْرُكْ رَجُلَهَا؛
لأَنَّ الرَّجُلَ غَيْرَ المُؤْمِنِ يَتَقَدَّسُ بِٱمْرَأَتِهِ ٱلمُؤْمِنَة. والمَرْأَةُ غَيْرُ ٱلمُؤْمِنَةِ تَتَقَدَّسُ بِرَجُلِهَا المُؤْمِن؛ وإِلاَّ فَيَكُونُ أَوْلادُكُم نَجِسِين، والحَالُ أَنَّهُم قِدِّيسُون!
وفي مَا عَدَا ذلِكَ، فَلْيَسْلُكْ كُلُّ وَاحِدٍ كَمَا قَسَمَ لَهُ الرَّبّ، وكَمَا كَانَ حِينَ دَعَاهُ الله. فإِنِّي هكَذَا أُوْصِي في الكَنَائِسِ كُلِّهَا.
أَيُّهَا الإِخْوَة، لِيَبْقَ كُلُّ وَاحِدٍ أَمَامَ اللهِ عَلى الحَالَةِ الَّتي دُعِيَ فيهَا!
إنجيل القدّيس متّى 23-18:13
قالَ الربُّ يَسوع لِتلاميذِهِ: «إِسْمَعُوا أَنْتُم مَثَلَ الزَّارِع:
كُلُّ مَنْ يَسْمَعُ كَلِمَةَ المَلَكُوتِ ولا يَفْهَمُهَا، يَأْتِي الشِّرِّيرُ ويَخْطَفُ مَا زُرِعَ في قَلْبِهِ: هذَا هُوَ الَّذي زُرِعَ على جَانِبِ الطَّرِيق.
أَمَّا الَّذي زُرِعَ في الأَرْضِ الصَّخْرِيَّة، فهُوَ الَّذي يَسْمَعُ الكَلِمَة، وفي الحَالِ يَقْبَلُهَا بِفَرَح؛
ولكِنَّهُ لا أَصْلَ لَهُ في ذَاتِهِ وإِنَّمَا يَثْبُتُ إِلى حِيْن، فَإِذَا حَدَثَ ضِيْقٌ أَوِ ٱضْطِهَادٌ مِنْ أَجْلِ الكَلِمَةِ فَحَالاً يَشُكُّ.
أَمَّا الَّذي زُرِعَ بَيْنَ الشَّوْكِ فَهُوَ الَّذي يَسْمَعُ الكَلِمَة، ولكِنَّ هَمَّ هذَا الدَّهْرِ وغُرُورَ الغِنَى يَخْنُقَانِ فيهِ الكَلِمَة، فَيَبْقَى بِلا ثَمَر.
أَمَّا الَّذي زُرِعَ في الأَرْضِ الجَيِّدَةِ فَهُوَ الَّذي يَسْمَعُ الكَلِمَةَ ويَفْهَمُهَا فَيَحْمِلُ ثَمَرًا، ويُعْطِي وَاحِدٌ مِئَةً وآخَرُ سِتِّين، وآخَرُ ثَلاثين».
التعليق الكتابي :
القدّيسة تيريزيا الآبِليّة (1515 – 1582)، راهبة كرمليّة وملفانة الكنيسة
الهتافات، الرقم 8
«وأَمَّا الَّذي زُرِعَ في الشَّوك فهُو الَّذي يَسمَعُ الكَلِمة، ويكونُ له مِن هَمِّ الحَياةِ الدُّنيا وفِتنَةِ الغِنى ما يَخنُقُ الكَلِمة فلا تُخرِجُ ثَمَراً»
ربّي وإلهي، إنّ كلمتك هي كلمة الحياة، حيث يجد البشر ما يرغبون فيه، شرط أن يقبلوا البحث عنها. ولكن أين العجب يا إلهي، إن نسينا كلامك وقد استولت علينا الحماقة والفتور بسبب أعمالنا السيّئة؟ يا إلهي، يا خالق كلّ شيء، كيف ستكون هذه الخليقة يا ربّ، إن أردتَ خلق المزيد؟ أنت كليّ القدرة، وأعمالك لا يدركها عقل. يا ربّ، اجعل كلامك لا يغيب أبدًا عن تفكيري.
أنت قلت: “تَعالَوا إِليَّ جَميعًا أَيُّها المُرهَقونَ المُثقَلون، وأَنا أُريحُكم” (مت 11: 28). ماذا نريد بعد، يا ربّ؟ ماذا نطلب؟ عمّ نبحث؟ لماذا يضلّ الناس في هذا العالم طريقهم، إلاّ لأنّهم يسعون وراء السعادة؟ يا إلهي، يا له من عمى مطبق! نحن نبحث عنها، عن تلك السعادة، حيث يستحيل إيجادها.
أيّها الخالق، ترأّف بخلائقك. أنظر إلينا، نحن لا نفهم أنفسنا ولا نعرف ماذا نريد ولا نجد ما نطلبه. أعطِنا النور، يا ربّ. أترى، نحن بحاجة إليه أكثر من الأعمى. هو كان يريد أن يرى النور ولم يقدر، والآن نحن نرفض أن نرى يا ربّ. هل من مرض عضال أكثر؟ هنا ستظهر قوّتك يا إلهي، وهنا ستلمع رحمتك… أرجوك أن تحبّ أولئك الذين لا يحبّونك، وأن تفتح الباب للذين لا يقرعونه، وأن تعطي الصحّة للذين يستمتعون بالمرض… أنت قلت، يا معلّمي، إنّك جئت تدعو الخاطئين (راجع مت 9: 13)؛ وها هم، يا ربّ! وأنت يا إلهي، انسَ عمانا وانظر فقط إلى الدم الذي أراقه ابنك من أجلنا. فلتُشرق رحمتك وسط هذا الشقاء؛ تذكّر يا ربّ، أنّنا خليقتك، واحفظنا بطيبتك وبرحمتك.