القراءات اليومية بحسب الطقس الماروني ” 26 يناير – كانون الثاني 2022 “
الأربعاء من الأسبوع الثالث بعد الدنح
رسالة القدّيس بولس الثانية إلى أهل قورنتس 13-1:6
وَبِمَا أَنَّنا مُعَاوِنُونَ لله، نُنَاشِدُكُم أَلاَّ يَكُونَ قَبُولُكُم لِنِعْمَةِ ٱللهِ بِغَيْرِ فَائِدَة؛
لأَنَّهُ يَقُول: «في وَقْتِ الرِّضَى ٱسْتَجَبْتُكَ، وفي يَوْمِ الخَلاصِ أَعَنْتُكَ». فَهَا هُوَ الآنَ وَقْتُ الرِّضَى، وهَا هُوَ الآنَ يَوْمُ ٱلخَلاص.
فإِنَّنَا لا نَجْعَلُ لأَحَدٍ سَبَبَ زَلَّة، لِئَلاَّ يَلْحَقَ خِدْمَتَنَا أَيُّ لَوْم.
بَلْ نُظْهِرُ أَنْفُسَنَا في كُلِّ شَيءٍ أَنَّنَا خُدَّامُ ٱلله، بِثَبَاتِنا العَظِيمِ في الضِّيقَاتِ والشَّدَائِدِ والمَشَقَّات،
في الضَّرَبَات، والسُّجُون، والفِتَن، والتَّعَب، والسَّهَر، والصَّوْم،
وبِالنَّزَاهَة، والمَعْرِفَة، والأَنَاة، واللُّطْف، والرُّوحِ القُدُس، والمَحَبَّةِ بِلا رِيَاء،
في كَلِمَةِ الحَقّ، وقُوَّةِ ٱلله، بِسِلاحِ البِرِّ في اليَدَيْنِ اليُمْنَى واليُسْرَى،
في المَجْدِ والهَوَان، بالصِّيتِ الرَّدِيءِ والصِّيتِ الحَسَن. نُحْسَبُ كَأَنَّنَا مُضِلُّونَ ونَحْنُ صَادِقُون!
كأَنَّنَا مَجْهُولُونَ ونَحْنُ مَعْرُوفُون! كأَنَّنَا مَائِتُونَ وهَا نَحْنُ أَحْيَاء! كأَنَّنَا مُعَاقَبُونَ ونَحْنُ لا نَمُوت؛
كَأَنَّنَا مَحْزُونُونَ ونَحْنُ دَائِمًا فَرِحُون! كأَنَّنَا فُقَرَاءُ ونَحْنُ نُغْنِي الكَثِيرِين! كأَنَّنَا لا شَيءَ عِنْدَنَا، ونَحْنُ نَمْلِكُ كُلَّ شَيء!
لَقَدْ كَلَّمْنَاكُم بِصَرَاحَة، يَا أَهْلَ قُورِنْتُس، ووَسَّعْنَا لَكُم قُلُوبَنَا!
لَسْتُم مُتَضَايِقِينَ بَسَبَبِنَا، بَلْ أَنْتُم مُتَضَايِقُونَ في دَاخِلِكُم!
وأَنَا أُكَلِّمُكُم كَأَوْلادِي، فَعَامِلُونِي بِمِثْلِ مَا أُعَامِلُكُم، ووَسِّعُوا لي أَنْتُم أَيْضًا قُلُوبَكُم!
إنجيل القدّيس يوحنّا 25-13:9
فَجَاؤُوا بِٱلَّذي كَانَ أَعْمَى إِلى الفَرِّيسِيِّين.
وكَانَ اليَوْمُ الَّذي صَنَعَ فِيهِ يَسُوعُ الطِّين، وفَتَحَ عَيْنَي الأَعْمَى، يَوْمَ سَبْت.
وعَادَ الفَرِّيسِيُّونَ يَسْأَلُونَهُ كَيْفَ أَبْصَر، فَقَالَ لَهُم: «وَضَعَ طِينًا على عَيْنَيَّ، وٱغْتَسَلْتُ، وهَا أَنَا أُبْصِر».
فَقَالَ بَعْضُ الفَرِّيسِيِّين: «لَيْسَ هذَا الرَّجُلُ مِنْ عِنْدِ الله، لأَنَّهُ لا يَحْفَظُ السَّبْت». وقَالَ آخَرُون: «كَيْفَ يَقْدِرُ إِنْسَانٌ خَاطِئٌ أَنْ يَصْنَعَ مِثْلَ هذِهِ الآيَات؟». وكَانَ بَيْنَهُم شِقَاق.
فَقَالُوا أَيْضًا لِلأَعْمَى: «وأَنْتَ، مَاذَا تَقُولُ فِيهِ وقَدْ فَتَحَ عَيْنَيْك؟». قَال: «إِنَّهُ نَبِيّ».
ومَا صَدَّقَ اليَهُودُ أَنَّهُ كَانَ أَعْمَى ثُمَّ أَبْصَر، فَٱسْتَدْعَوا وَالِدَيْه،
وسَأَلُوهُمَا قَائِلين: «أَهذَا هُوَ ٱبْنُكُمَا الَّذي تَقُولانِ عَنْهُ إِنَّهُ وُلِدَ أَعْمَى؟ فَكَيْفَ يُبْصِرُ الآن؟».
فَأَجَابَ وَالِدَاهُ وقَالا: «نَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّ هذَا هُوَ ٱبْنُنَا، وأَنَّهُ وُلِدَ أَعْمَى.
أَمَّا كَيْفَ يُبْصِرُ الآنَ فَلا نَعْلَم، أَوْ مَنْ فَتَحَ عَيْنَيْهِ فَلا نَعْلَم. إِسْأَلُوه، وهُوَ يُجِيبُ عَنْ نَفْسِهِ، لأَنَّهُ بَلَغَ سِنَّ الرُّشْد».
قَالَ وَالِدَاهُ هذَا خَوْفًا مِنَ اليَهُود، لأَنَّ اليَهُودَ كَانُوا قَدِ ٱتَّفَقُوا عَلى أَنْ يَفْصِلُوا عَنِ المَجْمَعِ كُلَّ مَنْ يَعْتَرِفُ بِأَنَّ يَسُوعَ هُوَ المَسِيح.
لِذلِكَ قَالَ وَالِدَاه: «إِنَّهُ بَلَغَ سِنَّ الرُّشْد، فَٱسْأَلُوه».
فَٱسْتَدْعَى الفَرِّيسِيُّونَ ثَانِيَةً ذَاكَ الَّذي كَانَ أَعْمَى وقَالُوا لَهُ: «مَجِّدِ ٱلله! نَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّ هذَا الإِنْسَانَ خَاطِئ».
فَأَجَاب: «لا أَعْلَمُ إِنْ كَانَ خَاطِئًا. أَعْلَمُ شَيْئًا وَاحِدًا، وهُوَ أَنِّي كُنْتُ أَعْمَى، وهَا أَنَا الآنَ أُبْصِر».
التعليق الكتابي :
الليترجيّة الإسبانيّة المُستعرِبة
مقدّمة الصّلاة الإفخارستيّة للأحد الثاني من الصوم
«إِنِّي جِئتُ هذا العاَلمَ لإِصدارِ حُكْمٍ: أَن يُبصِر الَّذينَ لا يُبصِرون ويَعْمى الَّذينَ يُبصِرون» (يو 9: 39)
إنّه لحقّ وعدل، واجبٌ وخلاصيّ، أن نشكرك في كلّ زمانٍ وفي كلّ مكان، أيها الربُّ، الآبُ القدّوس، الإله القدير الأزلي، بالمسيح ربنا… لقد جاء “إلى هذا العاَلمَ لإِصدارِ حُكْمٍ: أَن يُبصِر الَّذينَ لا يُبصِرون ويَعْمى الَّذينَ يُبصِرون” (يو 9: 39). أولئك الذين اعترفوا بأنّهم في ظلام الخطيئة، نالوا النُّور الأبدي الذي حرّرهم من عتمة خطاياهم. وأولئك الوقحون الذي كانوا يدّعون امتلاك نور العدل من تلقاء أنفسهم، فقد غرقوا، عن حقّ، في ظلماتهم الخاصّة. ممتلئون من غرورهم ومتأكّدون من عدلهم، لم يبحثوا عن الطبيب المناسب لشفائهم. كان بإمكانهم الوصول إلى الآب من خلال الربّ يسوع الذي أعلن أنّه “بابُ الخِراف” (يو 10: 7)، لكن لأنّهم افتخروا بقدراتهم بطريقة وقحة، استمروا في عماهم.
لذا، نتقدّم إليك بتواضع، أيّها الآب القدّوس، وبدون التعويل على قدراتنا، نفتح أمام مذبحك جرحنا الشخصي. نحن نعترف بظلمات خطايانا ونكتشف خبايا ضميرنا. نتوسّل إليك أن نتمكّن من إيجاد العلاج لجرحنا، والنور الأبدي وسط الظلمات، ونقاوة البراءة في ضميرنا. نرغب بكلّ قوّتنا في تأمّل وجهك…، نحن نرغب في رؤية السماء…
تعال إذًا إلينا أيها الربُّ يسوع، نحن الذين نصلّي في هيكلك، واشفِنا في هذا اليوم، أنت الذي اقترفتَ المعجزات في يوم السبت… أنت الذي خلقتنا من لا شيء، اصنع مرهمًا وادهن به عيون قلبنا… استمع إلى صلاتنا وأزِل عمى خطايانا كي نتمكّن من رؤية مجد وجهك في سلام الغبطة الأبديّة.