القراءات اليومية بحسب الطقس الماروني ” 2 نوفمبر – تشرين الثاني 2021 “
الثلاثاء من الأسبوع السابع بعد عيد الصليب
رسالة القدّيس بولس الأولى إلى أهل قورنتس 24-14:10
يا إِخوَتِي، أُهْرُبُوا مِنْ عِبَادَةِ الأَوْثَان.
أُخَاطِبُكُم كَأُنَاسٍ عُقَلاء، فَٱحْكُمُوا أَنْتُم في مَا أَقُول:
كَأْسُ البَرَكَةِ الَّتي نُبَارِكُهَا، أَلَيْسَتْ هِيَ شَرِكَةً في دَمِ المَسِيح؟ والخُبْزُ الَّذي نَكْسِرُهُ، أَلَيْسَ هوَ شَرِكَةً في جَسَدِ المَسِيح؟
وبِمَا أَنَّ الخُبْزَ وَاحِد، فَنَحْنُ الكَثِيرُونَ جَسَدٌ وَاحِد، لأَنَّنَا جَمِيعًا نَشْتَرِكُ في الخُبْزِ الوَاحِد.
أُنْظُرُوا إِلى إِسْرَائِيلَ بِحَسَبِ الجَسَد: أَلَيْسَ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الذَّبَائِحَ هُم شُرَكَاءَ المَذْبَح؟
إِذًا فَمَاذَا أَقُول؟ هَلْ إِنَّ ذَبِيحَةَ الوَثَنِ شَيْء؟ أَوْ إِنَّ الوَثَنَ شَيء؟
كلاَّ، لأَنَّ مَا يَذْبَحُهُ الوَثَنِيُّونَ إِنَّمَا يَذْبَحُونَهُ لِلشَّياطِينِ ولَيْسَ لله! وأَنَا لا أُريدُ أَنْ تَصِيرُوا شُرَكَاءَ الشَّيَاطِين!
لا يُمْكِنُكُم أَنْ تَشْرَبُوا كَأْسَ الرَّبِّ وَكَأْسَ الشَّيَاطِين! ولا يُمْكِنُكُم أَنْ تَشْتَرِكُوا في مَائِدَةِ الرَّبِّ ومَائِدَةِ الشَّيَاطِين!
أَمْ هَلْ نُرِيدُ أَنْ نُثِيرَ غَيْرَةَ الرَّبّ؟ وهَلْ نَحْنُ أَقْوَى مِنْهُ؟
هُنَاكَ مَنْ يَقُول: «كُلُّ شَيءٍ مُبَاح!»، فأُجِيب: ولكِنْ لَيْسَ كُلُّ شَيءٍ يَنْفَع!. «كُلُّ شَيءٍ مُبَاح!»، ولكِنْ لَيْسَ كُلُّ شَيءٍ يَبْنِي!
فلا يَطْلُبَنَّ أَحَدٌ مَا هُوَ لِنَفْسِهِ، بَلْ مَا هُوَ لِغَيْرِهِ.
إنجيل القدّيس متّى 53-47:13
قالَ الربُّ يَسوع: «يُشْبِهُ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ شَبَكَةً أُلْقِيَتْ في البَحْر، فَجَمَعَتْ سَمَكاً مِنْ كُلِّ نَوْع.
ولَمَّا ٱمْتَلأَتْ أَخْرَجَهَا الصَّيَّادُونَ إِلى الشَّاطِئ، وجَلَسُوا فَجَمَعُوا الجَيِّدَ في سِلال، وطَرَحُوا الرَّدِيءَ إِلى الخَارِج.
هكَذَا يَكُونُ في نِهَايَةِ العَالَم: يَخْرُجُ المَلائِكَةُ فَيُمَيِّزُونَ الأَشْرَارَ مِن بَينِ الأَبْرَار،
ويُلْقُونَهُم في أَتُّونِ النَّار. هُنَاكَ يَكُونُ البُكَاءُ وصَرِيْفُ الأَسْنَان.
أَفَهِمْتُم هذَا كُلَّهُ؟». قَالُوا لَهُ: «نَعَم!».
فَقَالَ لَهُم: «لِذلِكَ كُلُّ كَاتِبٍ تَتَلْمَذَ لِمَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ يُشْبِهُ رَجُلاً رَبَّ بَيْتٍ يُخْرِجُ مِنْ كَنْزِهِ الجَدِيْدَ والقَديم».
ولَمَّا أَتَمَّ يَسُوعُ هذِهِ الأَمْثَال، ٱنْتَقَلَ مِنْ هُنَاك.
النصوص مأخوذة من الترجمة الليتُرجيّة المارونيّة – إعداد اللجنة الكتابيّة التابعة للجنة الشؤون الليتورجيّة البطريركيّة المارونيّة (طبعة ثانية – 2007)
المجمع الفاتيكانيّ الثاني
“فرح ورجاء (Gaudium et spes)”: دستور رعائي في الكنيسة في عالم اليوم، العدد 39: 2-3
«مَثَلُ ملكوتِ السَّمَواتِ، كَمَثلِ شَبَكةٍ أُلقِيَت في البَحر، فجَمعَت مِن كُلِّ جِنْس»
أجل، نحن نعلم بأنّه “ماذا يَنفَعُ الإِنسانَ لو رَبِحَ العالَمَ كُلَّه، وفَقَدَ نَفْسَه أَو خَسِرَها؟” (لو 9: 25). غير أنّ انتظار الأرض الجديدة بدلاً من أن يخفّف من اهتمامنا باستثمار هذه الأرض، يجب بالأحرى أن يوقظَها فينا: فجسمُ العائلة الإنسانيّة الجديدة ينمو فيها، راسمًا الخطوط الأولى للعالم الآتي. لذا، وإن ميّزنا تمييزًا دقيقًا بين التقدّم الأرضي ونمو ملكوت الرّب يسوع المسيح، فإنّ لهذا التقدّم أهميّة كبرى بالنسبة إلى ملكوت الله بقدرِ ما يمكنُه أن يساهمَ في تنظيمٍ أوفى للمجتمع الإنساني.
فهذه القيم من كرامةٍ وشركةٍ وحرية، كلّ هذه الثمار الممتازة التي أنتجتْها طبيعتنا ومهاراتنا والتي نكون قد نشرناها على الأرض وفقًا لوصيّة الربّ وبِحَسَب رُوحِهِ، سنجدها فيما بعد، مُطَهَّرةً من كلّ وصمةٍ، متلألِئَةً متّشحةً حلّةً جديدة، عندما يسلّم الرّب يسوع المسيح إلى أبيه “ملكوتًا أبديًّا شاملاً: ملكوتَ حقيقةٍ وحياة. ملكوتَ قداسةٍ ونعمة، ملكوتَ برٍّ وحبٍّ وسلام” (رو 8: 19–21). إنّ الملكوتَ حاضرٌ الآن بشكل سري على الأرض، وسيبلغ كمالُهُ عند عودة الربّ.