القراءات اليومية بحسب الطقس الماروني” 5 أغسطس – آب 2021 “
الخميس الحادي عشر من زمن العنصرة
موسى النبيّ
سفر أعمال الرسل 12-1:25.27:24
يا إِخْوَتِي: بَعْدَ تَمَامِ سَنَتَيْن، صَارَ بُرْكيُوسُ فَسْتُسُ خَلَفًا لِفِيلِكْس. وأَرَادَ فِيلِكْسُ أَنْ يَكْسَبَ رِضَى ٱليَهُود، فَتَرَكَ بُولُسَ مُقَيَّدًا.
وبَعْدَ ثَلاثَة أَيَّامٍ مِنْ وُصُولِهِ إِلى ٱلوِلايَة، صَعِدَ فَسْتُسُ مِنْ قَيْصَرِيَّةَ إِلى أُورَشَليم.
فَعَرَضَ عَلَيْهِ أَحْبَارُ ٱليَهُودِ وأَعْيَانُهُم شَكْوَاهُم عَلى بُولُس، وكَانُوا يَلْتَمِسُونَ مِنْهُ
طَالِبينَ أَنْ يَمُنَّ عَلَيْهِم بِٱسْتِحْضَارِ بُولُسَ إِلى أُورَشَليم. وكَانُوا قَدْ كَمَنُوا لَهُ في ٱلطَّريقِ لِيَقْتُلُوه.
فأَجابَ فَسْتُسُ أَنَّ بُولُسَ مُحْتَجَزٌ في سِجْنِ قَيْصَرِيَّة، وأَنَّهُ هُوَ نَفْسَهُ عَائِدٌ إِلَيْهَا دُونَ إِبْطَاء.
وقَال: «إِذًا فَلْيَنْزِلْ مَعِي إِلى قَيْصَرِيَّةَ أَصْحَابُ ٱلسُّلْطَةِ بَيْنَكُم، وَلْيَشْكُوا هذَا ٱلرَّجُل، إِنْ كَانَ عَلَيْهِ أَيُّ شَكْوَى».
وقَضَى فَسْتُسُ في أُورَشَليمَ أَيَّامًا لا تَزِيدُ عَلى ٱلثَّمانِيَةِ أَوِ ٱلعَشَرَة، ثُمَّ نَزَلَ إِلى قَيْصَرِيَّة. وفي ٱلغَدِ جَلَسَ عَلى كُرْسِيِّ ٱلقَضَاء، وأَمَرَ بإِحْضَارِ بُولُس.
فلَمَّا حَضَرَ، أَحَاطَ بِهِ ٱليَهُودُ ٱلَّذِينَ نَزَلُوا مِنْ أُورَشَليم، وقَدَّمُوا عَلى بُولُسَ دَعَاوى كَثيرَةً وثَقيلة، لكِنَّهُم عَجَزُوا عَنْ إِثْبَاتِهَا.
ودَافَعَ بُولُسُ عَنْ نَفْسِهِ فقَال: «أَنَا مَا أَخْطَأْتُ بِشَيءٍ إِلى شَرِيعَةِ ٱليَهُود، ولا إِلى ٱلهَيْكَل، ولا إِلى قَيْصَر».
أَمَّا فَسْتُسُ فأَرَادَ أَنْ يَكْسَبَ رِضَى ٱليَهُود، فقَالَ لِبُولُس: «أَتُرِيدُ أَنْ تَصْعَدَ إِلى أُورَشَليمَ فَتُحَاكَمَ فيهَا أَمَامِي بِهذِهِ ٱلأُمُور؟».
فقَالَ بُولُس: «أَنَا وَاقِفٌ أَمَامَ مِنْبَرِ قَيصَر، وهُنَاكَ يَنْبَغي أَنْ أُحَاكَم. إِنِّي مَا أَسَأْتُ إِلى ٱليَهُودِ في شَيء، كَمَا تَعْلَمُ أَنْتَ أَيْضًا جَيِّدًا.
فإِنْ كُنْتُ ٱرْتَكَبْتُ جَرِيْمَة، أَو فَعَلْتُ مَا يَسْتَوجِبُ ٱلمَوْت، فَلَنْ أَتَهَرَّبَ مِنَ ٱلمَوت. وَلكِنْ إِنْ لَمْ يَثْبُتْ شَيءٌ مِمَّا يَشْكُوني بِهِ هؤُلاءِ، فَلَنْ يَسْتَطيعَ أَحَدٌ أَنْ يُسْلِمَنِي إِلَيْهِم. إِلى قَيْصَرَ أَنَا رَافِعٌ دَعْوَاي!».
حِينَئِذٍ تَدَاوَلَ فَسْتُسُ ٱلأَمْرَ مَعَ مُسْتَشَارِيه، ثُمَّ قَالَ لِبُولُس: «إِلى قَيْصَرَ رَفَعْتَ دَعْوَاك، فَإِلى قَيْصَرَ تَذْهَب!».
إنجيل القدّيس لوقا 40-35:12
قالَ الرَبُّ يَسوعُ: «لِتَكُنْ أَوْسَاطُكُم مَشْدُودَة، وَسُرْجُكُم مُوقَدَة.
وَكُونُوا مِثْلَ أُنَاسٍ يَنْتَظِرُونَ سَيِّدَهُم مَتَى يَعُودُ مِنَ العُرْس، حَتَّى إِذَا جَاءَ وَقَرَع، فَتَحُوا لَهُ حَالاً.
طُوبَى لأُولئِكَ العَبِيدِ الَّذينَ، مَتَى جَاءَ سَيِّدُهُم، يَجِدُهُم مُتَيَقِّظِين. أَلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: إِنَّهُ يَشُدُّ وَسْطَهُ، وَيُجْلِسُهُم لِلطَّعَام، وَيَدُورُ يَخْدُمُهُم.
وَإِنْ جَاءَ في الهَجْعَةِ الثَّانِيَةِ أَوِ الثَّالِثَة، وَوَجَدَهُم هكذَا، فَطُوبَى لَهُم!
وٱعْلَمُوا هذَا: إِنَّهُ لَوْ عَرَفَ رَبُّ البَيْتِ في أَيِّ سَاعَةٍ يَأْتِي السَّارِق، لَمَا تَرَكَ بَيْتَهُ يُنقَب.
فَكُونُوا أَنْتُم أَيْضًا مُسْتَعِدِّين، لأَنَّ ٱبْنَ الإِنْسَانِ يَجِيءُ في سَاعَةٍ لا تَخَالُونَها!».
التعليق الكتابي :
الطوباويّ غيريك ديغني (حوالى 1080 – 1157)، راهب سِستِرسيانيّ
العظة الثانية لزمن المجيء
« كونوا أَنتُم أَيضاً مُستَعِدِّين، ففي السَّاعَةِ الَّتي لا تَتَوَقَّعونَها يأَتي ابنُ الإِنسان »
في الحقيقة يا إخوة، علينا الذهاب لملاقاة الربّ يسوع المسيح الآتي، بنفس مليئة بالفرح… فلترتفع نفوسنا إذًا بانطلاقة فرح ولتندفع أمام مخلّصها… فبالفعل، إنّي أظنّ أنّنا قد دُعينا في أماكن عدّة من الكتاب المقدّس إلى ملاقاته، ليس فقط في مجيئه الثاني، إنّما في مجيئه الأوّل أيضًا…
فليأتِ الربّ إليكم إذًا قبل مجيئه؛ فليأتِ لزيارتكم بشكل حميم قبل أن يظهر للعالم أجمع، هو الّذي قال: “لن أَدَعَكم يَتامى، فإِنِّي أَرجعُ إِلَيكم” (يو 14: 18). لأنّ هناك مجيء للربّ في حياة كلّ واحد منّا حسب استحقاقه وحماسته، مجيء متكرّر وحميم في الفترة ما بين المجيء الأوّل والمجيء الأخير. هذا المجيء الخاص يُنَشِّئُنا على صورة المجيء الأوّل ويحضّرنا للمجيء الأخير. إنّه بمجيئه الحالي الحميم يعمل على تصحيح كبريائنا، ويجعلنا نتمثّل بتواضعه الّذي أظهره في مجيئه الأوّل، “والَّذي سيُغَيِّرُ هَيئَةَ جَسَدِنا الحَقير فيَجعَلُه على صُورةِ جَسَدِه المَجيد” (في 3: 21) الّذي سيظهره لنا عند عودته. ولذا، يجب علينا أن نطلب من كلّ قلوبنا وبحماسة شديدة هذا المجيء الحميم الذي يعطينا نعمة المجيء الأوّل ويعدنا بمجد المجيء الأخير…
لقد كان المجيء الأوّل متواضعًا ومخفيًّا؛ فيما سيكون المجيء الأخير برّاقًا ورائعًا؛ فيما المجيء الذي نتحدّث عنه (أي المجيء الحميم) مخفي، لكنّه أيضًا رائع. أنا أصفه بأنّه مخفي، إنّما ليس بغير محسوس لمَن يحدث له، لكنّه يحدث بشكل سريّ في داخله… إنّه يأتي بدون أن يُرى، ويبتعد بدون أن ندرك ذلك. إنّ حضوره فقط هو نور للنفس والروح: من خلاله، نرى كلّ ما لا يُرى ونعرف كلّ ما لا يُعرف. إنّ مجيء الربّ هذا يجعل نفس مَن يختبره في حالة من التّأمّل الهادئ والسعيد. فتنطلق هذه الصرخة من أعماق الإنسان: “مَن مِثلُكَ أيّها الربّ” (مز35[34]: 10). يعرف ذلك مَن قام بهذا الاختبار. وإن شاء الله، سيشعر أولئك الذين لم يقوموا بهذا الاختبار بالرغبة في ذلك.