القراءات اليومية بحسب الطقس الماروني ” 29 نوفمبر – تشرين الثاني 2021 “
الاثنين من أسبوع زيارة العذراء
رسالة القدّيس بولس إلى أهل أفسس 23-15:1
يا إِخوَتِي، أَنَا أَيْضًا، وقَدْ سَمِعْتُ بإِيْمَانِكُم بِالرَّبِّ يَسُوع، ومَحَبَّتِكُم لِجَمِيعِ الإِخْوَةِ القِدِّيسِين،
لا أَزَالُ أَشْكُرُ اللهَ مِنْ أَجْلِكُم، وأَذْكُرُكُم في صَلَواتِي،
لِيُعْطِيَكُمْ إِلهُ رَبِّنَا يَسُوعَ المَسِيح، أَبُو المَجْد، رُوحَ ٱلحِكْمَةِ والوَحْيِ في مَعْرِفَتِكُم لَهُ،
فَيُنِيرَ عُيُونَ قُلُوبِكُم، لِتَعْلَمُوا مَا هُوَ رَجَاءُ دَعْوَتِهِ، ومَا هُوَ غِنَى مَجْدِ مِيراثِهِ في القِدِّيسِين،
ومَا هِيَ عَظَمَةُ قُدْرَتِهِ الفَائِقَةِ مِنْ أَجْلِنَا، نَحْنُ المُؤْمِنِين، بِحَسَبِ عَمَلِ عِزَّةِ قُوَّتِهِ،
الَّذي عَمِلَهُ في المَسِيح، إِذْ أَقَامَهُ مِنْ بَيْنِ الأَمْوَات، وأَجْلَسَهُ إِلى يَمِينِهِ في السَّمَاوَات،
فَوقَ كُلِّ رِئَاسَةٍ وسُلْطَانٍ وقُوَّةٍ وسِيَادَة، وكُلِّ ٱسْمٍ مُسَمَّى، لا في هذَا الدَّهْرِ وحَسْبُ، بَلْ في الآتي أَيْضًا؛
وأَخْضَعَ كُلَّ شَيءٍ تَحْتَ قَدَمَيْه، وجَعَلَهُ فَوْقَ كُلِّ شَيء، رَأْسًا لِلكَنِيسَة،
وهِيَ جَسَدُهُ ومِلْؤُهُ، هُوَ الَّذي يَمْلأُ الكُلَّ في الكُلّ.
إنجيل القدّيس لوقا 56-46:1
قالَتْ مَرْيَم: «تُعَظِّمُ نَفسِيَ الرَّبّ،
وتَبْتَهِجُ رُوحِي بِٱللهِ مُخَلِّصِي،
لأَنَّهُ نَظرَ إِلى تَواضُعِ أَمَتِهِ. فَهَا مُنْذُ الآنَ تُطَوِّبُنِي جَمِيعُ الأَجْيَال،
لأَنَّ القَدِيرَ صَنَعَ بي عَظَائِم، وٱسْمُهُ قُدُّوس،
ورَحْمَتُهُ إِلى أَجْيَالٍ وأَجْيَالٍ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَهُ.
صَنَعَ عِزًّا بِسَاعِدِهِ، وشَتَّتَ المُتَكبِّرينَ بأَفْكَارِ قُلُوبِهِم.
أَنْزَلَ المُقْتَدِرينَ عنِ العُرُوش، ورَفَعَ المُتَواضِعِين.
أَشْبَعَ الجِيَاعَ خَيْرَاتٍ، وصَرَفَ الأَغْنِياءَ فَارِغِين.
عَضَدَ إِسْرائِيلَ فَتَاهُ ذَاكِرًا رَحْمَتَهُ،
لإِبْراهِيمَ ونَسْلِهِ إِلى الأَبَد،كمَا كلَّمَ آبَاءَنا».
ومَكَثَتْ مَرْيَمُ عِندَ إِليصَابَاتَ نَحْوَ ثَلاثَةِ أَشْهُر، ثُمَّ عَادَتْ إِلى بَيتِهَا.
التعليق الكتابي :
بِندِكتُس السادس عشر، بابا روما من 2005 إلى 2013
المقابلة العامّة بتاريخ 15/03/2006
«خَلَعَ الأَقوِياءَ عنِ العُروش ورفَعَ الوُضَعاء»
إنّ نشيد مريم” تُعَظِّمُ الرَّبَّ نَفْسي” هو نشيد تسبيح يكشف عن روحانيّة الوُضَعاء، أيّ أولئك المؤمنين الذين يعترفون بفقرهم، ليس فقط عبر التخلّي عن الممتلكات والسلطة، بل أيضًا من خلال التواضع القلب العميق، أيّ التجرّد من الغرور والانفتاح على حلول النعمة الإلهيّة المُخلِّصة. إنّ نشيد مريم هذا بكليّته تميّزه حالة التواضع والفقر الملموسَين.
إنّ جوهر هذه الصلاة هو الاحتفال بالنعمة الإلهيّة التي ظهرَتْ في قلب مريم وفي حياتها، والتي جعلَتها أمًّا للربّ…: التسبيح والشكر والفرح العظيم… غير أنّ هذه الشهادة الشخصيّة ليست معزولة أو فرديّة، لأنّ مريم العذراء أدركَتْ أنّ المهمّة التي أوكِلَت إليها هي للبشريّة جمعاء، وأنّ قصّتها الشخصيّة تدخل في إطار مسيرة الخلاص… ومن خلال تسبيحها للربّ، فتحَتْ مريم العذراء الطريق أمام كلّ الأشخاص التائبين الذين يجدون رحمة الله في الرّب يسوع المسيح المولود من مريم العذراء. وكأنّ جماعة المؤمنين تضمّ صوتها إلى صوت مريم، للاحتفالي بخيارات الله المدهشة…
إنّ موقف ربّ التاريخ واضح جدًّا: فهو يقف دائمًا إلى جانب مَن يُدعَون أخيرين. ومشروعه غالبًا ما يكون مخفيًّا خلف أعمال البشر الذين يرون الانتصار عند “المُتكبِّرين والأَقوِياءَ والأغنياء”. غير أنّ قوّة ربّ التاريخ لا بدّ أن تظهرَ في النهاية، لتُشيرَ إلى شعب الله المختار: إنّهم أولئك الذين يخافونَه، أولئك الأمناء على كلمته؛ “الوُضَعاء والجياع وعَبدَهُ إِسرائيل”، أي جماعة شعب الله الذين خُلِقوا على مثال مريم، أيّ الفقراء وأطهار القلوب.