القراءات اليومية بحسب الطقس الماروني ” 23 نوفمبر – تشرين الثاني 2021 “
الثلاثاء من أسبوع بشارة العذراء
رسالة القدّيس بولس إلى أهل غلاطية 14-7:3
يا إِخوَتِي، إِعْلَمُوا إِذًا أَنَّ الَّذِينَ هُمْ مِنَ الإيْمَانِ هُمْ أَبْنَاءُ إِبرَاهِيم.
وَبِمَا أَنَّ الكِتَابَ سَبَقَ فرَأَى أَنَّ اللهَ سيُبَرِّرُ الأُمَمَ بالإِيْمَان، سَبَقَ فبَشَّرَ إِبْراهِيمَ قائِلاً: «فِيكَ تَتَبَارَكُ جَمِيعُ الأُمَم».
إِذًا فالَّذِينَ هُمْ مِنَ الإِيْمَانِ يتَبَارَكُونَ مَعَ إِبْرَاهِيمَ المُؤْمِن.
فجَميعُ الَّذِينَ هُمْ مِنْ أَعْمَالِ الشَّرِيعَةِ هُم تَحْتَ اللَّعْنَة، لأَنَّهُ مَكْتُوب: «مَلْعُونٌ كُلُّ مَنْ لا يَثْبُتُ عَلى العَمَلِ بكُلِّ مَا هُوَ مَكْتُوبٌ في الشَّرِيعَة!».
ووَاضِحٌ أَنَّهُ مَا مِنْ أَحَدٍ يُبَرَّرُ بِالشَّرِيعَةِ أَمَامَ الله، لأَنَّ «البَارَّ بالإِيْمَانِ يَحْيَا».
ولَيْسَتِ الشَّرِيعَةُ مِنَ الإِيْمَان، بَلْ إِنَّ «مَنْ يَعْمَلُ بِأَحْكَامِ الشَّرِيعَةِ يَحْيَا بِهَا».
فَالمَسِيحُ ٱفْتَدَانَا مِنْ لَعْنَةِ الشَّرِيعَة، إِذْ صَارَ لَعْنَةً مِنْ أَجْلِنَا، لأَنَّهُ مَكْتُوب: «مَلْعُونٌ كُلُّ مَنْ عُلِّقَ عَلى خَشَبَة!».
وذَلِكَ لِكَيْ تَصِيرَ بَرَكَةُ إِبْرَاهيمَ إِلى الأُمَمِ في المَسِيحِ يَسُوع، فَنَنَالَ بِالإِيْمَانِ الرُّوحَ المَوعُودَ بِهِ.
إنجيل القدّيس متّى 30-25:11
قالَ الربُّ يَسوعُ: «أَعْتَرِفُ لَكَ، يَا أَبَتِ، رَبَّ السَّمَاءِ والأَرْض، لأَنَّكَ أَخْفَيْتَ هذِهِ الأُمُورَ عَنِ الحُكَمَاءِ والفُهَمَاء، وأَظْهَرْتَها لِلأَطْفَال!
نَعَمْ، أَيُّها الآب، لأَنَّكَ هكَذَا ٱرْتَضَيْت!
لَقَدْ سَلَّمَنِي أَبي كُلَّ شَيء، فَمَا مِنْ أَحَدٍ يَعْرِفُ ٱلٱبْنَ إِلاَّ الآب، ومَا مِنْ أَحَدٍ يَعْرِفُ الآبَ إِلاَّ ٱلٱبْن، ومَنْ يُرِيدُ ٱلٱبْنُ أَنْ يُظْهِرَهُ لَهُ.
تَعَالَوا إِليَّ يَا جَمِيعَ المُتْعَبِينَ والمُثْقَلِينَ بِالأَحْمَال، وأَنَا أُريْحُكُم.
إِحْمِلُوا نِيْري عَلَيْكُم، وكُونُوا لي تَلاميذ، لأَنِّي وَدِيعٌ ومُتَواضِعُ القَلْب، فَتَجِدُوا رَاحَةً لِنُفُوسِكُم.
أَجَل، إِنَّ نِيْري لَيِّن، وحِمْلي خَفِيف!».
التعليق الكتابي:
القدّيس يوحنّا الذهبيّ الفم (نحو 345 – 407)، بطريرك أنطاكية ثمّ القسطنطينيّة وملفان الكنيسة
عِظة بمناسبة تذكار قدّيس
«اِحمِلوا نيري وتَتَلمَذوا لي، فإِنِّي وَديعٌ مُتواضِعُ القَلْب»
إنّ الرّب يسوع المسيح هو، اليوم كما سابقًا، ربٌّ مليءٌ بالطّيبة والمحبّة… أنظروا كيف يتصرّف. إنّه يظهر رحمةً تجاه الخاطئ الّذي يستحقّ تأنيبًا في الواقع. إنّ الذين يغضبونه يستحقّون أن يُدانوا، غير أنّه يتوجّه إلى الناس المذنبين بأعذب الكلام قائلاً: “تَعالَوا إِليَّ جَميعًا، أَيُّها المُرهَقونَ المُثقَلون، وأَنا أُريحُكم”. إنّ الرّب متواضعٌ؛ أمّا الإنسان، فهو متكبّر. إنّ القاضي يظهر مسامحته؛ أمّا المجرم، فهو وقح. يتفوّهُ الحِرفيّ بكلمات متواضعة؛ أمّا الطين، فيلقي خطابات على طريقة الملوك. “تعالوا إليَّ… اِحمِلوا نيري وتَتَلمَذوا لي، فإِنِّي وَديعٌ مُتواضِعُ القَلْب، تَجِدوا الرَّاحَةَ لِنُفوسِكم”. هو لا يأتي بالسوط ليَجلدَ، بل بالدواء ليَشفي.
فكّروا إذًا في صلاحه الفائق الوصف. هل سترفضون أن تعبّروا عن محبّتكم للرّب الذي لا يضرب أبدًا، وعن إعجابكم بالقاضي الذي يطلب السماح للمذنب؟ من المستحيل أن تبقوا غير مبالين أمام كلماته البسيطة: أنا الخالق وأحبّ صنيعتي؛ أنا الحِرفيّ وأعتني بما صنَعَتْه يديَّ (راجع تك 2: 7). لو كنتُ لا أبالي سوى بكرامتي، لما رفَعتُ الإنسان الخاطئ. لو لم أعالجْ مرضَه العضال بالأدوية المناسبة، لما استعادَ عافيتَه. لو لم أواسِه، لَفارقَ الحياة. لو اكتفَيتُ بتهديده، لَهَلِك. هو مطروح على الأرض، لكنّني سأشفيه بالزيت والخمر (راجع لو 10: 34). ممتلئًا رحمةً، أنحني نحوه لأنتَشلَه من سقطته. فذاك الذي يكون واقفًا لا يستطيع أن يُقيم إنسانًا مُستلقيًا على الأرض من دون أن ينحني ليمدّ له يده. “تعالوا إليَّ… اِحمِلوا نيري وتَتَلمَذوا لي، فإِنِّي وَديعٌ مُتواضِعُ القَلْب، تَجِدوا الرَّاحَةَ لِنُفوسِكم”.