القراءات اليومية بحسب الطقس الماروني ” 9 مايو – ايار 2022 “
عيد النبيّ أشعيا
أشعيا النبيّ
المجمع المسكونيّ الخامس في القسطنطينيّة 553
رسالة القدّيس بولس إلى أهل رومة 33-26:9
يا إخوتي يَقُولُ النَبِيُّ هُوشَع: «سَيَكُونُ في المَوضِعِ الَّذي قيلَ لَهُم فِيه: لَسْتُم شَعْبِي! هُنَاكَ يُدْعَونَ أَبْنَاءَ اللهِ الحيّ».
ويَهْتِفُ آشَعيَا في شَأْنِ إِسْرَائِيل: «ولَو كَانَ عَدَدُ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَرَمْلِ البَحر، فَٱلبَقِيَّةُ مِنْهُم سَتَخْلُص!
لأَنَّ الرَّبَّ سَيُتِمُّ كَلِمَتَهُ في الأَرْضِ إِتْمَامًا كَامِلاً وَسَريعًا».
وكَمَا سَبَقَ آشَعْيَا فقَال: «لَو لَمْ يُبْقِ لَنَا الرَّبُّ القَدِيرُ نَسْلاً، لَصِرْنَا مِثْلَ سَدُوم، وأَشْبَهْنَا عَمُورَة!».
إِذًا فَمَاذَا نَقُول؟ إِنَّ الأُمَمَ الَّذِينَ لَمْ يَسْعَوا إِلى البِرِّ قَدْ أَدْرَكُوا البِرّ، أَيْ البِرَّ الَّذي هُوَ مِنَ الإِيْمَان.
أَمَّا إِسْرَائِيلُ الَّذي سَعَى إِلى شَرِيعَةِ البِرّ، فَلَمْ يَبْلُغْ شَرِيعَةَ البِرّ.
لِمَاذَا؟ لأَنَّهُ لَمْ يَسْعَ إِلى البِرِّ بِالإِيْمَانِ بَلْ بِالأَعْمَال. فَعَثَرُوا بِحَجَرِ العَثْرَة،
كَمَا هوَ مَكْتُوب: «هَا إِنِّي أَضَعُ في صِهْيُونَ حَجَرَ عَثْرَةٍ، وصَخْرَةَ شَكٍّ، فَمَنْ يُؤْمِنُ بِهِ لا يُخْزَى».
إنجيل القدّيس لوقا 21-14:4
عَادَ يَسُوعُ بِقُوَّةِ الرُّوحِ إِلى الجَلِيل، وذَاعَ خَبَرُهُ في كُلِّ الجِوَار.
وكانَ يُعَلِّمُ في مَجَامِعِهِم، والجَمِيعُ يُمَجِّدُونَهُ.
وجَاءَ يَسُوعُ إِلى النَّاصِرَة، حَيْثُ نَشَأ، ودَخَلَ إِلى المَجْمَعِ كَعَادَتِهِ يَوْمَ السَّبْت، وقَامَ لِيَقْرَأ.
وَدُفِعَ إِلَيهِ كِتَابُ النَّبِيِّ آشَعْيا. وفَتَحَ يَسُوعُ الكِتَاب، فَوَجَدَ المَوْضِعَ المَكْتُوبَ فِيه:
«رُوحُ الرَّبِّ علَيَّ، ولِهذَا مَسَحَني لأُبَشِّرَ المَسَاكِين، وأَرْسَلَنِي لأُنَادِيَ بِإِطْلاقِ الأَسْرَى وعَوْدَةِ البَصَرِ إِلى العُمْيَان، وأُطْلِقَ المَقْهُورِينَ أَحرَارًا،
وأُنَادِيَ بِسَنَةٍ مَقْبُولَةٍ لَدَى الرَّبّ.»
ثُمَّ طَوَى الكِتَاب، وأَعَادَهُ إِلى الخَادِم، وَجَلَس. وكَانَتْ عُيُونُ جَمِيعِ الَّذِينَ في المَجْمَعِ شَاخِصَةً إِلَيْه.
فبَدَأَ يَقُولُ لَهُم: «أَليَوْمَ تَمَّتْ هذِهِ الكِتَابَةُ الَّتي تُلِيَتْ على مَسَامِعِكُم».
التعليق الكتابي :
القدّيس يوحنّا بولس الثاني (1920 – 2005)، بابا روما
الرّسالة العامّة “نحو ألفيةٍ جديدة (Novo Millenio Inuente)”، العدد 4
«اليوم تَمَّت هذه الآيةُ بِمَسمَعٍ مِنكُم»
“نَشكُرُكَ أَيُّها الرَّبُّ الإِلهُ القَدير” (رؤ 11: 17)… إنّي أفكّر، قبل كل شيء، بالبعد التّسبيحيّ الذي يكتسب أهمّيةً قصوى. إذ من هنا ينطلق كل جواب حقيقي للإيمان بوحي الله في الرّب يسوع المسيح. إنّ المسيحية نعمة. إنها مفاجأة الله الذي لم يكتف بخلق العالم والإنسان بل تنازل إلى خليقته إذ “بَعدَما كَلَّمَ الآباءَ قَديمًا بِالأَنبِياءَ مَرَّاتٍ كَثيرةً بِوُجوهٍ كَثيرة، كَلَّمَنا في آخِرِ الأَيَّام هذِه بِابْنٍ جَعَلَه وارِثًا لِكُلِّ شيء وبِه أَنشَأَ العالَمِين” (عب 1: 1 – 2).
في هذه الأيام! أجل، جعلنا اليوبيل نشعر بأن ألفي سنة من التاريخ مضت دون أن تقلّل من جدّة “اليوم” حيث بشر الملائكة الرعاة بالحدث العجيب، حدث ولادة الرّب يسوع في بيت لحم: “وُلِدَ لَكُمُ اليَومَ مُخَلِّصٌ في مَدينَةِ داود، وهو الـمَسيحُ الرَّبّ” (لو 2: 11). ألفا سنة مرّت لكن إعلان الرّب يسوع عن رسالته في مجمع الناصرة أمام مواطنيه المبهوتين لا يزال يزداد حيوية، حيث طبّق على ذاته نبوءة إشعيا: “اليوم تَمَّت هذه الآيةُ بِمَسمَعٍ مِنكُم” (لو 4: 21). ألفا سنة مرّت لكن الخطأة المحتاجين رحمةً – ومن منّا لا يحتاجها – يجدون دوماً عزاء في “يوم” الخلاص هذا الذي، على الصليب، فتح أبواب ملكوت الله للصّ التائب: “الحَقَّ أَقولُ لَكَ: سَتكونُ اليَومَ مَعي في الفِردَوس” (لو 23: 43).