القراءات اليومية بحسب الطقس الماروني ” 14 مارس – اذار 2022 “
الاثنين الثالث من الصوم الكبير
رسالة القدّيس بولس الأولى إلى طيموتاوس 16-9:4
يا إخوَتِي، صادِقَةٌ هيَ الكَلِمَةُ وجَدِيرَةٌ بِكُلِّ قَبُول:
إِنْ كُنَّا نَتْعَبُ ونُجَاهِد، فذلِكَ لأَنَّنَا جَعَلْنَا رجَاءَنا في اللهِ الحَيّ، الذي هُوَ مُخلِّصُ النَّاس أَجْمَعِين، ولا سِيَّمَا المُؤْمِنِين.
فأَوْصِ بِذلكَ وعَلِّمْهُ.
ولا تَدَعْ أَحَدًا يَسْتَهِينُ بِحَداثَةِ سِنِّكَ، بَلْ كُنْ مِثَالاً للمُؤْمِنِين، بِالكَلام، والسِّيرَة، والمَحَبَّة، والإِيْمَان، والعَفَاف.
وَاظِبْ عَلى إِعْلانِ الكَلِمَةِ والوَعْظِ والتَّعْلِيم، إِلى أَنْ أَجِيء.
لا تُهْمِلِ المَوْهِبَةَ الَّتي فِيك، وقَد وُهِبَتْ لَكَ بالنُّبُوءَةِ معَ وَضْعِ أَيْدِي الشُّيُوخِ عَلَيك.
إِهْتَمَّ بِتِلْكَ الأُمُور، وكُنْ مُواظِبًا عَلَيهَا، لِيَكُونَ تَقَدُّمُكَ واضِحًا لِلجَمِيع.
إِنْتَبِهْ لِنَفْسِكَ وَلِتَعْلِيمِكَ، وَٱثْبُتْ في ذلِك. فإِذا فَعَلْتَ خَلَّصْتَ نَفسَكَ والَّذِينَ يَسْمَعُونَكَ.
إنجيل القدّيس يوحنّا 27-21:8
قالَ الرَبُّ يَسُوع (للكتبة والفرّيسيّين): «أَنَا أَمْضِي، وتَطْلُبُونِي وتَمُوتُونَ في خَطِيئَتِكُم. حَيْثُ أَنَا أَمْضِي لا تَقْدِرُونَ أَنْتُم أَنْ تَأْتُوا».
فَأَخَذَ اليَهُودُ يَقُولُون: «أَتُراهُ يَقْتُلُ نَفْسَهُ؟ فَإِنَّهُ يَقُول: حَيْثُ أَنَا أَمْضِي لا تَقْدِرُونَ أَنْتُم أَنْ تَأْتُوا!».
ثُمَّ قَالَ لَهُم: «أَنْتُم مِنْ أَسْفَل، وأَنَا مِنْ فَوْق. أَنْتُم مِنْ هذَا العَالَم، وأَنَا لَسْتُ مِنْ هذَا العَالَم.
لِذلِكَ قُلْتُ لَكُم: سَتَمُوتُونَ في خَطَايَاكُم. أَجَل، إِنْ لَمْ تُؤْمِنُوا أَنِّي أَنَا هُوَ تَمُوتُوا فِي خَطَايَاكُم».
فَقَالُوا لَهُ: «أَنْتَ، مَنْ أَنْت؟». قَالَ لَهُم يَسُوع: «أَنَا هُوَ مَا أَقُولُهُ لَكُم مُنْذُ البَدء.
لِي كَلامٌ كَثِيرٌ أَقُولُهُ فِيكُم وأَدِينُكُم. لكِنَّ الَّذي أَرْسَلَنِي صَادِق. ومَا سَمِعْتُهُ أَنَا مِنْهُ، فَهذَا أَقُولُهُ لِلْعَالَم».
ولَمْ يَعْرِفُوا أَنَّهُ كَانَ يُحَدِّثُهُم عَنِ الآب.
التعليق الكتابي :
القدّيس أوغسطينُس (354 – 430)، أسقف هيبّونا (إفريقيا الشماليّة) وملفان الكنيسة
الدّراسة 39
«فَقَالُوا لَهُ: أَنْتَ، مَنْ أَنْت؟. قَالَ لَهُم يَسُوع: أَنَا هُوَ مَا أَقُولُهُ لَكُم مُنْذُ البَدء»
إنّ اليهود، الذين شهدوا لفترة طويلة على معجزات الرّب يسوع المسيح وتلقّوا تعاليمه الإلهيّة، كانت لا تزال لديهم جرأة تقارب الوقاحة على طرح هذا السؤال عليه: “مَن أَنتَ؟” فماذا كان جواب المخلّص؟ ” أَنَا هُوَ مَا أَقُولُهُ لَكُم مُنْذُ البَدء”. أي إنّكم غير جديرين بسماع كلماتي، وبالأحرى فأنتم غير جديرين بأن أقول لكم مَن أنا. أنتم تسألون لمجّرد إيقاعي في التجربة ولا تبدون أيّ اهتمام لما أقوله لكم؛ لذا، يحقّ لي أن أدينكم وأن أعاقبكم لأنّ “لِي كَلامٌ كَثِيرٌ أَقُولُهُ فِيكُم وأَدِينُكُم”.
وكان قد قال في وقت سابق إنّه لا يحكم على أحد. لكن عبارة “لا أحكم” مختلفة عن عبارة ” لِي كَلامٌ كَثِيرٌ أَقُولُهُ فِيكُم وأَدِينُكُم”. العبارة الأولى تتعلّق بالحاضر، فيما تتضمّن العبارة الثانية كلمات نبويّة عن الدينونة الأخيرة. والحال هذه، سوف أكون صادقًا في حكمي، لأنّني أنا الحق بعينه وأنا ابن ذاك الذي هو صادق: “فالَّذي أَرْسَلَنِي صَادِق”: إنّ الآب صادق، لا من خلال المشاركة في الحقيقة، بل من خلال ولادته لها.