القراءات اليومية بحسب الطقس الماروني ” 17 نوفمبر – تشرين الثاني 2021 “
الأربعاء من أسبوع بشارة زكريّا
مار غريغوريوس العجائبيّ المعترف (273)
رسالة القدّيس بولس إلى أهل رومة 16-9:2
يا إِخوَتِي الضِّيقُ والشِّدَّةُ عَلى كُلِّ إِنْسَانٍ يَفْعَلُ السُّوء، عَلى اليَهُودِيِّ أَوَّلاً ثُمَّ عَلى اليُونَانِيّ.
وَالمَجْدُ والكَرَامَةُ والسَّلاَمُ لِكُلِّ مَنْ يَفْعَلُ الصَّلاَح، لِليَهُودِيِّ أَوَّلاً ثُمَّ لِليُونَانِيّ؛
لأَنَّهُ لَيْسَ عِنْدَ اللهِ مُحَابَاةٌ لِلوُجُوه.
فَجَمِيعُ الَّذينَ خَطِئُوا بِدُونِ شَريعَة، فَبِدُونِ شَريعَةٍ يَهْلِكُون. وجَميعُ الَّذِينَ خَطِئُوا في الشَّرِيعَة، فَبِالشَّرِيعَةِ يُدَانُون.
فَلَيْسَ الَّذينَ يَسْمَعُونَ الشَّرِيعَةَ هُم أَبْرارًا عِنْدَ الله، بَلْ الَّذينَ يَعْمَلُونَ بِالشِّرِيعَةِ يُبَرَّرُون.
فَلَمَّا كَانَ الأُمَمُ، الَّذينَ لا شَريعَةَ لَهُم، يَعْمَلُونَ بِحَسَبِ الطَّبِيعَةِ بِمَا في الشَّرِيعَة، فَهؤلاءِ، وإِنْ كَانُوا لا شَريعَةَ لَهُم، هُم شَرِيعَةٌ لأَنْفُسِهِم.
وهُم يُظْهِرُونَ أَنَّ عَمَلَ الشَّرِيعَةِ مَكْتُوبٌ في قُلُوبِهِم، فَضَمِيرُهُم شَاهِد، وأَفْكَارُهُم تَشْكُوهُم تَارَةً، وتَارَةً تُدَافِعُ عَنْهُم
يَوْمَ يَدينُ اللهُ خَفَايَا البَشَر، بِحَسَبِ إِنْجيلي، بِيَسُوعَ المَسِيح.
إنجيل القدّيس يوحنّا 45-41:8
قالَ الرَبُّ يَسوع لليَهُود: «أَنْتُم تَعْمَلُونَ أَعْمَالَ أَبيكُم». فَقَالُوا لَهُ اليَهُودُ: «نَحْنُ لَمْ نُولَدْ مِنْ زِنًى! لَنَا أَبٌ وَاحِدٌ هُوَ الله!».
قَالَ لَهُم يَسُوع: «لَو كَانَ اللهُ أَبَاكُم لأَحْبَبْتُمُونِي، لأَنِّي أَنَا مِنَ اللهِ خَرجْتُ وأَتَيْت. ومَا مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِي أَتَيْت، بَلْ هُوَ أَرْسَلَنِي.
لِمَاذَا لا تَفْهَمُونَ كَلامِي؟ لأَنَّكُم لا تَقْدِرُونَ أَنْ تَسْمَعُوا قَولِي!
أَنْتُم مِنْ أَبٍ هُوَ إِبْليس، وتُريدُونَ أَنْ تَعْمَلُوا بِشَهَوَاتِ أَبيكُم، ذَاكَ الَّذي كَانَ مُنْذُ البَدْءِ قَاتِلَ النَّاس، ومَا ثَبَتَ في الحَقّ، لأَنَّهُ لا حَقَّ فِيه. عِنْدَمَا يَتَكَلَّمُ بِٱلكَذِبِ يَتَكَلَّمُ بِمَا لَدَيْه، لأَنَّهُ كَذَّابٌ وأَبُو الكَذِب.
أَمَّا أَنَا، فَلأَنِّي أَقُولُ الحَقّ، لا تُصَدِّقُونَنِي.
التعليق الكتابي :
التعليم المسيحيّ للكنيسة الكاثوليكيّة
الفقرات 391 – 395
«ما لَنا وَلَكَ يا يَسوعُ ٱلنّاصِرِيّ؟ أَجِئتَ لِتُهلِكَنا؟ أَنا أَعرِفُ مَن أَنت: أَنتَ قُدّوسُ ٱلله» (مر 1: 24)
كان وراء اختيار أبوينا الأوّلين المعصيةَ صوتٌ مُغرٍ معارضٌ لله يحملهما، حسدًا، على السقوط والموت. إنّ الكتاب المقدّس وتقليد الكنيسة يريان في هذا الكائن ملاكًا ساقطًا يُدعى شيطانًا أو إبليس. فالكنيسة تُعَلِّمُ بأنّه كان أوّلاً ملاكًا صالحًا من صُنع الله: الشيطان وسائر الأبالسة خلقهم الله صالحين في طبيعتهم، ولكنّهم هم بأنفسهم انقلبوا أشرارًا.
والكتاب المقدّس يذكر لهؤلاء الملائكة خطيئة. وهذا “السقوط” كان باختيارٍ حُرٍّ لهؤلاء الأرواح المخلوقة، الذين رفضوا رفضًا باتًّا وثابتًا الله وملكوته. وإنّنا نجد إشارةً إلى هذا العصيان في أقوال المجرِّب لأبوينا الأولين: “تصيران كآلهة” (تك 3: 5). ويقول الكتاب في مكانٍ آخر: “إِبْليس خاطِئٌ مُنذُ البَدْء” (1يو 3: 8)، وهو “أبو الكذب” (يو 8: 44). إنّ ميزة الاختيار الثابت للملائكة -وليس تقصيرٌ من الرحمة الإلهيّة غير المتناهية- هي التي جعلت خطيئتهم غير قابلة الغفران. “فلا ندامة لهم بعد السقوط، كما أنّه لا ندامة للبشر بعد الموت”
الكتاب المقدّس يُثبت الأثر المشؤوم للذي يقول الرّب يسوع بأنّه “كانَ مُنذُ البَدءِ قَتَّالاً لِلنَّاس” (يو 8: 44)، والذي حاول أن يحوّل الرّب يسوع نفسه عن الرسالة التي تقبّلها من الآب. “وإِنَّما ظَهَرَ ابنُ اللهِ لِيُحبِطَ أَعمالَ إِبْليس” (1يو 3: 8). وأفظع نتائج أعماله كان الإغراء الكاذب الذي جرَّ الإنسان إلى عصيان الله.
ولكنّ مقدرة إبليس ليست غير متناهية. إنّه مُجرّد خليقة، قديرة لكونها روحًا محضًا، ولكنّه لا يخرج عن كونه خليقة: لا يستطيع أن يمنع بناء ملكوت الله.